هي ارفع الخصال البشرية التي تؤدي الى سعادة الفرد والمجموع. وفيها القدوة الحسنة ويستفاد ذلك من قوله تعالى .. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .. ). والمعنى: دلنا يارب الى الطريق الذي سلكه خيار عبادك المفلحين ممن هديتهم ورضيت عنهم لا طريق الذين استحقوا غضبك وضلوا عن الحق والخير. فالانسان لا يستطيع ان يرتقي ويتطور نحو الافضل بدون ان يجعل نصيب عينيه مثالا يقتدي به.
وفي تاريخ الانسانية رجال كانوا مشعل الهداية في سلوكهم. وتضحياتهم وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، فالله يامر المسلم ان يقتدي بهؤلاء ويجعلهم مثالا له في حياته وان يجتنب سبيل المغضوب عليهم والضالين. وفيها الوحدة بين المؤمنين
والمتامل في كلمات سورة الفاتحة يرى ان المسلم يقول فيها .. نعبد .. ) و ( .. نستعين .. ) و ( .. اهدنا .. ) بصيغة الجمع مع ان قارئها مفرد، فما هي الحكمة من ذلك؟ لقد اراد الله بصيغة الجمع دعوة المؤمنين الى وحدة شاملة، والى تعاون وثيق، والى نصح يفضي الى خير الجماعة والى مشاركة في الدعاء. فقول كل مسلم ( .. اياك نعبد .. ) هو دعوة من الله، للمسلمين لتوحيد قلوبهم وتوجيهها نحو هدف واحد
هو عبادة الله وجعل الصلة التي تربط بعضهم بعضا غايتها رضاء الله لا المصالح الشخصية والشهوات الذاتية. وفي قول كل مسلم) .. اياك نستعين .. ) طالبا من الله المعونة له وللمؤمنين، هو لا ريب دعوة من الله لمساعدة بعضنا بعضا لان طلب المعونة لا يكون الا على عمل بذل فيه المرء طاقته فلم يوفه حقه او يخشى ان لا ينجح فيه فيطلب المعونة من الله على اتمامه وكماله. وفي قول كل مسلم: ( .. اهدنا الصراط المستقيم .. ) طلب الهداية له ولاخوانه المؤمنين للطريق القويم، وفيه ضمنا دعوة من الله لارشاد المسلمين بعضهم بعضا الى الخير. وفيها مناجة لله
عن ابي هريرة قال: ( .. سمعت رسول الله .. ) يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فاذا قال العبد: ( .. الحمدلله رب العالمين .. ) قال الله تعالى: حمدني عبدي. واذا قال: ( .. الرحمن الرحيم .. ) قال الله: اثنى علي عبدي، واذا قال: ( .. مالك يوم الدين .. ) قال الله: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض الي عبدي. فاذا قال .. اياك نعبد واياك نستعين .. ) قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فاذا قال: ( .. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين .. ) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ..
فائدة: ذكر الله تعالى في هذه السورة خمسة من اسمائه وهي: الله، والرب، والرحمن، والرحيم، والمالك، والسبب في ذلك كأنه يقول للانسان: خلقتك اولا فانا الله، ثم ربيتك بوجوه لنعم فانا رب، ثم عصيت فسترت عليك فانا رحمن، ثم تبت فغفرت لك فانا رحيم، ثم لابد من ايصال الجزاء اليك فانا مااك يوم الدين ..
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين ونرجوا العفو عن التقصير فالله اعلم بالمقصود ..
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 Jul 2004, 04:07 م]ـ
أخي العزيز جزاك الله خيرا على نقل هذه المعلومات القيمة حول هذه السورة العظيمة
فقط أود أن أضيف نقطه أغفلها الكثيرون
وهي أنه لو لاحظنا سياق الآيات نجد التالي
اذا تلونا الله فهو غائب
رب العالمين -- غائب
الرحمن --- غائب
الرحيم --غائب
مالك يوم الدين --غائب
اما عندما نلفظ اياك نعبد؟؟؟؟
فكأننا نخاطب الاله مباشرة؟؟؟ فلفظ اياك تقال لمخاطب حاضر أمامك مباشرة؟؟؟
وقد جاءت أثناء التعبد (اياك نعبد)
وأثناء الاستعانة والدعاء (اياك نستعين)
وهذا يدلنا على أمر حيوي هام
هو أن الباري يعلمنا أن نؤمن بالله رب العالمين الرحمن الرحيم ايمانا غيبيا؟؟
أما عندما نتعبد أو نستعين وندعوا يجب أن نكون موقنين بأننا نخاطب موجودا نتخيله أمامنا؟؟؟
فنسجد بين يديه
ونطلب منه العون بنفس الشعور
فلفظ اياك يجب تمعنها جيدا"والاحساس بها كما هي؟؟؟؟
والله الموفق
ـ[ tafza] ــــــــ[14 Jul 2004, 05:18 م]ـ
( .. سليمان داود .. ) ( .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. ) تحية طيبة:
لماذا لم تنتشر الامثال الحديثة بيننا؟ المثل هو ( .. العبارة التي تتصف بالشيوع والاجاز وحدة المعنى وصحته .. )
ونركز على جانب الاجاز، ( .. يجتمع في المثل اربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: ايجاز اللفظ واصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكفاية فهو نهاية البلاغة .. )
وارى ان التدوين يساعد على انتشار الامثال اذ يمر بنا الكثير من الحكم والامثال دون ان نعيدها ونتخذها امثالا بل تصبح نوادر ..
( .. النادرة حكمة صحيحة تؤدي ما يؤدي عنه المثل الا انها لم تشع في الجمهور ولم تجر الا بين الخواص وليس بينا وبين المثل الا الشيوع وحده .. ) فلو تصدى باحث لجمع هذه الحكم والنوادر والامثال ونشرها في وسائل الاعلام .. !!؟؟ ..
مع ذكر قصتها او حكايتها لساهم في اظهار الامثال الحديثة والمعاصرة بيننا لان المثل يعكس الواقع بلغة مكثفة تساعد على فهم الواقع الاجتماعي والثقافي وتضيف خبرة جديدة للملتقى ..
( .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. )