ـ[أبو علي]ــــــــ[08 Mar 2006, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر للمشرفين والأعضاء عن غيابي عن الملتقى.
شيخنا الفاضل
الآية: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)
إذا كان قدجاء قبلها آية تتحدث عن أحداث يوم القيامة فليس ذلك دليلا على أنها هي كذلك تتحدث عما سيحدث عند قيام الساعة، فقد تكلم الله تعالى قبل ذلك في الآية 83 , 84 , 85 عن أحداث يوم القيامة ثم بعد ذلك تكلم في الآية 86 عن آيات الله التي نعيشها في الدنياألا وهي الليل والنهار، وعاد مرة أخرى ليتكلم عن أحداث الساعة في الآية 87، وبعدها جاءت هذه الآية 88.
فهل الآية 88 تتعلق بأحداث قيام الساعة أم أنها تتحدث عن أحداث نعيشها في حياتنا ولا نشعر بها؟
لنعش مع الآية كما لو أنها تتحدث عن أحداث القيامة ثم نري ماذا نستنتج.
لوافترضنا أن الآية تتكلم عن قيام الساعة فإن خلاصة مفهوم الآية أن الله تعالى يقص على نبيه عليه الصلاة والسلام مشهدا لوقائع أحداث قيام الساعة كما لو أن النبي هو المشاهد لما سيحصل.
ماذا سيرى المشاهد؟
سيرى الجبال فيحسبها جامدة بينما هي في الحقيقة تمر مر السحاب.
إذا كان الله قد شبه مرور الجبال بمرور السحاب فذلك يعني أن الجبال لن تبقى جامدة في مكانها وإنما ستنتق من جذورها ويسيرها في جو السماء كما تمر السحاب.
إذا كان المشهد بهذا الوضوح فكيف يحسب المشاهد أن الجبال مازالت
جامدة لم تتحرك من مكانها!!
ألسنا نرى عين اليقين السحب وهي تجري في السماء فكيف يختلف الأمر في شيء مشابه فنحسبه جامدا!!
إذن لا يمكن أن يكون هذا المشهد لأحداث يوم القيامة إلا إذا فقد الإنسان بصره وهو ما لن يحصل لأن الله تعالى أثبت حاسة البصر في قوله (وترى الجبال ... ).
لم يبق إلا أن تكون الآية تتكلم عن الواقع الذي نعيشه في الدنيا حيث تدور بنا الأرض بجبالها ونحن لا نشعر بذلك ونحسبها جامدة بينما هي تمر مر السحاب.
ما وجه الشبه في مرور الجبال ومرور السحاب؟
الجواب: نفس الاتجاه.
الأرض تدور من الغرب إلى الشرق، والسحاب كذلك يسلك نفس الاتجاه من الغرب إلى الشرق.
هل من قرينة أخرى تبين لنا صحة ما توصلنا إليه؟
الجواب: نعم، هذه الآية تفسر كيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا، فهي تتمة لما قاله الله في الآية 86 التي يقول فيها:
ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون.86 النمل.
الآية 88 أرتنا كيفية تعاقب والنهار وأن الله تعالى من رحمته أن أحكم سرعة دوران الأرض بحسبان متقن بحيث لم يجعل الأرض بطيئة الدوران فيتحول الليل من سكن لنا إلى ليل طويل ممل ومرهق ...
لو ألقيت نظرة على الآيات: 86، 87، 88، 89 من سورة النمل لوجدت أن الآية 88 مكملة للآية 86، والآية 89 مكملة للآية 87.
ولا ننسى أن الله تعالى ختم سورة النمل بقوله (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)، والآية 86 أولها: (ألم يروا)، فهذه من الآيات التي يرينها الله.
والسلام عليكم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 May 2006, 10:43 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الآية 86 من سورة النمل.
عظمة حكمة الله تتجلى في التفكر في الكيفية التي أعطت النتيجة، فإبراهيم عليه السلام لما أراه الله كيفية إحياء الموتى تجلت له عظمة حكمة الله: (واعلم أن الله عزيز حكيم). والله تعالى إذ يلوم هؤلاء فهو يلومهم على رؤيتهم للكيفية المحكمة بإتقان التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، فإذا لم تكن كيفية تعاقب الليل والنهار هي ما كان يعتقده كل الناس في عهد نزول القرآن في أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فإنه يلزم أن يريهم الله تلك الكيفية ليحق عليهم اللوم والتقريع.
هذا ما تقتضيه الحكمة، فالملومون ب (ألم يروا) يجب أن (يروا) ويلزم أن يري الله المؤمنين تلك الكيفية لأنهم شهداء على الناس،
¥