تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 May 2004, 07:10 م]ـ

كاتب الرسالة الأصلية: عبدالرحمن السديس

[فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني]

في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/ 252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة، واختصره أيضا نظما، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم، وعرض عليهم ذلك التفسير، وقال: ما رأيكم؟ فقالوا: نجتمع، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة، أو نقصانا، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم، واستحق ما يقتضيه الشرع، وإن وجدناه على سنن الاستقامة؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره. فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن. فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا، ولا تغييرا، ولا تكلفا، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.

.

سبحان الله

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 May 2004, 06:11 م]ـ

كلامه عن علماء اليمن، وعن التقليد، والاجتهاد:

في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم في الرد على الزيدية 2/ 83: ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم إخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا، ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله، ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة، وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة، ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله.

وإني لأكثر التعجب من جماعة من أكابر العلماء المتأخرين الموجودين في القرن الرابع، وما بعده كيف يقفون على تقليد عالم من العلماء، ويقدمونه على كتاب الله وسنة رسوله، مع كونهم قد عرفوا من علم اللسان ما يكفى في فهم الكتاب والسنة بعضه، فإن الرجل إذا عرف من لغة العرب ما يكون به فاهما لما يسمعه منها صار كأحد الصحابة الذين كانوا في زمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، ومن صار كذلك وجب عليه التمسك بما جاء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، وترك التعويل على محض الآراء، فكيف بمن وقف على دقائق اللغة وجلايلها أفرادا وتركيبا وإعرابا وبناء، وصار في الدقائق النحوية والصرفية والأسرار البيانية والحقائق الأصولية بمقام لا يخفى عليه من لسان العرب خافية، ولا يشذ عنه منها شاذة ولا فاذة، وصار عارفا بما صح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم في تفسير كتاب الله، وما صح عن علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه وأتعب نفسه في سماع دوادين السنة التي صنفتها أئمة هذا الشأن في قديم الأزمان، وفيما بعده فمن كان بهذه المثابة كيف يسوغ له أن يعدل عن آية صريحة أو حديث صحيح إلى رأى رآه أحد المجتهدين حتى كأنه أحد العوام الأعتام الذين لا يعرفون من رسوم الشريعة رسما فيالله العجب إذا كانت نهاية العالم كبدايته، وآخر أمره كأوله فقل لي أي فائدة لتضييع الأوقات في المعارف العلمية؟ فإن قول إمامه الذي يقلده هو كان يفهمه قبل أن يشتغل بشيء من العلوم سواه، كما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير