ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 07:47 م]ـ
إن من آدابنا أن نحترم من هم أكبر منا سنا وعلما وقدرا ونوقرهم وإن خالفونا الرأي وإن بدا لنا أنهم أخطؤوا, وحتى إذا ما أردنا أن نبين لهم خطأهم فنصنع ذلك بلغة المحترِم لهم لا المخطّئ, خصوصا إذا كانوا ممن أفنوا أعمارهم في طلب العلم وتدريسه والبحث والتأليف. وأذكر نفسي وإياك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير".
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 07:58 م]ـ
ألا ترى أنك ضربت في التخوم بعيدا عن مسار النافذة؟!
عجبا لأمرك أبا قصي .. لويت عنق المشاركات لتجيرها إلى صالحك .. وذلك أمر لا أرتضيه لنفسي، وأربا بك عن فعله ..
واسمح لي بأن ألوي عنق نصك كما يحلو لك أن تفعل لغاية في نفسك:
وإلا فقد كان من أدنى الإنصاف لو كان الإخوانُ يريدونَ الإنصافَ أن يقالَ مثلاً: (لقد اجتهد أبو أوس في طرحه، وأنت يا أبا قصي أغلظتَ في القول) - هذا على التسليم -؛ ولكنَّ الإنصافَ عزيزٌ!
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 09:45 م]ـ
ألا ترى أنك ضربت في التخوم بعيدا عن مسار النافذة؟!
عجبا لأمرك أبا قصي .. لويت عنق المشاركات لتجيرها إلى صالحك .. وذلك أمر لا أرتضيه لنفسي، وأربا بك عن فعله ..
واسمح لي بأن ألوي عنق نصك كما يحلو لك أن تفعل لغاية في نفسك: وإلا فقد كان من أدنى الإنصاف لو كان الإخوانُ يريدونَ الإنصافَ أن يقالَ مثلاً: (لقد اجتهد أبو أوس في طرحه، وأنت يا أبا قصي أغلظتَ في القول) - هذا على التسليم -؛ ولكنَّ الإنصافَ عزيزٌ!
لا؛ والله ليس هذا هو العدل، ولكن العدل أن يقال للمخطئ أخطأتَ، وللمصيب أصبتَ، وأما الرفق والغلظة فهما وصفان زائدان على الحكم.
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 09:48 م]ـ
أترى ذلك على الإطلاق؟ أتراك تقول لأبيك "أخطأت" وتترك الرفق لأنه زائد على الحكم؟
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 10:43 م]ـ
السلام عليكم
أساتذتي الأعزّاء
اسمحوا لي أن أذكّر نفسي وأذكّركم و ولست بأعلمكم , أنّ المحاورة بين الأطراف المتحاورة يجب أن تتسم بمزايا وشروط بغية الوصول إلى الحق والصواب وتجنّب الخطأ الزلل , وهي كثيرة , وهنا أسوق بعض ما ذكره فضيلة الشيخ صالح بن حميد حفظه الله حول مسألة الحوار وآدابه:
" التجرُّد، وقصد الحق، والبعد عن التعصب، والالتزام بآداب الحوار:
إن إتباع الحق، والسعي للوصول إليه، والحرص على الالتزام؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء، أو هوى الجمهور، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبُ حقٍّ، باحثٌ عن الحقيقة، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ.
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة: (ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان، وتكون عليه رعاية الله وحفظه.
وما ناظرني فبالَيْتُ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني).
وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق، يقول الغزالي:
(إن التعصّب من آفات علماء السوء، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه. ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم).
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق، خالياً من العنف والانفعال، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة، مما يفسد القلوب، ويهيج النفوس، ويُولد النَّفرة، ويُوغر الصدور، وينتهي إلى القطيعة. "
ويقول:
"إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار، التزام الحُسنى في القول والمجادلة، ففي محكم التنزيل: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} (النحل: 125).
فحقٌ على العاقل اللبيب طالب الحق، أن ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز.
ويلحق بهذا الأصل: تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف. وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه، وأسلوب التحدي يمنع التسليم، ولو وُجِدَت القناعة العقلية. والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء. وإنك لتعلم أن إغلاظ القول، ورفع الصوت، وانتفاخ الأوداج، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً."
بتصرّف
¥