ـ[أخوكم]ــــــــ[21 Jul 2004, 01:09 ص]ـ
بالله الذي لا إله إلا هو أستعين
قال الحكيم سبحانه في سورة الأنفال:
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {67} لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
فترتيب العذاب العظيم على ذلك الفعل يدل على أنه كبيرة من الكبائر
وتلك الآية صريحة في وقوع خير الأنبياء في "كبيرة" من كبائر الذنوب
فلندع العاطفة ولنتصارح، فما اختلاف سلفنا إلا خير دليل على أن ليس لدينا دليل صحيح صريح أن الأنبياء معصومون من الكبائر "وخاصة المنصوص على وقوعهم فيها "
وما كان الله ليضلنا إن تمكسنا بكتاب ربنا وسنة نبينا وعضضنا عليهما بالنواجذ
ولأن الله يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء، فلعل تلك الشبهة قد ذكر أصلها الأكبر في القرآن، وذلك عندما عصم الكفرةُ الرسلَ أن يكونوا بشرا، بل اقترحوا أن تكون الرسل ملائكة، فرد الله عليهم كثيرا في القرآن
فلا ينبغي أن ننساق وراء شبهتهم لا من قريب ولا بعيد
وكما أنه ليس في إثبات وقوع الأنبياء _عليهم السلام _ في خطأ أو كبيرة ما يمنع من الاقتداء بهم
فكذلك ليس في إثبات وقوعهم في الكبائر _المنصوص عليها _ ما يحث على الوقوع في الكبيرة!
بل اثبات وقوعهم في الكبائر فيه ما يحث على التوبة منها كما تاب الأنبياء عليهم السلام منها
أما أولائك الكفرة المتتبعون لأخطاء الأنبياء فلا يجاب عليهم بنفي حدوث الخطأ! _وهو ما يسمى بالعصمة _
وإنما يجاب عليهم بإقرارنا بحدوث الخطأ، مع اقرارنا بشيء مهم وهو حصول التصويب من الله لأخطاء أنبيائه
وكما التزم الكفرة بإقرار الخطأ، فنلزمهم بإقرار تصويب الخطأ من الله
فالله سبحانه قد استدرك جميع أخطاء أنبيائه ثم صححها
فنحن آمنا بالخطأ مع التصويب
بينما الكفرة فرحوا بالخطأ وتناسوا التصويب
فاندحر أعداء الله واكتمل ديننا
وسلام على المرسلين
والحمد والفضل والمنة لله رب العالمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Jul 2004, 06:06 ص]ـ
الأخ الكريم "أخوكم" وفقك الله
أرجو أن تعيد النظر في قولك: " وتلك الآية صريحة في وقوع خير الأنبياء في "كبيرة" من كبائر الذنوب "
لأنه لا دلالة صريحة في الآية على ما ذكرت، وراجع كتب التفسير حتى يكون قولك هذا مبنياً على يقين أو غلية ظن، ولا أظنه كذلك.
وانظر تفسير الرازي لهذه الآية، فقد ذكر أن الطاعنين في عصمة الأنبياء استدلوا بهذه الآية من وجوه، ثم رد عليها.
جاء في تفسير ابن عطية: (هذه آية تتضمَّن عندي معاتَبةً مِنَ اللَّه عزَّ وجلَّ لأصحاب نبيِّه عليه السلام والمعنى: ما كان ينبغي لكُمْ أَنْ تفعلوا هذا الفعْلَ الذي أوْجَبَ أن يكون للنبيِّ أَسْرَى قبل الإِثخان؛ ولذلك استمرَّ الخطابُ لهم بـ {تُرِيدُونَ} والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستبقاءِ الرِّجَالِ وقْتَ الحَرْبِ، ولا أراد صلى الله عليه وسلم قَطُّ عَرَضَ الدنيا، وإِنما فعله جمهورُ مُبَاشِرِي الحَرْبِ، وجاء ذكْرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الآية؛ مشيراً إِلى دخوله عليه السلام في العَتْبِ؛ حين لم يَنْهَ عن ذلك حين رآه من العَرِيشِ، وأنْكَره سعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، ولكَنَّه صلى الله عليه وسلم شَغَلَهُ بَغْتُ الأمر، وظهورُ النصر عن النهْي عن الاستبقاء ولذلك بكى هو وأبو بكر حين نزلت هذه الآية، .. )
وتأمل قول الطاهر بن عاشور في تفسيره لهذه الآية: (والكلام موجّه للمسلمين الذين أشاروا بالفداء، وليس موجّهاً للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنّه ما فعل إلاّ ما أمره الله به من مشاورة أصحابه في قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران: 159] لا سيما على ما رواه الترمذي من أنّ جبريل بلّغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخيّر أصحابه ويدلّ لذلك قوله: {تريدون عرض الدنيا} فإنّ الذين أرادوا عرض الدنيا هم الذين أشاروا بالفداء، وليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك حظّ.)
إلى أن قال:
(والخطاب في قوله: {تريدون} للفريق الذين أشاروا بأخذ الفداء وفيه إشارة إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام غيرُ معاتَب لأنّه إنّما أخذ برأي الجمهور .. )
¥