ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:30 م]ـ
أخي الكريم: مثالك _ كما أسلفت_ ليس نظيرا لما في البيت؛ لأن الغبراء في البيت يتطلبها الفعل (طوت) فاعلا، ولكن لو جعلناها فاعلا لأصبحت إنّ بلا خبر، ألا ترى أنك لو قلت: (تبين عجائبا فإن الدهر فيه) لم يستقم الكلام؛ فلهذه العلة جعلنا الغبراء مبتدأ ولم نجعلها فاعلا على ظاهر الكلام، وقولنا: إن الدهر فيه الغبراء كلام مفيد كما أبنتُ سابقًا.
أما (زيد) في مثالك فلا يصلح أن يتمم خبر إنّ، وتأمل الجملتين:
إنّ الدهرَ فيه الغبراءُ.
وإنّ يومَ الجمعة فيه زيدٌ.
أيّ الجملتين تامّة المعنى وأيّهما هراء؟
وأهمس في أذنك أخيرا: أبيات الألغاز تُخرّج حتى على أدنى وجه يُحتمل ولايشترط تخريجها على الوجه الظاهر والأقوى.
مع تحياتي.
ـ[أبو وسماء]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 06:13 م]ـ
لكم الشكر الجزيل فضيلة الدكتور
إن كان لي رأي فإني أرى الجملتين هراء.
سؤال أخير:
لماذا لا نقول:
(عجائبا): يتطلبه الفعل (يتبين) ويتطلبه الابتداء ليكون مبتدأ وخبره فيه، فأعمل الفعل، أي: صار مفعولا، وحذف المبتدأ لدلالة المفعول عليه. والتقدير: تبين عجائبا فإن الدهر فيه عجائب، حذف (عجائب) الذي هو مبتدأ لدلالة (عجائبا) عليه، وتبقى الغبراء فاعلا للفعل (طوت) ألا يصح هذا التوجيه؟
ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 10:56 م]ـ
سؤال أخير:
لماذا لا نقول:
(عجائبا): يتطلبه الفعل (يتبين) ويتطلبه الابتداء ليكون مبتدأ وخبره فيه، فأعمل الفعل، أي: صار مفعولا، وحذف المبتدأ لدلالة المفعول عليه. والتقدير: تبين عجائبا فإن الدهر فيه عجائب، حذف (عجائب) الذي هو مبتدأ لدلالة (عجائبا) عليه، وتبقى الغبراء فاعلا للفعل (طوت) ألا يصح هذا التوجيه؟ [/ quote]
أخي الكريم: لك أن توجه كما تريد، ولكني أرى فيه نظرا لايخفى على المتأمل، وتقديرك: تبين عجائبا فإن الدهر فيه عجائب ذكّرني _ ولستُ علم الله أنتقص من تقديرك_ بقول الشاعر:
كأننا والماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم ماء
وأخيرا أخي الكريم أشكرك على هذا النقاش، والبيت قائله مجهول، وترفع القضية. ولك وللجميع تحياتي.
ـ[أبو وسماء]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 01:08 ص]ـ
سؤال أخير:
لماذا لا نقول:
(عجائبا): يتطلبه الفعل (يتبين) ويتطلبه الابتداء ليكون مبتدأ وخبره فيه، فأعمل الفعل، أي: صار مفعولا، وحذف المبتدأ لدلالة المفعول عليه. والتقدير: تبين عجائبا فإن الدهر فيه عجائب، حذف (عجائب) الذي هو مبتدأ لدلالة (عجائبا) عليه، وتبقى الغبراء فاعلا للفعل (طوت) ألا يصح هذا التوجيه؟
أخي الكريم: لك أن توجه كما تريد، ولكني أرى فيه نظرا لايخفى على المتأمل، وتقديرك: تبين عجائبا فإن الدهر فيه عجائب ذكّرني _ ولستُ علم الله أنتقص من تقديرك_ بقول الشاعر:
كأننا والماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم ماء
وأخيرا أخي الكريم أشكرك على هذا النقاش، والبيت قائله مجهول، وترفع القضية. ولك وللجميع تحياتي.
أشكرك فضيلة الدكتور على هذا الصبر على طالب للعلم مثلي، ومع الشكر أقول إن توجيهي ليس بأبعد من توجيه النحويين في باب الاشتغال، حيث يقولون في نحو: زيدا ضربته: التقدير: ضربت زيدا ضربته.
شكرا لكم.