تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي سورة الرعد وصف الله عز وجل تسخير الشمس والقمر وجريانهم (حركتهم) لأجل معين , ولم يذكر الأرض معهم , فقال عز وجل:

) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَّجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى يُّدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (الرعد 2)

ففي سورة لقمان وفي سورة فاطر وصف تعالى دخول الليل في النهار, ودخول النهار في الليل, وتسخير الشمس والقمر بحركتهما وجريانهما ولم يذكر الأرض معهم , فقال:

أَلَمْ تَرَّ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ ِبمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (لقمان 29)

(يُوْلِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الملْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر13)

وفي سورة الزمر , ذكر الله تعالى خلق السماوات والأرض , وتعاقب الليل والنهار بالدوران حول الجسم المستدير مما يدل على كروية الأرض , ثم ذكر تسخير الشمس والقمر وحركتهما إلى أجل معين , فذكر خلق السماء والأرض ثم استأنف الكلام لتكوير الليل والنهار أي التفافهما (حركتهما) على الكرة التي هي الأرض الثابتة في السماء , وذكر التسخير وهو التطويع للشمس والقمر لتجريا إلى أجل معلوم , فقال

(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمَّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ) (الزمر 5)

لا بل ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم بأن في الأرض رواسي لمنع تحرك الأرض فقال الله عز وجل:

(وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (النحل 15)

وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِي أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنَا فِيها فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ الأنبياء 31

(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مَنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (لقمان 10)

نستدل من جميع الآيات السابقة التي مرت معنا بأن الحركة للشمس والقمر والليل والنهار , وأن الأرض ثابتة وجامدة لا تتحرك بفعل الرواسي وأظن أنها المغناطيسية الأرضية الموجودة في القطبين والتي اكتشفها العالم الألماني هانز والله أعلم.

والرواسي ليست الجبال وإنما ذكر الله عزوجل في القران الكريم والجبال أرساها وهنا مستخدمة كفعل أي أن الجبال ثابتة على الأرض وليست مثبته للأرض

أما قوله تعالى في سورة النمل:

(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ * وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ ِبمَا تَفْعَلُونَ) النمل 87 - 88

لقد فهم معظم علماء المسلمين من قوله تعالى في الآية الثانية (وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) وبشكل خاطئ بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس لمسايرة علماء الغرب وليظهروا الإعجاز العلمي للقرآن ولو بتفسير خاطئ , فارتكبوا بذلك خطأ فادحا في تفسير القرآن, حيث أنهم لم ينتبهوا للآية التي قبلها والتي تشير إلى أن حركة مرور الجبال ستحدث يوم القيامة وليس الآن, مع العلم أن ثبات الأرض أشد إعجازا" وأن نوع القوة الربانية والرواسي التي خلقها الله عز وجل لتحمل الأرض وتجعلها جامدة في مكانها لا تتحرك هي لأشد إعجازا". وأهمل علماء الدين 11 آية توحي وتشير إلى ثبات الأرض وعدم دورانها لا حول نفسها ولا حول الشمس. فإذا كانت الأرض

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير