تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 07:50 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الأحبة

لنبتعد قليلا عن جو المناظرة القاسي، ولنطرح سؤالا يسيرا، أضعه بين أيديكم مسترشدا مستفهما، وأود الحصول على إجابته.

إن كان الأمر كما يقول أخونا (حرف)، من جواز زيادة الهمزة فتكون أفعل بمعنى فعل، فلنا أن نسأل:

ما الذي يمنع حينئذ من طرد هذه القاعدة في كل أفعال العربية؟

فإن كان الجواب بأن ذلك غير مطرد - وهو الحق فيما يبدو لي - فلنا أن نسأل: ما ضابط ذلك؟

ومتى أكون مخطئا إن زدت الهمزة - مع بقاء المعنى - ومتى أكون مصيبا؟

وإن قيل ما المانع من قياس أعاق على أسقى، فلنا أن نقول: وما المانع من قياس غيرها عليها؟

هذا كله من جهة النظر في القياس، أما من جهة السماع فالعمدة كما لا يخفى على عصور الاحتجاج. وهذا محل اتفاق فيما أعلم.

بارك الله فيكم ونفع بكم.

أخي عصام أشكر لك دعوتك إلى الاشتغال في ما هو خير.

وأما أبنية الأفعال فيطرد زيادتها بالهمزة والتضعيف، وهذا لا يعني أن كل فعل زادته العرب واستعملته مزيدًا بل حاجاتهم المتغيرة والمتبدلة هي التي تدعو للاستعمال، ودلالات أبنية الأفعال مرهونة بحاجاتهم التعبيرية. وأما مجيء المزيد بمعنى المجرد فهو أيضًا مرهون باستعمالهم فقد لا يكون للزيادة معنى يختلف به الفعل عن مجرده وقد يهمل المعنى بسبب كثرة الاستعمال وقد يكون للاستعمال اللهجي أثر في ذلك مثل رجع وأرجع. والمشكلة التي تواجهنا اليوم هي ألنا الحق في التصرف في لغتنا كما فعل أجدادنا؟ بعض المجتهدين يريدون أن تسجن العربية في استعمال القدماء بل بعضهم يريد أن تنحصر بما نصت عليه المعاجم، وبعضنا يرى اللغة آلة ذات نظام حيوي يضع في يدك مفاتيحه لتحسن استعمالها.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 10:18 م]ـ

والمشكلة التي تواجهنا اليوم هي ألنا الحق في التصرف في لغتنا كما فعل أجدادنا؟ بعض المجتهدين يريدون أن تسجن العربية في استعمال القدماء بل بعضهم يريد أن تنحصر بما نصت عليه المعاجم، وبعضنا يرى اللغة آلة ذات نظام حيوي يضع في يدك مفاتيحه لتحسن استعمالها.

أحسنت بارك الله فيك.

لنفترض أننا من الطائفة الثانية. ولنبق في مثالنا المخصوص الذي نحن بصدده.

إذا كانت لفظة (أعاق) غير مسموعة عن العرب في عصر الاحتجاج، وأردنا زيادتها في مفردات اللغة، فما ضابط صحة تلك الزيادة؟ أم يجوز لنا أن نزيد ما شئنا من الأفعال من هذا النوع؟ ثم من له الحق في إقرار هذه الزيادة؟ ولو فرضنا أن العوام وأشباههم تظاهروا على زيادة فعل ما من هذا القبيل فهل نمنع ذلك أم نجيزه؟ وما القاعدة المتبعة؟

هذا سؤالي الذي لم أجد له جوابا بعدُ.

جزاكم الله خيرا.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 11:10 م]ـ

أحسنت بارك الله فيك.

لنفترض أننا من الطائفة الثانية. ولنبق في مثالنا المخصوص الذي نحن بصدده.

إذا كانت لفظة (أعاق) غير مسموعة عن العرب في عصر الاحتجاج، وأردنا زيادتها في مفردات اللغة، فما ضابط صحة تلك الزيادة؟ أم يجوز لنا أن نزيد ما شئنا من الأفعال من هذا النوع؟ ثم من له الحق في إقرار هذه الزيادة؟ ولو فرضنا أن العوام وأشباههم تظاهروا على زيادة فعل ما من هذا القبيل فهل نمنع ذلك أم نجيزه؟ وما القاعدة المتبعة؟

هذا سؤالي الذي لم أجد له جوابا بعدُ.

جزاكم الله خيرا.

نعم من حقنا أن نزيد هذه الزيادة الموافقة للزيادة القياسية وأن يكون لها معنى موافق لمعاني أبنية أفعال أخرى أو معنى جديد اقتضته الحاجة التواصلية.

والعوام من هم العوام إنهم أهل اللغة المستعملونها واستعمالهم مقبول ما لم يخالف نظامًا ولم يؤد إلى لبس، وكثير من الألفاظ التي ابتدعوها حقيقة بالدخول في المعجم.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 01:03 ص]ـ

نعم من حقنا أن نزيد هذه الزيادة الموافقة للزيادة القياسية وأن يكون لها معنى موافق لمعاني أبنية أفعال أخرى أو معنى جديد اقتضته الحاجة التواصلية.

والعوام من هم العوام إنهم أهل اللغة المستعملونها واستعمالهم مقبول ما لم يخالف نظامًا ولم يؤد إلى لبس، وكثير من الألفاظ التي ابتدعوها حقيقة بالدخول في المعجم.

بارك الله فيك

أفهم من هذا أنه لا ضابط إلا الاستعمال - ما لم يخالف نظاما ولم يؤد إلى لبس - ولو كان من العوام.

فهل فهمي صحيح؟

وإن كان صحيحا فما توجيهكم - أحسن الله إليكم - لكثير من كتب التصحيح اللغوي - القديمة والحديثة - التي تخطئ العامة في بعض ما يذهبون إليه مما لم يسمع عن الأقحاح؟

جزاكم الله خيرا.

ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 01:17 ص]ـ

هناك فرق بين الاستعمال الخاطئ لموجود, وهو الذي تعتني به كتب التصحيح, وبين الخلق والتوليد للحاجة. إن العربية لغة حية, وهذه الحياة أو الحيوية تقتضي أن يكون متكلمها متفاعلا معها يحتاجها للتعبير عن عالمه وعن دواخله, وينبغي للغة أن تفي بتلك الحاجة, فإن لم تستطع لقصر نظامها فتلك لغة عقيمة, وهذه ليست حال العربية. إن العرب الأوائل لم يقولوا بتراكيب مثل "بالكلية" ولا مثل "الماهية" ولا مثل "الهوية" فما الضابط الذي سمح لمن بعدهم بإدخالها إلى اللغة؟ إنه ضابط الحاجة الذي يسير على قانون اللغة, ولو تأملنا في كلمة "أعاق" لم نجدها تخرج عن قانون اللغة لا من حيث الاشتقاق ولا من حيث المعنى, فالكلمة موجودة في لسان العرب وقد أتيتكم برابط للنسخة الإلكترونية منه وفيه فعل "أعاق", فما الذي أضفناه إذن؟ نحن أضفنا معنى أي دلالة, واستعمالا أي سياقا.

واستعمال \أعاق\ يأتي على عدة أوجه, فثمة الإعاقة التي هي المرض وثمة المعاق الذي هو المريض وعند التعبير عن الفعل فالتركيب السائد هو "تسبب له في إعاقة" و"سبب له إعاقة" و"نجم عنه إعاقة" (عافانا الله جميعا) , ويندر استعمل فعل "أعاق" للتعبير عن التسبب في المرض, وهذه استعمالات لم تخرج عن حيز اللغة ولا عن قوانينها وهي دليل تفاعل المتكلم مع لغته وتلبية اللغة لحاجته التعبيرية, وهذه ميزة اللغة الحية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير