ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:13 م]ـ
إن يكن اعتراضك على كلامي علميا فاكتبه علميا ويكون محور الكلام علميا
وهل كتبتي كلاما علميا حتى أرد عليه؟
لو لا أنك تتكلمني في كتاب الله ولو لا أنك محسوبة على ملتقى أهل التفسير لما تعرضت لما تكتبني من قريب ولا بعيد.
أسأل الله لنا ولك الهداية
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:23 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
لقد تعمدنا أن لا نبحث معك أدلة دوران الأرض في النصوص الكريمة وأحببنا أن نحصر المسألة في بحث أدلة من زعم أن الأرض ثابتة. وإذا قلنا جدلاً بأنه لا يوجد دليل لأي من الطرفين عندها لا نجد أي مسوغ لمن يرفض العلم المعاصر بزعم مخالفته للشرع.
.
أخي الكريم: البيراوي.
أما أنا فلم أتعمد البحث في أي جانب، وكان هدفي من البداية يتمثل في نقطتين:
الأولى: بيان أنه لا دليل عند القائلين بدوران الأرض سوى أنهم يرددون ما يقال في وسائل الإعلام، وما يرسل لنا من كتب مطبوعة في الغرب أو يدرسه لنا أساتذة درسوا فيه، وهذا ليس دليلا علميا، فعندما تأتي في مناظرة، وتقول: الأرض تدور، فيقال لك هات دليلك، فتقول: هم قالوا بأنها تدور، وكل الناس يعلم ذلك وهو من المسلمات؛ فهل هذا عندك نقاش علمي؟.
الثانية: من أهم أهدافي هو محاولة تنبيه الإخوة الفضلاء على تصحيح منهج الاستدلال؛ وأعلم أن هناك من هو أولى بهذه المبادرة مني علميا وعمليا، ولكن عند غياب من يتولاها صممت أن أحاول فيها جهدي.
فمنهج الاستدلال العلمي صعب المنال، وخاصة في هذه الملتقيات؛ فيجب أن يتفق المتحاورون على أن الاستدلال - وخاصة في ملتقى أهل التفسير - يجب أن يكون بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل العلوم بلااستثناء.
وإذا لم يعثروا على دليل؛ فالواجب أن يجتهدوا رأيهم في المسألة بما لا يخالف ظاهر النص القرآني أو النبوي.
أما أن يجعلوا تجارب باحثين تتغير ليس في كل يوم بل في كل لحظة دليلا فهذا خارج منهج البحث العلمي.
وخاصة إذا لم يكونوا مطلعين على حقيقة تلك التجارب، وتلك الدراسات وإنما يصدر لها منهم ما ينومهم ويخوفهم من أعدائهم، ويجعلهم أمامهم كأنهم خارقين، وقدراتهم فوق طاقة البشر، ولا يمكن للمسلمين أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه ..
وأراني قد أطلت عليك.
ولكن بما أنك تريد أدلة على أن الأرض ثابتة فقد جمعت بعض كلام أهل العلم في هذه العجالة فأقول لك:
لقد تدبرت – بما سنح لي الوقت - لفظ الأرض في القرآن الكريم؛ فوجدته لم يقرن بلفظ يدل على الدوران أو التحرك؛ بل كل الألفاظ التي قرن بها دالة على الثبات والسكون والقرار.
ومن ذلك: "الذي جعل لكم الأرض فراشا "
وفي آيتين أخريين:"قرارا".
وفي أخرى "مهدا" أو "مهادا" أو: "ماهدون"
وفي آية أخرى: "فرشناها"
وفي أخرى:"مددناها" أو "مد الأرض"
وفي أية أخرى: "خاشعة" إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.
وعندما راجعت كتب أهل التفسير الأقدمين حتى لا يعترض أحد على ابن عثيمين أو ابن باز أو غيرهم من المعاصرين وجدتهم شبه مجمعين على القول بأن الأرض ثابتة.
فقد روى الطبري بإسناده عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"الذي جعل لكم الأرض فراشًا" فهي فراشٌ يُمشى عليها، وهي المهاد والقرار. تفسير الطبري - (1/ 365)
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: "إسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشاً أي مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات". ابن كثير. / دار الفكر - (1/ 76)
وفي آية: "قرارا" وجدت ابن عاشور قال فيها: (القرار أصله، مصدر قرّ، إذا سكن. وهو هنا من صفات الأرض لأنه في حكم الخبر عن الأرض، فالمعنى يحتمل: أنه جعلها قارة غير مائدة ولا مضطربة فلم تكن مثل كُرة الهواء مضطربة متحركة، ولو لم تكن قارة لكان الناس في عناء من اضطرابها وتزلزلها، وقد يفضي ذلك بأكثرهم إلى الهلاك وهذا في معنى قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم} في سورة [الأنبياء: 31].
ويحتمل أن المعنى جعل الأرض ذات قَرار، أي قَرارٍ لكم، أي جعلها مستقَراً لكم كقوله تعالى: {وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}) .. التحرير والتنوير - (13/ 47)
وفي آية: "مهدا" قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150)
ولو كان عندي من الوقت ما يكفي لبحث الموضوع لجمعت لك كلام أهل العلم فيه بشكل أوسع وأشمل.
والخلاصة من كل هذا الموضوع حتى لا يطول أكثر من اللازم؛ ويمضي كل واحد في إطلاق التهم جزافا – مع أنه لا يضر بها في النهاية إلا نفسه – يجب أن يحصر هذا الموضوع في نقطتين فقط:
الأولى: هذا كلام أهل العلم من السلف الصالح في تفسير الآيات التي لها تعلق بالموضوع، وهو واضح لأصغر طالب علم.
الثانية: هذا حكم المكتشفين المحدثين – بالفتح – بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، وأنه بدورانها ينتج الليل والنهار والفصول ..
وهو واضح لطلاب السنة الأولى الابتدائية، ولا يحتاج إلى ذكاء كبير لكي نردد ما يقولون فيه، فالطفل في سنته الأولى يبدأ يكرر ما يقال أمامه من كلمات ...
النتيجة:
القولان متعارضان من كل وجه ولا يمكن الجمع بينهما فهل نرجح ما ثبت عن السلف الصالح من فهمهم لكتاب الله تعالى أم نرجح ما ثبت عند الباحثين المعاصرين؟.
أريد جوابا واضحا أخي البيراوي.
¥