تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:07 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

ليس لي إلا أن أقول: سبحان الله ..

تعجل ابن هشام فأخذ كلام أبي علي وأشعرنا أنه صاحبه، ولم يتنبه لآخر كلام أبي علي، وتعجل البغدادي في الخزانة، فحكم بأن أبا علي حرف البيت، ولم يشر إلى آخر كلام أبي علي في البغداديات، وشنع على ابن هشام ومن تبعه، وجاء أخونا الأستاذ الدكتور محمد القرشي فنقل إلينا ما في الخزانة ولم يرجع إلى المسائل البغداديات ولا إلى شرح أبيات المغني للبغدادي نفسه، ولو رجع أخونا الكريم إلى البغداديات أو إلى شرح أبيات المغني ما كتب هذا العنوان، فقد قال أبو علي بعد ذكره الرواية الأولى للبيت بحسب نقل البغدادي فنسختي من البغداديات معارة:

وينشد، ونراه الرواية:

وكل رفيقي كل رحل وإن هما ... تعاطى القنا قوماهما أخوان

على أن (قوماهما) يرتفع بالابتداء.

وقال البغدادي في نهاية تعليقه على كلام أبي علي ووهم ابن هشام قال في شرح شواهد المغني:

وقد اعترف في آخر كلامه بأن الرواية (قوماهما) على أنه مثنى (قوم) مضاف إلى ضمير الرفيقين، وكأنه إنما ذكر الوجه الأول وهو تنوين (قوما) إما لأنه رواية ضعيفة عنده، وإما ليجعله من مسائل التمرين في الإعراب، ليظهر قوة استحضاره للقواعد ووجوه التخريجات.

فليس في الأمر تحريف، وإنما وقف أبو علي على روايتين للبيت في إحداهما إشكال حاول حله، ولا إشكال في الرواية التي قال عنها: ونراه الرواية.

غير أن قوله: على أن قوماهما يرتفع بالابتداء فيه نظر، فلا أدري أهو من قول أبي علي أم من عمل النساخ.

مهما يكن فلا يحق للبغدادي بعد أن وقف على آخر كلام أبي علي أن يقول: وهذا البيت مع وضوح معناه قد حرفه أبو علي.

فقد ذكر أبو علي روايتين ووضع احتمال أن تكون الرواية التي وقع فيها التحريف صحيحة، وكأنه يقول: لو صحت هذه الرواية بإفراد القوم ونصبه منونا فتخريجه كذا ..

ولكن عناية البغدادي بالتنبيه على توهم العلماء في خزانته هو ما جعله يضخم هذا الأمر، وإن كان من لوم في هذه القضية كلها فهو واقع على ابن هشام عفا الله عنه حيث لم ينسب التخريج لأبي علي.

مع التحية الطيبة.

ـ[د/محمد القرشي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:47 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا، أيها الكرام، واسمحوا لي أن أخص شيخنا القرشي بتحية خاصة، واختيار الإنسان دليل عقله. وتعليقي على المسألة بعد إذنه:

إذا قيس إحسان امرئ بإساءة * فأربى فالإساءة تغفر.

وأنت من قوم:

إذا همو ذكروا الإساءة أكثروا الحسنات.

ورحم الله الفارسي وابن هشام والبغدادي، كم هم كبار علما وأدبا وجهدا مباركا في خدمة العربية وطلبتها؛ فلا يسع كل طالب علم بحق بعدهم إلا أن ينشد فيهم وفي أمثالهم من أهل العلم والفضل والسابقة في الإسلام والعربية:

أولئك عترتي وبناة مجدي وأشياخي لهم ما عشت شكري.

أهلا بأخي الحبيب د. سليمان خاطر، لقد أسعدني إطلالتك ومداخلتك، ولم أرد -علم الله - التشنيع على أحد، وأنّى لطالب علم مثلي أن يفعل ذلك؟!

وإنما أردت -كما قلتُ في أول المسألة- الإشارة إلى أن العالم مهما بلغ شأنه وذاع صيته فهو بشر عرضة للخطأ والنسيان والوهم.

أستاذي الفاضل سعيد بمداخلتك وأتفق مع كل ما جاء فيها. ولك تحياتي

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 07:36 م]ـ

وزاد أبو علي في البغداديات فقال:

ومثل هذا البيت في أنه ينشد على غير وجه قوله:

ووفراء لم تحرز بسير وكيعة ... غدوت بها طيا يدي برشائها

إن نون (طيا) بالتنوين أمكن أن يكون حالا من الفاعل، وحالا من المفعول، فإذا جعل حالا من الفاعل كان من قوله: طوى الأرض بها، وإن جعل حالا من المفعول فمن قوله:

غضفا طواها أمس كلّابيّ

أي: أضمرها، أي غدوت: بها ضامرة.

وإذا لم ينون احتمل وجهين: أحدهما أن يكون (فعلى) مؤنث (طيان)، ويمكن أن يكون الألف للتثنية تقديره: طيا يدي برشائها، أي: طيا رشائها بيدي فقلب.

وهذا يؤيد ما قلت من أنه لا تحريف في البيت وإنما هما روايتان، والرواية المعتمدة عند أبي علي هي التي لا إشكال فيها.

والبيت الذي ذكره أبوعلي: ووفراء ....

فيه كلام سأعود إليه بإذن الله.

مع التحية الطيبة.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 07:59 م]ـ

هذا كتاب البغداديات لمن يريد تحميله من هذا الرابط

http://www.archive.org/details/baghdadeaat

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 08:04 م]ـ

ليتنا - والله - نتعلم من طريقتكم في النقاش.

رأي وخلاف وطرح ونقل والمحبة فوق ذلك؛ فلله دركم!

ـ[ابن النحوية]ــــــــ[02 - 08 - 2008, 12:01 ص]ـ

كلام البغدادي متناقض فقد قال في مستهل حديثه في شرح أبيات مغني اللبيب: " إن المصنف ليس أبا عذرة هذا التحريف " فجعله تحريفا، ثم قال في نهاية مناقشته معتذرا لأبي علي: " ... لأنه رواية ضعيفة عنده " فجعله رواية.

ويظهر أن هذا البيت أخذ حيزا من اهتمام البغدادي ومساحة من تفكيره حتى دفعه ذلك لشراء ديوان الفرزدق ليستيقن من رواية البيت، ولئلا يتعجل بتخطئة أبي علي، يقول: " وقد رأيت في نسخةٍ من (ديوان الفرزدق) هذا البيت مضبوط الميم من (قوماهما) بفتحة واحدة، وملكت هذه النسخة في جلدين، وضبطُ هذا البيت هو الذي كان باعثًا على شرائها، ولله الحمد والمنة ".

يعجبني البغدادي.

ما رأيكم بأبي علي والبغدادي؟ ألا يمكن أن نلتمس لكل واحد منهما عذرًا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير