تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 01:53 ص]ـ

أخي الأستاذ د. الأغر

أشكرك على مداخلتك القيمة التي أثرت الموضوع وغيّرت مساره، يقول المناطقة: إنْ كنت ناقلاً فالصحة وإنْ كنت مدعيًا فالدليل، وأنا نقلت ما ذكره البغدادي في الخزانة وقد صرَّح بأن أبا علي حرَّف البيت وتابعه ابن هشام دون عزو، ولم يرد البغدادي - والله أعلم - التشنيع عليهما، إذ يقول عن أبي علي: " ومقامه أعلى وأجلّ من أنْ يُنسب إليه مثل هذا التحريف ولكن هو كما قيل: * كفى المرءَ نبلاً أن تعد معايبه * ".

ولبعدي عن مكتبتي اعتمدت على البغدادي في الخزانة ولم أعد إلى (البغداديات) كما أوضحت سابقًا.

وقد عدتَ - حفظك الله - إلى البغداديات وفيها أن أبا علي ذكر في نهاية كلامه الرواية الأخرى الصحيحة للبيت.

وانتهيتَ إلى أنَّ أبا علي وقف على روايتين للبيت في إحداهما إشكال حاول حلَّه ولا إشكال في الثانية.

قلتُ: كون الوجه الأول (قومًا) بالتنوين والإفراد رواية مجرد احتمال بدليل أن البغدادي في شرح (أبيات المغني) قال: " وكأنه إنما ذكر الوجه الأول وهو تنوين (قومًا) إمَّا لأنه رواية ضعيفة عنده وإمَّا ليجعله من مسائل التمرين على الإعراب ".

فقوله: "كأنه " و "إمّا" و"إمّا" يدلّ على أن تلك احتمالات.

ويبقى احتمال التحريف وارد وهذا يُفسر موقفي البغدادي ففي الخزانة حكمَ على أبي علي بأنه حرَّف البيت، وفي (شرح شواهد المغني) حاول أن يلتمس له عذرًا.

وفي النفس شيءٌ آخر ممَّا جاء في (البغداديات) وقد تنبه له أخي د. الأغر وهو توجيه رفع (قوماهما) بالابتداء على الرواية المشهورة، مع وضوح كونها فاعلاً لـ (تعاطى).

فوقع في نفسي (وهو مجرد احتمال) أن الرواية الأخيرة المشهورة التي وردت في البغداديات والتوجيه بعدها من إضافة النسَّاخ، ويقوي هذا الاحتمال أن البغدادي في الخزانة لم يذكر هذه الرواية من قريبٍ ولا من بعيد وكأن النسخة التي اعتمد عليها من (البغداديات) ليست فيها هذه الزيادة - والله أعلم -.

مع تحياتي.

ـ[الفراء]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 11:50 ص]ـ

السلام عليكم

نقاش ممتع وجميل فلله دركم واسمحو لي بهذه الإضافة:

تحدث ابن جني في الخصائص 3/ 313 في باب ((صدق النقلة وثقة الرواة والحملة)) عن تورع شيخه أبي علي وتحرزه فيما يرويه فقال: ((وهذا أبو علي رحمه الله، كأنه بعدُ معنا، ولم تبن به الحال عنا، كان من تحوبه وتأنيه، وتحرجه كثير التوقف فيما يحكيه، دائم الاستظهار لإيراد ما يرويه، فكان تارة يقول: أنشدت لجرير فيما أحسب، وأخرى: قال لي أبو بكر فيما أظن، وأخرى: في غالب ظني كذا، وأُرى أني قد سمعت كذا)).

فرحم الله أبا علي وابن هشام والبغدادي وسائر سلفنا الكرام.

