تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لو أن هذا الحوار ترتبت عليه فائدة يلمسها المسلمون أو الناس في حياتهم اليومية ما شق ذلك على أحد، كأن تخترعوا طائرة أو سيارة تستخدم هذا الطاقة القادمة من السماء وتكشفوا النقاب عن قوانين فيزيائية جديدة ترقى بالبشرية جمعاء ... لكنَّ الذي أراه هو جدل بيزنطي لا فائدة منه.

وإذا راجعت أوائل مشاركات الأخت طالبة التفسير وقارنتها بكتب التفسير وأصوله لوجدت البون الشاسعا في البعد عن أصول الاستدلال.

ألا يدل قول الله سبحانه وتعالى: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّس:40) على أن الشمس تدور.

فالذي يُدرِكُ هو السائر وليس الثابت إذا فالشمس تدور، وما يُدرَكُ يكون سائرا أيضا، فالقمر يدور، وتعاقب الليل والنهار يدل على الحركة وأجد أن قرن الليل بالنهار يدل على اتحادهما وأرى أن المقصود بهما حال الأرض ليلا أو نهارا،وليست حالة السماء التي إما أن تكون ظلاما أو نورا وفق جهة النور. وهذا يدل على أن الأرض متحرّكة أيضا. وهذا ما تخبر عنه نهاية الآية الكريمة (وكل في فلك يسبحون).

وسواء عليكم أقتنعتم بهذا الأمر أم أنكرتموه، لا يترتب على إنكار هذا الأمر أو تصديقه شيئا؟؟؟؟؟

أخي الحبيب أرقب حال المسلمين في ديار الإسلام وادع لهم بالرحمة والمغفرة والفرج من الكرب الذي يجتال هذه الأمة أينما كانت، فهذا أولى من الجدل البيزنطي العقيم.

لا أراك نسيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقراءة القرآن الكريم ما أتلفت عليه قلوبهم. فإن لم تأتلف قلوبهم كان الأولى بهم عدم القراءة، فإذا كانت قراءة القرآن الكريم مطلوبة في حال إتلاف القلوب فقط فما بالكم بهذا الجدل الذي لا طائل تحته.

وأنا أغار على هذا الملتقى وعليكم أيها المسلمون من أن يطّلع أحد فيظن في ديننا غير الحق.

سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:13 ص]ـ

أخي حسن:

هنا نقاط ينبغي مراعاتها:

1 - ليس العيب في أن نختلف؛ وإنما البلاء في أن يحتكر بعضنا الحق؛ ويظن أنه عنده وحده، وهذا أيضا ليس مشكلة كبيرة، إنما الطامة الكبرى أن لا يكون عنده من دليل يقنع به الآخرين إلا الكلام الطائش؛ أو نقل عن الغير (والغير محل خلاف بيننا فلا يصلح كلامه دليلا علينا)

2 - أما قولك: إن البحوث "العلمية" تسبقنا بعقود، ونحن لا زلنا نناقش دوران الأرض.

هذا الكلام ينبغي أن تراجعه لسببين:

أ - إذا كان يناقش في وحدانية الله تعالى؛ ويبحث ويستدل على أسمائه وصفاته قديما وحديثا؛ فهل كروية الأرض أشد ثبوتا من ذلك، والإيمان بها أعظم من الإيمان به؟

ب - أن ما تسميه بحوثا علمية نحن نسميه ذرا للرماد في عيون المسلمين، ومخططا مخابراتيا لتخويفهم.

نعم نؤمن أن هناك تقدما في بعض جوانب المعرفة الإنسانية لكنه يضخم، ويكبر حتى يصير شبحا مخيفا، ولا أدل على ذلك من استعظام بعض المسلمين لمناقشة دوران الأرض ومركزية الشمس، في حين يناقشون مرتاحين في بعض أصول دينهم التي ينبني عليها.

أما قولك إن هذا النقاش بيزنطي، وأن الأهم منه هو اختراع طائرة أو سيارة ..

فهذا من الانبهار بالتقدم الغربي هناك طائرات اكتشفت استطاعت أن تختصر الوقت، ولكن ما فائدة اختصاره؛ في أي شيء استعمل الوقت الذي اختصرته الطائرة؟

ما فائدة هذا التقدم التقني والصناعي؟ إلى أين تسير البشرية في ضوء هذا الجنون التقني؟

هذه الأسئلة لست من يطرحها؛ بل طرحها باحثون غربيون كبار يؤمن كثير من المسلمين اليوم بمراكزهم العلمية، ويحترمونهم.

أما تفسيرك للآية الكريمة؛ فأرى أن ترجع لكلام أهل العلم في تفسيرك لها؛ وأن تحذر الكلام في كتاب الله تعالى بمجرد الرأي.

ففعل: يسبح، لا يدل لغة على فعل: دار.

والذي تدل عليه الآية لغة - والله تعالى أعلم -: أن الشمس والقمر والليل والنهار كل في فلك يسبحون، ولا ذكر للأرض في هذه الآية، والليل والنهار ناتجان عن حركة الشمس، وكذلك الفصول الأربعة، ولا دخل للجميع في حركة الأرض على الأقل حتى الآن ليس عندنا دليل شرعي أو علمي على ذلك ..

وإلى أن نجد أدلة على حركة الأرض ودورانها يجب التوقف عند الحدود الشرعية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير