ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 02:26 ص]ـ
بعض الوجوه لا تخلوا من تكلف وضعف.
لا حظ أستاذي العزيز الكلمة في السياقين الآتيين:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ والصابئون وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
من المقرر أن الحرف الناسخ (إن) يفيد توكيد اتصاف اسمها بخبرها.
في الآية الأولى عطف على اسم إن مجموعة من طوائف أهل الملل من الناس، وقد عملت فيهم إن النصب جميعا، لأنهم متصفون بالخبر بدرجة واحدة؛ إذ كلهم "إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
أما الآية الثانية لم تعمل (إن) النصب في الصابئين خلاف الطوائف الأخرى، وذلك أن اتصافهم بالخبر يختلف عن الطوائف الأخرى، لأن الموحدين منهم إن وجدوا فهم نادرون.
والله أعلم.
الأستاذ الفاضل أبو ذكرى:
شكرا للمداخلة.
تحليلكم منطقي من ناحية المعنى.
بارك الله فيكم وبكم.
بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا كثيرًا
الأخ الكريم أبو الفوارس:
وبارك الله فيك, ايضا.
شكرا للمتابعة.
أخي الكريم د. حجي
لا أدري كيف أشكرك على تفضلك على شخص مثلي أن تخصه بطلب الرأي في هذه المسألة. وقبل أن أقول شيئًا في ذلك أود أنّ أبين حقيقة أعلمها كل العلم وهي أني لست من علماء النحو، وأنى لي ذلك؟ وأعلم أنك سميتني كذلك بدافع محبة وكرم، ولعلي أحد طلاب هذا العلم الذي يحاول جهده إدراك شيء منه.
وأراك أخي الباحث في لغة القرآن قد استقريت أقوال النحويين الذين لم يدعوا احتمالا رياضيًّا إلا طرقوه، وأنت باستقرائك فلم تدع لمن طلب الزيادة مدخلا.
وأود القول إنّ القرآن لغة كما أنّ الشعر لغة، واللغة أوسع من قواعدها؛ لأن القواعد إنما انتزعت من جمهرة الاستعمال. وليس بلازم أن توافق النصوص اللغوية أحكام النحو العامة، ومن هنا كان باب التأويل والتخريج والشذوذ وطائفة كبيرة من الاستعمالات خارج حدود التقعيد، ولكنها لغة عربية لا شك في عروبتها.
والقول بإهمال (إنّ) في هذا الموضع بحجة فرعيتها في العمل قول قوي كما أهملت في (إن هذان لساحران)، ولكن إن أردت مزيد قول أو اجتهاد فإنه يمكن القول أنه كما قطع النعت يقطع العطف أيضًا فالصابئون رفع لأنه قطع عن العطف بمعنى أنه معطوف معنًى لا لفظًا؛ وذلك للتنبيه إلى اختلافه عن السابق من حيث كان السابق يمثل دينًا كتابيًّا من مؤمنين أو يهود وأما الصابئون فدينهم غير كتابي.
أخي الكريم أرجو أن تلتمس لأخيك العذر إن قصر في ما كنت تأمله فيه، واسلم ودم.
الأستاذ القدير, الدكتور الفاضل أبو أوس:
نحن نحمل نحوك اسمى معاني التقدير والاحترام, ونقدر منزلتكم العلمية في مجال اختصاصكم وهو مجال علمي النحو والصرف.
لقد قرأت لك بعض ما كتبت ولا سيما في الدوريات, ولمست في كتاباتك روح العالم المتبحر, حيث أن عمق الأبحاث التي تقدمها لا توحي إلا بذلك.
غير أن العلماء دأبوا أن يكونوا متواضعين, وتلك منة إلهية حباك الله بها, وهو ما زاد من احترام الآخرين لشخصكم الكريم, وتقديرهم لمنزلتكم العلمية.
مداخلتكم ثرية مع قصرها.
بارك الله فيكم وبكم وأنار بوجودكم.
تقبلوا من أخيكم خالص آيات التقدير والاحترام.