واشكر أخي الكريم أبا أحمد والأخ الكريم المقري وفقهما الله على فوائدهما. وأسأل الله لكم جميعاً التوفيق وإلى الأمام.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 Sep 2004, 08:33 م]ـ
قوله:] وكلم الله موسى تكليماً [{النساء:164}.
] الله [: فاعل؛ فالكلام واقع منه.
] تكليماً [: مصدر مؤكد، والمصدر المؤكد –بكسر الكاف-؛ قال العلماء: إنه ينفي احتمال المجاز. فدل على أنه كلام حقيقي؛ لأن المصدر المؤكد ينفي احتمال المجاز.
أرأيت لو قلت: جاء زيد. فيفهم أنه جاء هو نفسه، ويحتمل أن يكون المعنى جاء خبر زيد، وإن كان خلاف الظاهر، لكن إذا أكدت فقلت: جاء زيد نفسه. أو: جاء زيد. انتفى أحتمال المجاز.
فكلام الله عز وجل لموسى كلام حقيقي، بحرف وصوت سمعه، ولهذا جرت بينهما محاورة؛ كما في سورة طه وغيرها.] منهم من كلم الله [{البقرة:253}.
] منهم [؛أي: من الرسل
] من كلم الله [: الاسم الكريم] الله [فاعل كلم، ومفعولها محذوف يعود على] من [، والتقدير: كلمه الله.
(2) الآية السابعة: قوله: وقوله:] ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه [.
{الأعراف:143}.
أفادت هذه الآية أن الكلام يتعلق بمشيئته، وذلك لأن الكلام صار حين المجيئ.، لا سابقاً عليه، فدل هذا على أن كلامه يتعلق بمشيئته. فيبطل به قول من قال: إن كلامه هو المعنى القائم بالنفس، وإنه لا يتعلق بمشيئته، وذلك لأن الكلام صار حين المجيئ، لا سابقاً عليه، فدل هذا على أن كلامه يتعلق بمشيئته.
فيبطل به قول من قال: إن كلامه هو المعنى القائم بالنفس، وإنه لا يتعلق بمشيئته؛ كما تقوه الأشاعرة.
وفي هذه الآية إبطال زعم من زعم أن موسى فقط هو الذي كلم الله، وحرف قوله تعالى:] وكلم الله موسى تكليماً [إلى نصب الأسم الكريم؛ لأنه في هذه الآية لا يمكنه زعم ذلك ولا تحريفها.
(3) الآية الثامنة: قوله: وقوله:] وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا [. {مريم:52}.
] وناديناه [: ضمير الفاعل يعود إلى الله، وضمير المفعول يعود إلى موسى؛ أي: نادى الله موسى.
] نجياً [: حال، وهو فعيل بمعنى مفعول؛ أي: مناجي.
والفرق بين المناداة والمناجاة أن المناداة تكون للبعيد، والمناجاة تكون للقريب وكلاهما كلام.
وكون الله عز وجل يتكلم مناداة ومناجاة داخل في قول السلف: "كيف شاء".
فهذه الآية مما يدل على أن الله يتكلم كيف شاء مناداة كان الكلام أو مناجاة.
(1) الآية التاسعة: قوله:] وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين [{الشعراء:10}.
] وإذ نادى [؛ يعني: واذكر إذ نادى.
والشاهد قوله:] ربك موسى [: فسر النداء بقوله:] أن ائت القوم الظالمين [.
فالنداء يدل على أنه بصوت، و] أن ائت القوم الظالمين [: يدل على أنه بحرف.
المرجع
شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـ[موراني]ــــــــ[05 Sep 2004, 09:56 م]ـ
يا أبا عبد الرحمن الشهري , وفقك الله ,
لا أرى في مشاركتك هذه الا اشارة الى ما ذكرت أنا حول الآية: كلم الله موسى تكليما
غير انني لم أقل برأيي بل ذكرت فحسب ما أوّلته المعتزلة في عصر معين.
فلم يبق الا السؤال المطروح:
بأية لغة خاطب الله (فاعل!) موسى؟
أو على لسان المعتزلة: بأية لغة خاطب موسى (فاعل) الله.
ذلك اضافة سريعة فقط لكي لا نطيل الكلام في هذا الأمر على غيرنا.
تقديرا
موراني
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 Sep 2004, 11:12 م]ـ
أخي أهل القيروان أنا شاركت إجابة لطلب الأخ د. هشام عزمي
وأما للغة التي كلم الله بها موسى فلا علم بأي لغة كلمه
وأما كتاب موسى فقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه - باب: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} /136/.
4215 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية).
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[05 Sep 2004, 11:23 م]ـ
قرأت للشيخ الشهري .. "وأما للغة التي كلم الله بها موسى فلا علم بأي لغة كلمه" ....
فأقول: ما أعدل, وما أجمل أن تسمع من أثر عنه العلم, يقول: لا أعلم!.
{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}.
ـ[موراني]ــــــــ[06 Sep 2004, 12:55 ص]ـ
وأما للغة التي كلم الله بها موسى فلا علم بأي لغة كلمه
أحسنت! غير أن هذا هو اسؤال المطروح
موراني
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2004, 09:35 م]ـ
قال شيخ الاسم بن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى
وقد أوحى الله إلى موسى بالعبرانية وإلى محمد بالعربية، والجميع كلام الله , وقد بين الله بذلك ما أراد من خلقه وأمره , وإن كانت هذه اللغة ليست الأخرى , مع أن العبرانية من أقرب اللغات إلى العربية حتى إنها أقرب إليها من لغة بعض العجم إلى بعض
¥