ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Jul 2004, 03:07 م]ـ
اللهم إياك نعبد ونستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو مجاهد بلغه الله مناه
=================
أولا: أما ما نقلته من كونها مجرد استشارة للرسول صلى الله عليه وسلم، ففضلا على أن سياق الآية لم يتطرق للحديث عن المشورة ومع ذلك ما كان ثبوت المشورة قط ليغير من كونها كبيرة _ فالاستشارة في الكبيرة كبيرة _
وما كان ثبوت المشورة ليغير من ثبوت أن ختام الآية_ الوعيد بالعقاب _ شاملا للرسول كما كان أولها كذلك ...
وإن شئتَ فدونك تفصيل ما سبق:
1 - فكثير من أهل العلم جعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحريم الغنائم قبل الإثخان
2 - وجعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في تحليل الغنائم له ولأمته
ومما يشهد لشمول الآية للرسول صلى الله عليه وسلم في الأمرين السابقين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أحلت "لي" الغنائم) فالحديث يبين بجلاء بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مشمول بتحريم الغنائم ثم تحليلها.
3 - وجعلوا الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم من جهة أنه ممن شمله سبقُ الكتاب _ لولا كتاب من الله سبق _ وكيف لا وهو أحد من شارك في غزوة بدر!
فعلام نجعل الآية شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الثلاث المذكورة في الآية وهي:
1 - تحريم الغنائم
2 - وسبق الكتاب
3 - وتحليل الغنائم
ثم نخرجه صلى الله عليه وسلم من الأمر الرابع وهو شمول خطاب الوعيد بالعقاب؟!!
========================
ثالثا: مما يشهد لظاهر تلك الآية بأنها شاملة للرسول صلى الله عليه وسلم أدلة منها
أما الحديث الأول
فرواه الحاكم وصححه الذهبي
وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لعمر: ... كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء ...
الحديث الثاني
رواه ابن أبي حاتم
وفيه قول سعد رضي الله عنه: ... فإنا أذنبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبا ...
وقد أخرجه الحاكم أيضا ثم صححه وأقره الذهبي وصححه الحافظ في المطالب العالية وقال البوصيري رواه أسحاق بإسناد حسن
الحديث الثالث
الذي فيه بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوعيد بالعقاب
فإنه إن صح فذلك نور على نور
وإن لم يصح فهو مما يستأنس به ليشهد لمعنى صحيح كما رجح ابن القيم رحمه الله
ولعل أحدا من طلبة العلم يجتهد فيذكر لنا حكم إسناده
================
رابعا: لعلك تلحظ سوقي لأدلة، وليس سوقا لكلام علماء لأنهم اجتهدوا فاختلفوا فالمرجع الآن الكتاب والسنة، وهذا يذكرني بأن الكلام حتى وإن طال في تلك الآية فإنه لن يغير من وضوح ظاهرها وتفسيرها، بله عن غيرها من الآيات.
والمسألة على وضوحها فهي حساسة أيضا لذا لكم كنتُ أرجو أن لا أدون ردا بعد ردي السابق، إذ لعل السابق أنسب للمسلم والكافر على حد سواء
عسى الله أن يعفو عني وعنك وعن المؤمنين والمؤمنات، اللهم ارزقنا الخير كله واكفنا الشر كله
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 Jul 2004, 03:22 ص]ـ
إلى الإخوة الفضلاء أهل التفسير والقرآن جعلنا الله منهم:
قبل أن أدخل في الموضوع:
قضية عدم عصمة الأنبياء لا تعني أن يكون النبي مثل واحد منا يخالط كثيرا من الكبائر والذنوب والخلاف من أصله هو ناتج عن بعض آحاد الوقائع التي وقع فيها بعض الأنبياء على خلاف في توجيهها فليس من المتصور أن يصطفى نبي باشر وأكثر من الذنوب والعصيان كما غيره ولهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الخلاف في نبوة إخوة يوسف قال:
إن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء ما يناسب النبوة وإن كان قبل النبوة كما قال الله عن موسى " ولما بلغ أشده " وقال في يوسف كذلك ... فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوا معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة ولا شيئا من خصائص الأنبياء بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنوبهم بل إنه حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء لا قبل النبوة ولا بعدها أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة من عقوق الوالد وقطيعة الرحم وإرقاق المسلم وبيعه إلى بلاد الكفر والكذب البين وغير ذلك مما حكاه عنهم ... "
فكلامنا مع عصمة النبي تبقى في مسألة أو مسألتين
وكذلك في قول الله تعالى " يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم " وقد أطال المفسرون عند هذه الآية وتكلموا في تفسيرها بما يستحسن مراجعته في تفسير الظلم والاستثناء
ثم إن هذا العمل الذي عمله موسى كان قبل الوحي والأمر بتبليغ الرسالة
مع أن الآيات تحتاج إلى تأمل أكثر في كون هذه المسألة داخلة في الكبائر أم لا؟
المقرئ