تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ففي العهد القديم الذي هو التوراة في سفر المزامير 75: 2 النص التالي: [أنا وزنت أعمدتها] وفى سفر المامير أيضا 104: 5 النص التالي [المؤسس الأرض على قواعد فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد] (إنتهى) وهذا فيه رد على اليهود النصارى إذ اليهود تؤمن بالتوراة والنصارى تؤمن بها أيضا! لكن تضيف النصارى اليها الإيمان بالعهد الجديد وهو الإنجيل.

والوجه الثاني أن هذا امر ثابت علميا في علم الجيولوجيا! وقد مر توضيح ذلك إذ قلنا أن الله عز وجل شبه الجبال بالأوتاد للأرض وبالرواسي للسفن فالجبال رواسي كالمسامير ملقاة في الأرض جزءٌ منها ظاهر منصوبٌ قائمٌ من فوق سطح الأرض ومعظمها غائر فيها لتمسك بقشرة يابستها وتثقلها وتمنع تحركها وميلانها واهتزازها وعن أن تغوص في باطن الأرض كما قال علماء الجيلوجيا ومن نقل عنهم من المتكلمين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وكل ذلك مر ذكره آنِفاً

والوجه الثالث: إن قولهم (وأن الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية.) يدل قولهم هذا على جهل متناهي فيما اتفق عليه العقلاء وذلك لأمرين:

الأول: في قولهم (أن الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة) فأقول: أن التثبيت يكون للثابت والمتحرك إذ الثبيت للثابت لقلة ثباته فلا يُدْرَى متى يتحرك ومثال ذلك تثيت أرض بيت ثابتة تحتها مخزن أو سقف ثابت بسبب القِدَم قد يسقط في أي وقت فاحتيج للتثبيت بأعمدةٍ أخرى لضمان عدم سقوطه فتأمل كم الجهل يعمي صاحبه عن المعقولات الحسية!

الثاني: في قولهم (ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية.) فأقول: إن كلامهم هذا كم هو أشبه بعربة السكران وهذيان المحموم إي وربي إذ إن تفاسير العلماء كلها وأقوال من تكلموا في الإعجاز مُطْبِقةٌ على أن المراد من الأرض في الآيات التي المشار إليها هو قشرة الأرض اي اليابسة من الأرض وليس كرة الأرض فكلامهم جميعهم هو حول تثبيت الجسم المستوي الذي هو الأرض اليابسة وليس الكروي الذي هو كرة الأرض فمعلومٌ أن ليس كل لفظ أرض في القرآن واللغة والعُرْف والشرع يُرِدُ منه كرة الأرض فقد يراد منه يابستها وذلك إنما يعرف بالسياق وهنا السياق دل على ان الجبال تثبت قشرة الأرض وليس كرتها وهذا أمر ظاهر للعيان ولذلك أثبته علماء الجيولوجيا بمهذا المعنى!!! فأين عقول هؤلاء المهرطقين الذين يكتبون هذه الترهات!.)

وقال المهندس عبد الدائم الكحيل وهو باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية في بحث له بعنوان (الجبال والتوازن الأرضي): (لقد قرأتُ العديد من الأبحاث في إعجاز القرآن الكريم والتي تدور حول حديث القرآن عن حقائق علمية في علم الجبال قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة. ولكن الذي أثار اهتمامي بهذا الموضوع ما قرأته على أحد المواقع الذي ينشر سلسلة مقالات بعنوان: أكذوبة الإعجاز العلمي!! وقد تناولوا في إحدى مقالاتهم نشوء الجبال وأكدوا أن القرآن قد أخطأ علمياً في الآية التي تقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. وأن الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية.

وبما أن هؤلاء لا تقنعهم كلمات علمائنا من المسلمين، فسوف نلجأ إلى علماء الغرب وهم من غير المسلمين ونتأمل في آخر ما توصلت إليه أبحاثهم وماذا يقولون حول هذا الموضوع وسوف نرى التطابق الكامل بين ما تكشفه الأبحاث الجديدة في علوم الأرض وبين القرآن العظيم.

فقد تابعتُ ما يعتقده علماء الغرب اليوم حول الجبال، وقرأتُ ما يدرِّسونه لطلابهم من أشياء يعدّونها حقائق facts وإليك عزيزي القارئ ما اكتشفه هؤلاء العلماء وهم من غير المسلمين: "التوازن الأرضي هو توازن لَبِنَات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض. الجبال تملك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن" [1].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير