تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Jul 2004, 09:40 ص]ـ

الأخ د.هشام: شكرا على ردك بخصوص الوفاة، ولقد فهمت مما كتبت أن (متوفيك) قد تعني (مستوفيك) أو (موفيك)، سبق لي أن سمعتها من الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه، إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى: طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية، أما فعل توفى فمصدره وفاة.

وأما قوله تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) فهي تعبير عن الوفاة الكلية (الموت) وعن الوفاة الجزئية (النوم)، وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية (الموت) مثل قوله تعالى: ولو ترى إذ يتوفى الذي كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم .... ).

(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم .... )

(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)

(والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ... ).

تعال لنناقش المسألة بمنطق آخر.

مثلا: الطبيب والمريض، كيف يتم لقاء الطبيب والمريض؟

توجد إمكانيتان لذلك وهما:

1) إما أن يزورك المريض في عيادتك (فتعالجه).

2) وإما أن تذهب أنت لزيارة المريض (فتعالجه).

وحتى في الرياضيات درسنا ما يسمى ب La commutativite

إذا كانت أ + ب = ج فإن ب + أ = ج.

أليست هذه هي الاحتمالات الممكنة التي يرى العقل أنها هي الصواب؟

وإذا طبقنا هذه النظرية العقلية على الروح والجسد فإننا نستنتنتج ما يلي:

الروح + الجسد = الحياة.

و

الجسد + الروح = الحياة.

وتفسير ذلك أن الحياة تحصل إما:

1) أن تنزل الروح من للسماء لتحل في الجسد

أو

2) أن يصعد الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح.

هذا هو ما يقول به العقل ويرى أنه هو الحق، فإن كان هذا الاستنتاج صوابا فإن الله عزيز حكيم لا يستدرك عليه يحكم أمره على أتم وجه ويأتى بكل الفرضيات التي تتطلبها القضية.

1) أما عودة الحياة إلى الإنسان بنزول الروح من السماء إلى الجسد وحلولها فيه فأجرى الله ذلك لعبده عيسى إذ قال: ( .... وأبريء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله .... ).

2) وأما عودة الحياة إلى الإنسان بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح ويعيش مع الملأ الأعلى فهذا تكريم لا يناله إلا من كان عند الله وجيها ويستحق جسده الطاهر أن يعرج به لتحل فيه الروح.

فوجدت أن الله تعالى قد أجاب على استنتاجات العقل مما يؤيد صحتها

فقال تعالى: إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ..... ).

إذن ففي وفاة المسيح على الأرض ورفع جسده إلى السماء لتحل فيه الروح فذلك رفعة له وتشريف، وتلك هي الفرضية الثانية التي وفى بها الله قضية ضرب المثل للحياة على أحكم وجه، وهو الله العزيز الحكيم.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[07 Jul 2004, 11:29 م]ـ

أخي الفاضل .. انا لست أرى أنك قد جئت بالدليل القاطع على مذهبك فأنت تقول: (إلا أن مستوفيك وموفيك لا تعني متوفيك، فمستوفيك إسم فاعل لفعل استوفى وهي تعنى: طلب توفية. وكذلك فعل وفى مصدره توفية، أما فعل توفى فمصدره وفاة).

و هذا الكلام قد رده مصطفى صبري في قوله: (التوفي و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد، قال في مختار الصحاح: "و استوفى حقه و توفاه بمعنى").

و كذلك قولك: (وإطلاق اللفظ مجردا لا يعنى إلا الوفاة الكلية) ... فهو - معذرة - تحكم لا استسيغه و لا أجد له مبررًا! عمومًا، مذهبك في كون الله قد قبض روح عيسى عليه السلام ثم رفع جسده ليعيد الروح إلى الجسد في السماء (!) هو مذهب عجيب أكروباتي بعض الشئ و لم أجد أحدًا قال به من قبل .. فاعذرني إن لم أقبله.

ـ[أبو علي]ــــــــ[08 Jul 2004, 09:50 ص]ـ

شكرا أخي الكريم د. هشام، هذه مسألة اختلف فيها الناس وأنا عرضت ما تبين لي على اعتبار أن الحياة تحصل إذا اجتمع العنصر الأرضي (الجسد) مع العنصر السماوي (الروح) إما بنزول الروح من السماء إلى الجسد وإما بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح،

والله تعالى عزيز حكيم إذا ضرب مثلا لشيء فإنه يضربه على أتم وجه

بكل فرضياته وجزئياته.

شكرا لك على مداخلاتك.

ـ[المقرئ]ــــــــ[25 Jul 2004, 08:21 م]ـ

رجح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الأمين الشنقيطي رحمهما الله أن الوفاة هنا بمعنى النوم

المقرئ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير