وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 558/ برقم 2010): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان بن أحمد.
ثمانيتهم (ابن أبي عاصم، وأبو يعلى، وعثمان بن عبدالله، عبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي): عن أحمد بن عبدة الضبي.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (4: 325/ برقم 7793): حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور.
كلاهما (أحمد بن عبدة الضبي، وسعيد بن منصور) عن محمد بن حمران القيسي، قال: ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". لفظ أبي يعلى.
قال أبو عبد الرحمن: "الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ".
وقال الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (583): " غريب من حديث حديث أبي المليح عامر، وقيل: عمير بن أسامة بن عمير، وغريب من حديث أبي تميمة الهُجيمي، عنه.
تفرد به خالد الحذاء، وعنه محمد بن حمران، بهذا الإسناد". اهـ.
ب ـ وأما حديث خالد الواسطي:
فأخرجه أبو داود في سننه (أبو داود 4: 296/ برقم 4982): حدثنا وهب بن بقية، عن خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن خالد ـ يعني الحذاء ـ عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رجل قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10388): أخبرنا محمد بن حاتم، أخبرنا سويد، أخبرنا عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صنعته، ولكن قل: باسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب".
وقد رجح أبا عبدالرحمن رواية ابن المبارك .. التي ليس فيها التصريح باسم الرديف .. وهذا ما نص عليه ابن منده عن جده، فقال: " أخرجه الإمام جدي رحمه الله في كتاب (المعرفة) في باب (ذكر من روى عن رجل ولم يسمه) وكذلك من صنف كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ".
فكأنهم بهذا يرون أن هذا الصحابي لا يُعرف .. وليس هو والد أبي المليح المذكور في رواية أبي تميمة الهجيمي ..
* والمدار فيها على محمد بن حمران القيسي .. ومحله الصدق كما قال أبو زرعة الرازي. فخطأ مثله وارد. وهذا ما صرح به ابن حبان في ثقاته إذ قال: يخطئ. انظر الجرح (7: 239)، الثقات (9: 40).
أما النسائي فضعفه بقوله: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: له إفرادات وغرائب يحتمل، وما أرى به بأسًا. انظر الميزان.
د ـ وأما حديث يزيد بن زريع:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 324/ برقم 7792 حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قيل: بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب".
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لم يسمه يزيد بن زريع عن خالد سماه غيره أسامة بن مالك والد أبي المليح بن أسامة".
هـ ـ وأما حديث عبدالوهاب الثقفي:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 143/ برقم 10390): أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، قال: كان رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) على دابته فعثرت به ذاته فقال الرجل تعس الشيطان (نحوه). مرسل.
وأشار الضياء المقدسي في المختارة في (4: 198/ برقم 1414) إلى هذه العلة، فقال: " وقيل روي عن خالد عن أبي تميمة عن أبي المليح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): مرسلا".
والحديث أورده المنذري في الترغيب (4: 42)، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والحاكم إلا أنه قال: (وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) وقال صحيح الإسناد ".
وقال الهيثمي في المجمع (10: 132): رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح ... رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
والأشبه في هذا كله ترجيح رواية من قال: أبو تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
* وأبو تميمة المذكور: هو طريف بن مجالد الهجيمي .. وثقه ابن معين الجرح (4: 492) خرج له (خ 4).
* وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلى من أهل البصرة .. وكان عامل الحجاج على الأبلة مات سنة ثمان وتسعين .. الثقات لابن حبان (5: 190)، وذكره في (المشاهير).
وقد أعياني معرفة أوجه علل هذا الحديث!! فلعلي أن أكون قد وفقت لعرضها .. ولعل لي إليها عودة وتأمل.
(غريب الحديث)
قوله (تعس الشيطان): التعس: الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، أو إذا خاطبت قلت: تعست كمنع، وإذا حكيت قلت: تعس كسمع وتعسه الله وأتعسه، ورجل تاعس وتعس. انظر القاموس (1: 688).
وقوله (تعاظم): أي صار عظيمًا وكبيرًا.
وقوله (ويقول بقوتي): أي حدث ذلك الأمر بقوتي.
وقوله (تصاغر): أي صار صغيرًا وحقيرًا.
وكتب / يحيى البكري .. في 18/ 4/ 1425هـ
¥