تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تخصص التوحيد والفلسفة، تخصص التاريخ الإسلامي، لكن ليس معنى هذا أننا في دراستنا في الكلية كنا نتخصص في فرع من هذه. لا، كنا ندرس هذه الفروع جميعها دراسة قديمة، أي ندرس كبار الكتب مثل: في التفسير ندرس (تفسير أبي السعود وتفسير البيضاوي) وفي الحديث ندرس (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، وفي التوحيد ندرس كتب (المواقف) و (المقاصد) و (عقائد النسفية) و (العقائد العضدية)، وفي التاريخ .. ، وهكذا .. من هنا كان لهذه الدراسة أثر كبير في تكويننا العلمي، ولذلك حينما تخرجنا كان بإمكاننا أن نكمل دراستنا في أي علم وأي فن. لقد كان لهؤلاء جميعاً فضل عليّ بعد الله تعالى واستطعت أن أكتب في موضوعات كثيرة، فمثلاً لي في الفقه سلسلة (ليتفقهوا في الدين) أكثر من جزء، سلسلة: إعجاز القرآن، قصص القرآن، رد على دائرة المعارف البريطانية، ولي أيضاً سلسلة (بلاغتنا ولغتنا)، وسلسلة أخرى وعظية (خماسيات مختارة، نفحات من الإسراء والمعراج).

* الفرقان: جاء في كتاب دراسات عربية وإسلامية للدكتور جمال أبوحسان أن لكم نظرات جديدة في التفسير، هل لكم أن تذكروا لقراّء الفرقان أهم هذه النظرات؟

- د. فضل: قضية النظرات جاءت نتيجة الدراسة الدائبة، فالإنسان حين يتلو القرآن الكريم كثيراً ويعيش مع كتب التفسير واللغة، لا شك ستفتح له آفاق، أنا من الناس الذين يجلّون السلف رحمهم الله، وليس من طبعي أو هوايتي أن أخالف السلف سواء كانوا مفسرين أم محدّثين أم فقهاء، لكن ليس معنى هذا أن تلمذتنا لهم أن نوافقهم في كل صغيرة وكبيرة، وأظن هذا يرضيهم، فقد يرى الإنسان رأياً لم يرتأوه من قبل، لكن ليس هذا الأمر عاماً في جميع القضايا، هو ممكنٌ في تفسير آية أو في فهم حديث، والدكتور جمال كان يسألني عن بعض هذه القضايا، هناك تفسير آية (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) بالنسبة للقبلة الأولى (بيت المقدس)، وهناك تفسير قوله تعالى (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك) لماذا أفرد العم والخال وجمعت العمة والخالة؟! وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وجهنا لقراءة سورة البقرة: اقرءوا سورة البقرة وآل عمران، إن أخذها بركة وإن تركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. أنا لي رأي في هذا الحديث، فهذا الطلب من الرسول ليس لأن سورة البقرة من قرأها له أجر أكثر ممن يقرأ غيرها، لأن القرآن الكريم كله في الأجر سواء، في كل حرف عشر حسنات، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف، أقول: إن قراءة بعض السور التي صحت فيها الأحاديث لم تكن من أجل الأجر الأخروي فحسب، وإنما كانت من أجل الحياة الدنيوية لأن هذه السورة التي أمرنا بقراءتها فضلاً عمّا لها من أجر في الآخرة فإن لها فائدة في الدنيا لأنها تكوّن المنهجية للمسلم، فلماذا إذن أمرنا الرسول بقراءة سورة البقرة؟ لأنها أطول سورة في القرآن، وأكثر سورة حدثتنا عن اليهود ومكرهم وحيلهم ووسائلهم في الحياة، فنستطيع من خلال سورة البقرة أن نردّ على مكرهم وخداعهم.

ومن هنا سورة الكهف – مثلاً - لأنها تشكل منهجية كاملة في حياة المسلمين، وأرى فيها رأياً خاصاً. وفي القصص القرآني – مثلاً - كتبت كثيراً من هذا، وبخاصة في كتابي الجديد: (قصص القرآن الكريم صدق حدث وسمو هدف) ومن جملة ذلك قضايا تعارف عليها الناس، مثل (الشيخ الكبير الذي هو موسى) حيث يظن الناس أنه شعيب، فأنا أقول إنه ليس شعيباً قطعاً.

وأنا بالمناسبة في سنة 1971 كنت سجلت للإذاعة الأردنية وكانت لأول مرة (القرآن الكريم) كله تلاوة وتفسيراً ما يقرب من (400) حلقة بمعدل (100) ساعة كاملة، وأذيع مرات كثيرة، ولا يزال يذاع في الإذاعات الموجهة للخارج وليس في الداخل، فهذا الأمر أفادني كثيراً في بعض النظرات في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى.

* الفرقان: القرآن الكريم سبيل النجاة لهذه الأمة، كيف يمكن إصلاح أحوال المسلمين المتردية وفق المصدر الأول للتشريع: القرآن الكريم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير