تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقصة موسى عليه السلام في سورة القصص من أكثر المواضع بسطا وفيها مبدأ وجوده ونشأته وغير ذلك، ويمكن أن يجعلها الدارس لقصته عليه السلام الأصل، ومعرفة جواب السؤال المذكور مفيد في معارف مثل: هل حالة الخوف التي عاشها تلك الفترة وقتله عليه السلام للقبطبي الذي من عدوه، ثم استغفاره ودعؤه وما تلا ذلك إلى أن خرج من المدينة خائفا يترقب كان قبل نبوّته وبعثته أو بعده، وما شابه ذلك.

أرجو أن أحظى بفوائدكم .. وجزاكم الله خيرا.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jul 2004, 06:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي مؤمل

جواباً لسؤالك السابق عن قول الله تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء} أقول: لم يظهر لي أن عرف القرآن والمعهود في استعماله للفظ الناس ذكرهم في مقام الذم.

فقد تأملت ورود هذا اللفظ في القرآن فوجدت أنه يطلق أحياناً ويراد به أهل الإيمان كما في قول الله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} (البقرة:207) وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (آل عمران:21)

ويطلق أحياناً ويراد به الخصوص كما في قول الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (البقرة:199)

ولعل الآية التي سألت عنها من هذا الاستعمال.قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره للناس هنا:

(ويعني ب " الناس " المؤمنين الذين آمنوا بمحمد ونبوته وما جاء به من عند الله. كما: 290 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا عثمان بن سعيد , عن بشر بن عمار , عن أبي روق , عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس} يقول: وإذا قيل لهم صدقوا كما صدق أصحاب محمد , قولوا: إنه نبي ورسول , وإن ما أنزل عليه حق , وصدقوا بالآخرة , وأنكم مبعوثون من بعد الموت. وإنما أدخلت الألف واللام في " الناس " وهم بعض الناس لا جميعهم ; لأنهم كانوا معروفين عند الذين خوطبوا بهذه الآية بأعيانهم. وإنما معناه: آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم من أهل اليقين والتصديق بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم , وما جاء به من عند الله وباليوم الآخر , فلذلك أدخلت الألف واللام فيه كما أدخلتا في قوله: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} 3 173 لأنه أشير بدخولها إلى ناس معروفين عند من خوطب بذلك.) انتهى

وأكثر ما يأتي هذا اللفظ في مقام العموم: فهو يشمل الناس عموماً مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، والسياق هو الذي يحدد المراد به.

قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jul 2004, 08:27 م]ـ

خطر لي معنى في معنى الناس في الآية التي أشار إليها الأخ مؤمل. وهي قوله تعالى: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ... ).

وهو أن المقصود بالناس هنا كما ذكرتم الصحابة الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فكأنهم هم فقط من يستحق أن يقال لهم: الناس، لإيمانهم وكمالهم، ورجاحة عقولهم باتباع الحق، وما سواهم فلا يستحق ذلك. ويحضرني قول الشاعر:

وإن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القومُ، كل القوم يا أم مالك

ـ[مؤمل]ــــــــ[13 Aug 2004, 02:00 م]ـ

الشيخان الكريمان /

أبو مجاهد العبيدي، وعبد الرحمن الشهري، جزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما ونفعنا بكما.

ـ[سيف الإسلام]ــــــــ[20 Aug 2004, 07:07 ص]ـ

جزاكم الله خير الجزاء

و الله يزيدكم و يهديكم و يهدينا أجمعين.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:21 م]ـ

السؤال الثالث:

قوله تعالى: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (القصص: 14)

هل هو النبوة أو دون ذلك؟

معروف ذكرُ الخلاف فيها، فهل من تحقيق في المسألة، فتح الله عليكم؟

وقصة موسى عليه السلام في سورة القصص من أكثر المواضع بسطا وفيها مبدأ وجوده ونشأته وغير ذلك، ويمكن أن يجعلها الدارس لقصته عليه السلام الأصل، ومعرفة جواب السؤال المذكور مفيد في معارف مثل: هل حالة الخوف التي عاشها تلك الفترة وقتله عليه السلام للقبطي الذي من عدوه، ثم استغفاره ودعاؤه وما تلا ذلك إلى أن خرج من المدينة خائفا يترقب كان قبل نبوّته وبعثته أو بعده، وما شابه ذلك.

أرجو أن أحظى بفوائدكم .. وجزاكم الله خيرا.

أخي العزيز مؤمل وفقه الله وزاده توفيقاً.

النبوة والرسالة لم يُؤتَها موسى عليه الصلاة والسلام إِلا في طريق عودتهِ من أرضِ مدين إلى مصر بعد كل الحوادث التي ذكرتم. وذلك عندما ذهب يبحث لأهله عن جذوة من النار لعلهم يصطلون بها من شدة البرد تلك الليلة التاريخية. وأما قبلها فلم يكن نبياً، وليس لأفعاله قبلها أحكام النبوة. والموضع الذي وردت فيه الآية الكريمة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)) لا يدل على أنها النبوة. وإنما الكمالات التي تسبقها إعداداً لها والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير