ومن أغرب ما تقرؤه في تفسيره انخداع الشيخ طنطاوي جوهري بدعوى علم تحضير الأرواح، بل يؤمن به ويدافع عنه، ويستنبطه من القرآن الكريم من قوله تبارك وتعالى:] وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [() الآيات.
ويذكر إحياء الله تعالى لقتيل بني إسرائيل لما ضرب بشيء من لحم البقرة التي أمروا بذبحها فيقول:
وأما علم تحضير الأرواح فإن من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآيات تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم تحضير الأرواح بأمريكا أولاً، ثم بسائر أوربا ثانياً.
ثم يذكر نبذة طويلة عن مبدأ ظهور هذا العلم، وكيف كان انتشاره بين الأمم، استغرق ذلك منه خمس صفحات.
هذا العلم الذي يدعى (علم تحضير الأرواح) علم كاذب، وأغلب الظن أنها أرواح جن تكذب بادعائها أنها الأرواح المطلوب إحضارها ومكالمتها، وكيف يمكن استحضار هذه الأرواح حقيقة وسلطانها بيد الله تعالى وحده، قال الله تعالى:] وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [().
إن تفسير الجوهري يقال فيه كما قال الشيخ محمد حسين الذهبي: أنه موسوعة ضربت في كل فن من فنون العلم بسهم وافر، مما جعل هذا التفسير يرصف بما وصف به تفسير الفخر الرازي فقيل: فيه كل شيء إلا التفسير، بل هو أحق من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به ().
وعلى نهج طنطاوي جوهري مشى الباحث (حنفي أحمد) () في كتابه» معجزة القرآن في وصف الكائنات «ويرى المؤلف أن من الواجب الاعتراف بالجهود الطيبة التي بذلها بعض أفاضل العلماء المعاصرين في كشف مكنون الآيات الكونية من أمثال الدكتور محمد أحمد الغمراوي والدكتور عبد العزيز إسماعيل والشيخ طنطاوي جوهري.
وأصدر الأستاذ عبد الرزاق نوفل () عدة مؤلفات تدور حول التفسير العلمي منها (القرآن والعلم الحديث) و (الله والعلم الحديث) و (الإسلام والعلم الحديث) و (بين الدين والعلم)، ويقول:
إن البشرية أوجدت في القرآن الكريم أوجه الإعجاز المختلفة البيانية والتشريعية والخلقية والإنسانية، وفي عصر العلم وجد العلماء في آياته الشريفة معجزة علمية ضخمة يكفي لأن ينشر بها الإسلام في أوساط العلم والعلماء، وفي كل مكان لا يعرف أهله لغة القرآن.
وفي الحقيقة لا يجوز لباحث المسارعة إلى الخوض في التفسير العلمي إلا بعد استيفاء شروطه وضوابطه، وأهم شروطه:
1 ـ أن يكون التفسير العلمي للآيات الكونية مطابقاً لمعنى النظم القرآني.
2 ـ أن لا يخرج عن حد البيان إلى عرض النظريات العلمية المتضاربة.
3 ـ أن يتحقق الباحث من ثبوت القضايا العلمية التي يفسر بها معاني الآيات الكونية.
4 ـ أن لا يحمّل الآيات حملاً على النظريات العلمية.
5 ـ أن يلتزم بالمعاني اللغوية للآيات، لأن القرآن عربي مبين.
6 ـ تجريد البحث عن جميع الاحتمالات المظنونة، فلا تفسير إلا بما هو ثابت.
7 ـ جعل الآيات الكونية أصلاً في البحث لا تبعاً له
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2004, 03:47 ص]ـ
هذا الموضوع مقتبس من كتاب (مسيرة التفسير بيسن الانحراف والاختلاف) للشيخ محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاتف: 633725/ 023 خَلَوِي: 457648/ 093
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
[email protected] 1 :