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 02:29 م]ـ

أخويّ الكريمين: د. ابن النحوية، والأستاذ: الفراء

أشكر لكما مروركما الكريم وتعقيبكما على الموضوع وما أضفتماه من معلومات قيّمة أسهمت في ثراء المضوع. وأودّ فقط أن أنبّه إلى أن الذي اشترى نسخة من ديوان الفرزدق؛ لأنه ورد فيها البيت الذي دارالنقاش حوله مضبوطا على الرواية المشهورة هو الدّماميني

لا البغداديّ. ولكما وللجميع تحياتي.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 07:41 م]ـ

قلتُ: كون الوجه الأول (قومًا) بالتنوين والإفراد رواية مجرد احتمال بدليل أن البغدادي في شرح (أبيات المغني) قال: " وكأنه إنما ذكر الوجه الأول وهو تنوين (قومًا) إمَّا لأنه رواية ضعيفة عنده وإمَّا ليجعله من مسائل التمرين على الإعراب ".

فقوله: "كأنه " و "إمّا" و"إمّا" يدلّ على أن تلك احتمالات.

ويبقى احتمال التحريف وارد وهذا يُفسر موقفي البغدادي ففي الخزانة حكمَ على أبي علي بأنه حرَّف البيت، وفي (شرح شواهد المغني) حاول أن يلتمس له عذرًا.

وفي النفس شيءٌ آخر ممَّا جاء في (البغداديات) وقد تنبه له أخي د. الأغر وهو توجيه رفع (قوماهما) بالابتداء على الرواية المشهورة، مع وضوح كونها فاعلاً لـ (تعاطى).

فوقع في نفسي (وهو مجرد احتمال) أن الرواية الأخيرة المشهورة التي وردت في البغداديات والتوجيه بعدها من إضافة النسَّاخ، ويقوي هذا الاحتمال أن البغدادي في الخزانة لم يذكر هذه الرواية من قريبٍ ولا من بعيد وكأن النسخة التي اعتمد عليها من (البغداديات) ليست فيها هذه الزيادة - والله أعلم -.

مع تحياتي.

أخي الكريم

هما روايتان عند أبي علي لأنه قال في بداية كلامه: ينشد للفرزدق هذا البيت ... وفي آخر كلامه قال: وينشد ونراه الرواية، فأثبت إنشادين، أي: روايتين.

والدليل على ذلك أنه أورد نظيرا لهذا البيت له روايتان أيضا، وهو للفرزدق أيضا:

ووفراء لم تخرز بسير وكيعة ... غدوت بها طيّا يدي برشائها

فذكر أن (طيا) روي بالتنوين وبغير التنوين كما أن (قوما) روي بالتنوين وبغيره.

أما لماذا لم يشر البغدادي إلى الرواية الثانية في الخزانة، فلعل استغرابه لم يدعه أن يكمل بقية المسألة عندما ألف الخزانة، وعندما ألف شرح أبيات المغني بعدها رجع إلى النص مرة أخرى فوجد أن أبا علي أشار إلى الرواية الصحيحة فأثبت ذلك في الشرح ولم يشأ أن يغير ما كتبه في الخزانة.

وأما ورود عبارة على أن (قوماهما) يرتفع بالابتداء، فهي تشبه العبارات التفسيرية التي تتسرب إلى النص الأصلي مع مرور الزمن عن طريق النساخ ولا تخفى على ذوي الخبرة، ومنه في كتاب سيبويه شيء غير يسير.

فإن صح أن هذه العبارة لأبي علي فتوجيهها على أن (قوماهما) بدل من (هما) أي: وإن قوماهما تعاطى القنا، وأفرد الضمير في تعاطى على معنى: وإن قومهما تعاطى القنا لأن لفظ القوم مفرد، ومعناه الجمع، والتثنية هنا للكثرة كما أن الرفيقين للكثرة، أي: كل الرفقاء في السفر إخوان وإن تعاطى قومهم القنا.

ولا لوم عليك أخي الكريم فقد كنت ناقلا أمينا وقد أفدتنا وأمتعتنا حقا.

مع التحية الطيبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير