ولعل فيما روي من اعتراف أبي الحسن الأخفش الأوسط برفعة مكانة أبي عبيدة في العلم بغريب اللغة حتى قدمه على نفسه، معلناً تأثره بكتاب المجاز وإفادته منه في كتابه معاني القرآن، دليلاً آخر يضاف في هذا المجال فقد (قال أبو حاتم: كان الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن فأسقط منه شيئاً وزاد شيئاً، وأبدل منه شيئاً، قال: أبو حاتم: فقلت له: أي شيء هذا الذي تصنع؟ ... من أعرف بالغريب أنت أو أبو عبيدة؟ ... فقال: أبو عبيدة، فقلت: هذا الذي تصنع له ليس بشيء، فقال: الكتاب لمن أصلحه، وليس لمن أفسده). (87).
كما أن فيما ورد في صلب الدراسة دلائل أخر تثبت شأن أبي عبيدة وعلو قدره العلمي، ولا مندوحة لنا من الإقرار بأنه من العسف أن نغضَّ من المكانة العلمية لإنسان ما، فنغمطه حقه لأنه لا يوافقنا في أخلاقه ومعتقداته ومواقفه. فهذه الأمور شيء والعلم والحقيقة شيء آخر.
******
*الحواشي والتعليقات:
(1) ـ مباحث في علوم القرآن، ص 294.
(2) ـ نفسه، ص 295.
(3) ـ نفسه 296.
(4) ـ معاني القرآن للأخفش الأوسط مطبوع في الكويت في جزأين عام 1979، بتحقيق د. فائز فارس.
(5) ـ معاني القرآن للفراء مطبوع في ثلاثة أجزاء بتحقيق محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي.
(6) ـ معاني القرآن للزجاج، مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (111)، م تفسير.
(7) ـ معاني القرآن للنحاس مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (385)، تفسير. وفي دار الكتب الظاهرية مخطوط " معاني القرآن"، رقم (181)، للزجاج والنحاس في أوله خمس ورقات ربما كانت للنحاس من أصل (246)، ورقة. (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية قسم علوم القرآن. د. عزة حسن).
(8) ـ أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي ص 45.
(9) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 36.
(10) ـ مقدمة المجاز للدكتور محمد فؤاد سزكين ص 19.
(11) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 48.
(12) ـ معجم الأدباء7/ 166. وانظر تاريخ بغداد 13/ 254، وطبقات النحويين واللغويين ص 97، والبغية ص 395، وبروكلمان 2/ 143، وضحى الإسلام 2/ 304 ـ 305، وانظر في ترجمة إبراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب انباه الرواة 3/ 278.
(13) ـ انظر الاتجاه العقلي في التفسير ص 100 ـ 101.
(14) ـ نفسه ص 101.
(15) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي 43 ـ 44، وانظر دائرة المعارف الإسلامية. مادة: تفسير.
(16) ـ القاموس المحيط: جاز.
(17) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 43.
(18) ـ المجاز 1/ 1 ـ 2 ـ 3.
(19) ـ المجاز 1/ 3 ـ 4 ـ 5.
(20) ـ المجاز 1/ 8.
(21) ـ المجاز 1/ 8 ـ 16.
(22) ـ كلام الأستاذ المرحوم إبراهيم مصطفى غير دقيق، حيث ذكر أن أبا عبيدة، "أخذ في تفسير القرآن الكريم كله"، لأنه أغفل كثيراً من الآيات (انظر إحياء النحو ص 12).
(23) ـ إحياء النحو 11 ـ 16.
(24) ـ المجاز 1/ 17 ـ 18.
(25) ـ انظر الإتقان في علوم القرآن 1/ 135. والمزهر 1/ 129 ـ 130.
(26) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(27) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(28) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 43، وانظر البلاغة العربية تطور وتاريخ ص 29، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.
(29) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 49، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.
(30) ـ انظر مثلاً: المجاز1/ 43 ـ 44 ـ 68 ـ 82 ـ 83 ـ 105 ـ 164 ـ 165 ـ 234.
(31) ـ انظر مثلاً المجاز 1/ 88 ـ 93 ـ 117 ـ 140.
(32) ـ المجاز 1/ 98.
(33) ـ انظر مثلاً المجاز 1/ 149.
(34) ـ المجاز 2/ 56 ـ 72 ـ 263.
(35) ـ المجاز 1/ 256 ـ 257، وانظره 1/ 301. لقد أصاب الاستطراد منهج أبي عبيدة بالقصور، وكذا التكرار في الشرح (انظر المجاز 1/ 149 ـ 154 ـ 155 ـ 157).
(36) ـ تفسير الطبري 10/ 110.
(37) ـ تفسير الطبري 12/ 54.
(38) ـ المجاز 1/ 351
(39) ـ المجاز 2/ 99
(40) ـ المجاز 2/ 188
(41) ـ المجاز 2/ 150 ـ 152 ـ 155.
(42) ـ اللسان: عشا.
(43) ـ انظر المعاني في ضوء أساليب القرآن ص 14.
(44) ـ إحياء النحو ص 16 وما بعدها.
(45) ـ علوم البلاغة العربية ص 7 و 215.
(46) ـ المجاز 1/ 279 و 2/ 96.
(47) ـ المجاز 1/ 73 وانظره 1/ 155 و2/ 127.
(48) ـ المجاز 1/ 75 ـ 170 ـ 171 ـ 263 ـ 290.
(49) ـ المجاز1/ 269 وأثر القرآن في تطور النقد العربي 46 ـ 47.
(50) ـ المجاز 1/ 410 ـ 2/ 82 ـ 196.
(51) ـ المجاز 2/ 68
¥