ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيك
أفهم من هذا أنه لا ضابط إلا الاستعمال - ما لم يخالف نظاما ولم يؤد إلى لبس - ولو كان من العوام.
فهل فهمي صحيح؟
وإن كان صحيحا فما توجيهكم - أحسن الله إليكم - لكثير من كتب التصحيح اللغوي - القديمة والحديثة - التي تخطئ العامة في بعض ما يذهبون إليه مما لم يسمع عن الأقحاح؟
جزاكم الله خيرا.
أخي عصام
إذا تأملت كتب التصحيح اللغوي وجدتها مجموعة من الاجتهادات منها المصيب ومنها غير المصيب فليس يكفي أن يسمى الكتاب أو القول إنه من التصحيج ليكون كذلك. وإن بعض التصحيح ناتج عن قصور استقراء المصحح، أو انحيازه إلى مذهب خاص، أما ما أصابت فيه هذه الكتب فلأن المستعملين خالفوا نظام العربية، وليس من عاقل يزعم الصواب لكل مستعمل بل اللحن قديم (أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل). ولكن إذا قالت العامة (ارجهن ومرجهن) ولم أجدها في المعجم أمن الخير رميها أو من الخير إدخالها المعجم. وقد أجاب أخي ضاد إجابة ضافية عن أهمية الاستجابة للحاجة التواصلية وأن لو ترك الأمر في استعمال اللغة لغلاة اللغويين ما خطت العربية خطوة واحدة في سبيل استيعاب كثير من مستحدثات الأفكار والمصطلحات. فإذا جاز لنا أن نشتق من الأسماء أفعالا فمن الناقة استنوق ومن اليد أيد ومن البطن بطن ومن المعدة معد، ألا نأتي من الفعل عاق بمزيده أعاق.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 02:09 ص]ـ
هناك فرق بين الاستعمال الخاطئ لموجود, وهو الذي تعتني به كتب التصحيح, وبين الخلق والتوليد للحاجة. إن العربية لغة حية, وهذه الحياة أو الحيوية تقتضي أن يكون متكلمها متفاعلا معها يحتاجها للتعبير عن عالمه وعن دواخله, وينبغي للغة أن تفي بتلك الحاجة, فإن لم تستطع لقصر نظامها فتلك لغة عقيمة, وهذه ليست حال العربية. إن العرب الأوائل لم يقولوا بتراكيب مثل "بالكلية" ولا مثل "الماهية" ولا مثل "الهوية" فما الضابط الذي سمح لمن بعدهم بإدخالها إلى اللغة؟ إنه ضابط الحاجة الذي يسير على قانون اللغة, ولو تأملنا في كلمة "أعاق" لم نجدها تخرج عن قانون اللغة لا من حيث الاشتقاق ولا من حيث المعنى, فالكلمة موجودة في لسان العرب وقد أتيتكم برابط للنسخة الإلكترونية منه وفيه فعل "أعاق", فما الذي أضفناه إذن؟ نحن أضفنا معنى أي دلالة, واستعمالا أي سياقا.
واستعمال \أعاق\ يأتي على عدة أوجه, فثمة الإعاقة التي هي المرض وثمة المعاق الذي هو المريض وعند التعبير عن الفعل فالتركيب السائد هو "تسبب له في إعاقة" و"سبب له إعاقة" و"نجم عنه إعاقة" (عافانا الله جميعا) , ويندر استعمل فعل "أعاق" للتعبير عن التسبب في المرض, وهذه استعمالات لم تخرج عن حيز اللغة ولا عن قوانينها وهي دليل تفاعل المتكلم مع لغته وتلبية اللغة لحاجته التعبيرية, وهذه ميزة اللغة الحية.
أخي الكريم
بارك الله فيك
- أولا نريد أن نتأكد من ورود كلمة أعاق في (لسان العرب). فالكتاب مفتوح بين يدي الآن ولست أجد فيه غير عاق يعوق، وعوق وتعوق واعتاق. ولست أجد (أعاق) البتة.
وليس الكتاب من المؤلفات المخطوطة النادرة بل هو مبذول لكل من أراد النظر فيه. فأرجو أن نحسم في هذه النقطة لتكررها كثيرا خلال النقاش.
- لا خلاف بيننا في أن العربية لغة حية، وأن علينا أن نأتي من الألفاظ الجديدة بما يفي بالحاجات المستحدثة. ولا أظن عاقلا يزعم خلاف ذلك. فلا حاجة إلى التركيز على هذه النقطة بالذات، فليست مربط الفرس.
- السؤال - في نظري - إنما هو عن الضابط المتبع عند توليد الألفاظ. أهو قياس لغوي؟ أم هو محض الاستعمال ولوكان من العوام وأشباههم؟ أم هو غير ذلك.
وما أزال أبحث عن جواب لسؤالي.
بعبارة أخرى: هل الباب مفتوح لكل من هب ودب ليقول: أزيد اللفظة الفلانية في اللغة وأقصد بها المعنى الفلاني، أم أن لذلك قواعد وأصولا؟
- كتب التصحيح اللغوي ليس فيها (الاستعمال الخاطئ لموجود) فقط كما تفضلتم، بل فيها أيضا كثير مما يشبه ما نحن فيه.
وافتح إن شئتَ أي كتاب منها ستجد مصداق ما أقول.
هذا ابن السكيت مثلا يعقد بابا في إصلاح المنطق فيقول: (باب يتكلم فيه بفعلت مما تغلط فيه العامة فيتكلمون بأفعلت).
وأوله:
(تقول نعشه الله ينعشه، أي رفعه الله، ... ولا يقال أنعشه الله. وتقول قد نجع فيه الدواء وقد نجع في الدابة العلف ينجع، ولا يقال قد أنجع فيه .. الخ).
وقس على هذا غيره مما لا يدخل تحت حصر.
أحسن الله إليكم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 02:26 ص]ـ
الحمد لله
أما عن الحاجة، فكلمة (معوَّق) تفي بالغرض، مع أن أصلها موجود في اللغة.
ففي لسان العرب: (عوَّقه: صرفه وحبسه).
وفي وسائل الإعلام الحديثة يستعملون اللفظتين معا: (معاق ومعوق) بالمعنى نفسه.
فما الذي يصرفنا عن الثانية التي لها أصل أصيل، إلى الأولى التي ليست كذلك.
فالحاجة إذن - فيما يبدو لي - منتفية.
والله أعلم.
¥