تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذن إذا كنا نؤمن أن الله عزيز حكيم فلنعلم أن من كمال الحكمة إقناع المرسل إليهم بالبينة التي تستيقنها أنفس الناس جميعا.

فما هي تلك البينة؟

يجب أن تكون هذه البينة آيات فيها من اليقين ما هو أعظم من آيات عيسى عليه السلام لأن الله ما نسخ آية عيسى إلا لأن آية الإسلام أعظم يقينا أو على الأقل مثلها في اليقين.

فالآية تقاس عظمتها بنسبة اليقين الذي تتضمنه، فإذا قرأت قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .... ) فاعلم أن هذا الحكم جاء بعد ظهور آية عظمى فيها اليقين التام تبين به الرشد من الغي، وهكذا ندرك أن آية الكرسي هي أعظم آية بدليل قوله تعالى بعدها (لا إكراه في الدين .... ).

وبطبيعة الحال فإن بعد اليقين يأتي الامتحان، فإذا شرح الأستاذ الدرس لتلاميذه وعلم أن الكل قد فهم الدرس فإنه يختبرهم ليعلم بالحجة الصادق منهم والكسول، كذلك تأتي الفتنة كاختبار لصدق إيمان الناس.

ولقد ضرب الله المثل لنا بعد ذلك لأهل الأرض الذين تأتيهم البينة، فهم ثلاثة أزواج:

قسم يجحدها ظلما بعد اليقين بها وهؤلاء بلا شك هم ذووا المال والنفوذ، فالهوى الذي يغري الإنسان مصدره المال والنفوذ، فهؤلاء ضرب الله لهم المثل بالنمرود الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك.

وقسم من الناس في ضلال عندما يتبين لهم الحق يؤمنوا به، فهؤلاء ضرب الله لهم المثل بذلك الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها .... )

وقسم من الناس مؤمن قبل أن تأتي البينة وعندما بين الله اليقين للناس زادتهم تلك البينة يقينا وأصبح إدراكهم لحكمة الله حق يقين بعد أن كان علم يقين، فهؤلاء هم المسلمون الذين ضرب الله لهم المثل

بإبراهيم عليه السلام وطلبه من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.

لاحظ أن الأمثال الثلاثة التي ضربها الله لفئات الناس جاءت فيها ثلاث حالات لإحياء الموتى، فإحياء الموتى جاء مثلا وتشبيها لليقين الذي تتضمنه آية الإسلام العظمى، فإحياء الموتى هو المثل الأعلى عند الناس لليقين باليوم الآخر، والله تعالى يضرب المثل الأعلى لبيان حكمته.

إذن فحتى لو لم أكن قد سمعت الأحاديث التي تؤكد أنها أعظم آية في القرآن لاهتديت أنها هي تلك الآية التي جاء بعدها لا إكراه في الدين.

ـ[أبو علي]ــــــــ[08 Jun 2004, 09:06 ص]ـ

لاحظ أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها جاءت بين الأمر بالإنفاق وبين بيان الجزاء على ذلك.

أما الإنفاق فهو قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون).

وأما الجزاء على الإنفاق فهو: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).

وأما اليقين الذي تتضمنه آية الكرسي فهو في قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).

إذن فهو علم من الله يفتحه على الناس فيستيقنوا أن الدين الحق هو الإسلام وأن الله هو العزيز الحكيم، وإسم الله (العزيز الحكيم) هو الإسم الذي دعا به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أن يبعث في ذريتهما رسولا منهم.

أعتذر لكاتب الموضوع فقد تجاوزته إلى الحديث عن أمور أخرى.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:04 ص]ـ

مقالة مهمة:

http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2002/02/article2c.shtml

ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:27 ص]ـ

مقال توضيحي

http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2002/02/article2a.shtml

ـ[سيف الدين]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:13 م]ـ

ان الحكم الذي اصدره الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن من بدل دينه كانت له ظروفه وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة كتب وثيقة بين اهل المدينة بمن فيهم اليهود ..

ولما نزل القرآن الكريم محذّرا الرسول صلى الله عليه وسلم من ان هناك من يدبّر اثارة فتنة من اليهود: {وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (72) سورة آل عمران , اصدر الرسول صلى الله عليه وسلم فتوى بقتل من بدّل دينه من اليهود, حيث ان ذلك يعتبر خرقا للوثيقة التي توافق عليها المسلمون واليهود ..

وما يؤكّد هذا المذهب ان الرسول صلى الله عليه وسلم وافق في وثيقة صلح الحديبية أن لا يطالب بمن يعود من المسلمين الى مكة مرتدا حتى يقيم عليه الحدّ ..

واما بالنسبة للاستتابة فانها مفتوحة الى موت المرتد على مذهب النخعي, الا ان تكون هناك فتنة فعندها للامام ان يقرّر كما قرّر الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير