ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:04 م]ـ
الأخ إبراهيم نأخذ من خطبتك المفيد وأرجو أن تعذرني.
تقول:
ولكن بما أنك تريد أدلة على أن الأرض ثابتة فقد جمعت بعض كلام أهل العلم في هذه العجالة فأقول لك:
لقد تدبرت – بما سنح لي الوقت - لفظ الأرض في القرآن الكريم؛ فوجدته لم يقرن بلفظ يدل على الدوران أو التحرك؛ بل كل الألفاظ التي قرن بها دالة على الثبات والسكون والقرار.
ومن ذلك: "الذي جعل لكم الأرض فراشا "
وفي آيتين أخريين:"قرارا".
وفي أخرى "مهدا" أو "مهادا" أو: "ماهدون"
وفي آية أخرى: "فرشناها"
وفي أخرى:"مددناها" أو "مد الأرض"
وفي أية أخرى: "خاشعة" إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.
وأقول:
هل كون الأرض فراشا يمنع من أن تكون متحركة في نفس الوقت؟
هل كون الأرض قرارا يمنع من أن تكون متحركة في نفس الوقت؟
هل كون الأرض ممدودة يمنع من أن تكون كروية ومتحركة في نفس الوقت؟
ثم وصف خاشعة هل هو وصف للكرة الأرضية أم لشيء آخر؟
وعندما راجعت كتب أهل التفسير الأقدمين حتى لا يعترض أحد على ابن عثيمين أو ابن باز أو غيرهم من المعاصرين وجدتهم شبه مجمعين على القول بأن الأرض ثابتة.
فقد روى الطبري بإسناده عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"الذي جعل لكم الأرض فراشًا" فهي فراشٌ يُمشى عليها، وهي المهاد والقرار. تفسير الطبري - (1/ 365)
أخي إبراهيم:
لا نعترض على ما رواه الطبري رحمه الله تعالى فالأرض فراش يمشى عليها وهي مهاد وقرار.
ولكن هل قال إنها لا تتحرك ولا تدور؟
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: "إسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشاً أي مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات". ابن كثير. / دار الفكر - (1/ 76)
وكذلك كلام بن كثير لا اعتراض عليه، ولكن هل نفى دورانها؟
وفي آية: "قرارا" وجدت ابن عاشور قال فيها: (القرار أصله، مصدر قرّ، إذا سكن. وهو هنا من صفات الأرض لأنه في حكم الخبر عن الأرض، فالمعنى يحتمل: أنه جعلها قارة غير مائدة ولا مضطربة فلم تكن مثل كُرة الهواء مضطربة متحركة، ولو لم تكن قارة لكان الناس في عناء من اضطرابها وتزلزلها، وقد يفضي ذلك بأكثرهم إلى الهلاك وهذا في معنى قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم} في سورة [الأنبياء: 31].
وهذا الاحتمال الأول صحيح، بل هو ليس احتمالا وإنما هو الحقيقة فالأرض جعلها الله قارة غير مائدة ولا مضطربة، ولكن هذا لا ينفي أنها متحركة.
ويحتمل أن المعنى جعل الأرض ذات قَرار، أي قَرارٍ لكم، أي جعلها مستقَراً لكم كقوله تعالى: {وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}) .. التحرير والتنوير - (13/ 47)
وهذا المعنى الثاني صحيح وليس بينه وبين الأول تعارض ومع هذا لا ينفي كون الأرض تتحرك حركة منتظمة.
وفي آية: "مهدا" قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150)
وهذا القول لا اعتراض عليه إلا قوله:
"مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا"
فهو يحتاج إلى دليل وإذا صح فهو دليل ضدك لا لك أخانا الكريم إبراهيم.
أما بقية كلامك أخانا إبراهيم فلنتجاوزه ونبقى في محاولة فهم النصوص كما ينبغي لطلبة العلم أن يفعلوه.
وفق الله الجميع لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسوله محمد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:32 م]ـ
أخي حجازي الهوى: حقا ما قال بعض السلف إن القرآن حمال اوجه.
وحقا إن الجدال لا فائدة فيه.
فأنا لا أفهم من كلام العربي عندما يقول ثابتة إلا فهما واحدا وهو أنها لا تتحرك.
وعندما تتحرر أنت من الخلفية التي عندك من أن الأرض تدور، وتفهم القرآن كما فهمه السلف فإنك لن تفهم من كلمة: "ثابتة" إلا أنه ضد الحركة.
ولكنك تفهمها انطلاقا من الخلفية المستقرة في ذهنك، وهذا شيء نفسي قد لا يفطن له الإنسان.
أما مجاوزة لبقية الكلام؛ فلا أريد مجاوزته؛ بل هو لب الموضوع:
وأعيده مرة أخرى:
الذي أفهم من ثابتة أنها لا تتحرك، وهذا نقل السلف.
والذي أفهمه من قول المعاصرين من الباحثين الغربيين ومن تبعهم من المسلمين أن الأرض تدور، هو ضد "ثابتة" فأيهما نرجح.
هذا لب الموضوع.
وسياسة الالتفاف لا تصلح في النقاش العلمي، وإنما في لعب كرة القدم.
وفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:38 م]ـ
أشكر لك سعة صدرك أنك تقرأ مواضيعي
فإن وجدت ما تناقش فيه علميا فاكتبه مشكورا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين
¥