الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد .. و"الرحمن"هوالموصوف بالرحمة .. (فبناء فعلان للسعة والشمول ألاترى أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا؟) .. و"الرحيم" هو الراحم برحمته ..
ملك يَوْمِ الدِّينِ
وهو يوم الجزاء .. يَوْم يدين الله الْعباد بأعمالهم وَذَلِكَ يتَضَمَّن جزاءهم وحسابهم ..
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك .. وخصه بيومالدين لتفرده بالحكم فيه ..
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك .. العبادة اسمجامع لغاية الحب لله وغاية الذل له .. والعبادة تجمعأصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع .. والعرب تقول طريق معبد أي مذلل .. والإستعانة تجمع أصلين الثقة بالله والإعتماد عليه ..
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
المراد طلب العلم بالحق والعمل به جميعا ..
[ف] " الهدى" هو العلم بالله تعالى ودينه والعمل بمرضاته وطاعته ..
لفظ "الهدى" إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل به جميعا فيدخل فيه كل ما أمر الله به ..
" الصراط المستقيم " قد فسر بالقرآن وبالإسلام وطريق العبودية وكل هذا حق فإن"الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه .. وهذا "الصراط المستقيم" هودين الإسلام المحض .. فسمى سبحانه طريقه صراطا .. الصراط في لغة العرب هو الطريق .. [وهو] ماجعله الله عليه من الهدى ودين الحق الذي أمره أن يخبر بأن الله تعالى هداه إليه في قوله (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ثم فسره بقوله تعالى (دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) ..
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم .. فمن لم يعرف الحق كان ضالا، ومن عرفه ولم يتبعه كان مغضوبا عليه، ومن عرفه واتبعه فقدهدي إلى الصراط المستقيم فهو منعم عليه.
انتهى بحمد الله.
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات بإذن الله! راجع المقدمة التوضيحية هنا ( http://tafsir.net/vb/t20581.html))..
...
بشرى لنا جميعا والحمد لله: ( http://tafsir.net/vb/t16973.html) فملتقى أهل التفسير يحصل على نتيجة جيدة ضمن تقارير موقع Google