تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولها: ما ذكره الشيخ شاكر في تقديمه للكتاب، من أن مدخل الدراسة التي صدر به مالك كتابه وبعض فصول الكتاب، يوهم بأن الغرض من الكتاب تثبيت قواعد في (إعجاز القرآن). والحق أن منهج مالك في تأليفه هذا دال على أن هدفه إثبات صحة دليل النبوة، وصدق دليل الوحي، وأنه كلام الله لا كلام البشر. وليس هذا هو (إعجاز القرآن)، بل هو أقرب إلى أن يكون باباً من (علم التوحيد)، استطاع مالك أن يبلغ فيه غايات بعيدة، قصر عنها أكثر من كتب من المحدثين وغير المحدثين.

ثانيها: أن مالكاً اعتبر أن المشكلة في فهم الإعجاز القرآني مرده إلى منهج التفسير القائم على أساس المقارنة مع الشعر الجاهلي، والصواب - كما قال الشيخ شاكر - أن الشعر الجاهلي هو الأساس الذي يبنى عليه الحديث عن مسألة (إعجاز القرآن)، كما ينبغي أن يواجهها العقل الحديث، وليس أساس هذه المشكلة هو تفسير القرآن على المنهج القديم.

وأيَّا ما كان الأمر، فإن هذه الملاحظات لا تقلل من شأن هذا الكتاب، بل على العكس من ذلك، تدفع به إلى دائرة الاهتمام والضوء في ظل ظروف أصبحت فيه الحملة على القرآن وأهله مكشوفة على المستويات كافة.

وعلى الجملة، فإن قيمة الكتاب - من وجهة نظرنا - تبدو من جهتين:

الأولى: التقديم النقدي للكتاب، الذي قام به الشيخ محمود شاكر.

الثانية: تفسير الظاهرة القرآنية على أساس يُقنع العقل الحديث.

أخيراً

فإن الكتاب يحتاج إلى جهد غير عادي من قارئه، وخاصة ممن ليس له سابق عهد في قراءة كتب مالك رحمه الله. ومنشأ هذا أمران:

أحدهما: أن لغة مالك غير مألوفة للقارئ العادي، ولا تخلو من بعض الصعوبة.

ثانيهما: أن مالكاً لا يكتب بالعربية، وإنما يكتب بالفرنسية، ثم يُترجم المترجمون ما يكتب من أفكار. ولا شك أن الترجمة تشوش فكرة الكاتب أحياناً، وربما تفسدها، أو على الأقل لا تعبر تماماً عما يريد كاتب الأصل قوله.

الكتاب صدرت طبعته الأولى بالفرنسية 1946، وصدرت طبعته العربية الأولى 1958، وقام بترجمته عبد الصبور شاهين. وصدرت طبعته العربية الثانية 1961. وصدرت له منذ عهد غير بعيد طبعة جديدة عن دار الفكر بدمشق. وتزيد صفحات الكتاب على الثلاثمائة صفحة.

المصدر:إسلام ويب ( http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=144623)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير