وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
السؤال على الشكل التالي:
لماذا لم يؤاخذه الله على الطلب ولم يلمه أو يؤنبه بالرغم أنه أعظم من طلب ابراهيم عليه السلام
والعامه يقولون موسى مدلل؟؟
واليهود شعب الله المختار؟
ولاتؤاخذني أنني نقلت مايقوله من لايعلمون
اذا" هل موسى عليه السلام أكبر قيمة عند الله من ابراهيم، وأنا أعلم العكس وأعتقد أنك توافقني الرأي
أذا" لماذا أجابه الله بدون أي مقدمات وتجلى سبحانه للجبل فجعله دكا وطلب من موسى رحمة منه أن ينظر للجبل فسعق موسى من رؤية الجبل بعد التجلي
والسؤال الثاني:
ماهذه الجرأه التي جعلت موسى يطلب طلبا" لم يطلبه أحدا" من السابقين وتبعه جرأة بني اسرائيل عندما طلبوا أن يروا الله جهرة
وأنا أشكرك لسعة صدرك ولا تلمني أن كان سؤالي فيه جرأة أو قلة أدب علميه
فأنا مجرد طالب علم بسيط
وسأنتظر ردك بفارغ الصبر
وجزاكم الله خير الجزاء وزادك علما وصحة
سليمان داود الضاحي
وقد أجابني الأستاذ الفاضل بالجواب التالي _____
وعليكم السلام يا أخ سليمان الضاحي ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
إن ما تسأل عنه لا ضير فيه أبدًا، وهو سؤال مشروع، وأرجو من الله تعالى أن
يوفقني في الإجابة عنه0
أولاً- أما عن قول الله تعالى: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أرني كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
فهو استفهام يراد منه التقرير، والإنكار0
أما التقرير فهو فالمراد منه حمل إبراهيم- عليه السلام- على الإقرار بقدرة الله تعالى على الإحياء0 ودليله قوله في الجواب: (بلى) 00 وأما الإنكار فالمراد منه نفي احتمال وقوع الشك في إيمان إبراهيم- عليه السلام- لما في سؤاله (أرني كيف تحيي الموتى) من إثارة وقوع ذلك الاحتمال في ذهن السامع0 ودليله قول إبراهيم- عليه السلام-: {ولكن ليطمئن قلبي} 0
وبيان ذلك أن سؤال إبراهيم- عليه السلام- بهذه الصيغة (أرني؟) يحتمل أمرين:
أحدهما: السؤال عن كيفية الإحياء0 وهذا هو الظاهر.
والثاني: أن يراد به إظهار عجز المسئول.
ومثاله: أن يدعي مدَّع أنه قادر على حمل ثقل من الأثقال، وأنت جازم بعجزه، فتقول له: أرني كيف تحمل هذا؟
فلما كانت هذه الصيغة قد يعرض لها هذا الاحتمال من الفهم، الذي أحاط علم الله تعالى بأن إبراهيم- عليه السلام- مبرَّأ منه، جيءَ بالواو بعد الهمزة، لنفي هذا الاحتمال، ولتنبيه إبراهيم- عليه السلام- إلى ذلك0، وإنكارًا على السامع من وقوع ذلك الاحتمال في ذهنه، فيشك في إيمان إبراهبم0 وما قول إبراهيم- عليه السلام- في الجواب بعد قوله (بلى): {ولكن ليطمئن قلبي} إلا ليدفع بذلك عن نفسه الوقوع في ذلك الاحتمال، وأنه ما كان يقصد من سؤاله إلا السؤال عن كيفية الإحياء ... ولا يشترط في الإيمان الإحاطة بصورتها.
ونظير هذا: أن يقول القائل: كيف يحكم زيد في الناس؟ فهو لا يشك أنه يحكم فيهم، ولكنه يسأل عن كيفية حكمه، لا عن ثبوته0 وهذا لا غبار عليه، لجوازه! ومع ذلك فقد خفي على جمهور المفسرين، حتى الكبار منهم.
ثانيًا- أما قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي َنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ
انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
¥