ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 11:18 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أحسنَ اللهُ إليكم، ورفعَ اللهُ قدرَكم.
دكتورُ عليٌّ، جزاك اللهُ خيرًا؛ فلقد نصحتَ فصدقتَ، فباركَ اللهُ فيكَ.
إنما تحدثتُ الآنَ لأنك فتحتَ للمشرفِ نافذةً رأيتُها في مشاركتِك النفيسةِ.
دكتورُ عليٌّ، قبلَ أنْ أتحدثَ أعترفُ أنني من طلابِ العلمِ الصغارِ الذين لا يصلونَ إلى مستواكم، فأنا أعرفُ قدري، وأقفُ عندَه.
ولكنْ من حقي في طلبِ العلم ِ أنْ أسألَ، وأناقشَ، وهذا أمرٌ مُسلَّمٌ به.
قبلَ البدء ِ في الحديث ِ أنا أتفق ُ معَك في كلِّ ما قلتَ، وأحبُّ أن أسألَك في بعض ٍ منه، فلي رأيٌ أرجو أن تقبلَه:
دكتورُ عليٌّ، لو فتحتُ نافذة ً، وكتبتُ:
إنّ الفاعلَ في اللغةِ العربيةِ منصوبٌ.
أليسَ من واجبِ العلماء ِ أن يردوا عليّ بالحجةِ والدليل ِ بالعنايةِ واللطف ِ؟!
أكانَ يقتضي جهلي أن تسفهوني، وتجعلوني لا شيءَ؟!
هذا إذا كانَ السائلُ طالبًا صغيرًا.
وحينَ يذكرُ المسألة َ رجلٌ مثلُك أستاذ ٌ جامعيٌّ باحثٌ من وجهة ِ نظرِه أليسَ من الأولى أن نفكرَ معًا إنْ كانَ الأمرُ يقتضي تفكيرًا، أو نناقشَ صاحبَ وجهةِ النظرِ بما تقتضيه وجهة ُ النظرِ حتى نصلَ إلى الصوابِ إنْ كانَ معَه، أو كانَ معَ غيرِه بدون ِ تجريح ٍ وتسفيه ٍ.
لماذا لا نفكرُ؟!
إذا كانتْ وجهة ُ النظر ِ - كما رأيتَها بالرأي ِ الفطير ِ تجوز ُ على الغرِّ الصغير ِ - لماذا لا نردُّ بالحجةَ ِ المقنعة ِ حتى يتأصلَ فينا فهمُ القاعدة ِ؟
ثم إنّ مَن يطرحُ وجهة َ نظرِه معروفُ السيرة ِ والمنهج ِ والطريقة ِ.
بالله ِ عليكَ - يا دكتورُ عليٌّ - أتَرَى الدكتورَ أبا أوس ٍ يصدقُ عليه هذا: (
إنّ المخالفة في ذاتها ليست أمرًا منكرًا, ولكن المُنكَرَ منها هو ما لايقوم على أصلٍ من أصول النظر في العربيّة, و لا يَستَمسِك بعروةٍ من عُراها؛ فذاك أقرب إلى التخليط منه إلى الاجتهاد في العلم؛ فكيف إذا فُتِح هذا الباب لكلِّ أحدٍ أنْ يقول في اللسان العربي بما ليس من أصول اللسان العربي, فيَحُلَّ عُراه عروةً إِثْرَ أخرى , ويَنقُضَ أصولَه أصلًا بعد أصل؛ حتى لا يبقى للعربية عروةٌ يُستمسك بها, و لا أصلٌ يُرجعُ إليه؛ و أنْ يُفضي ذلك إلى أنْ يصير اللسان العربيّ الذي به يُفهم كلامُ الله العربيّ المبين و كلامُ رسوله العربيّ الفصيح =محكومًا بأصول الإفرنجة و قواعد لغاتهم؟! إنّ هذا لشىءٌ عُجاب!).
نحنُ إخوة ٌ، ونحبُّ أبا قصي ٍّ والأستاذ َ أبا أوس ٍ، ولكننا نكرهُ الخروجَ عن مسار ِ النقاش ِ بما لا يليقُ بالنقاش ِ العلمي ِّ.
أخيرًا، حينَ جاءَ الأعرابيُّ إلى رسول ِ الله ِ - صلى اللهُ عليه وسلمَ -، وقالَ: ائذنْ لي بالزنا.
ماذا قالَ الرسولُ - صلى اللهُ عليه وسلمَ -؟!
وكيفَ تعاملَ معَه؟
حينَ بالَ الأعرابيُّ - أجلكم اللهُ - كيفَ تعاملَ معَه النبيُّ؟
أرجو أن يتسعَ صدرُك لكلامي، فنحن إخوةٌ مسلمونَ، وليسَ منا ولا فينا من يريدُ أن ينقضَ عرى الإسلام ِ، وأراك قد بالغتَ كثيرًا في الحديث.
سأعتبرُ نفسي مخطئًا جملة ً وتفصيلا، وأريدُ الصوابَ منك.
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 12:06 ص]ـ
لم يكن يقصد الأستاذ الشمسان, بل كان يعنيني.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 01:12 ص]ـ
لي عودةٌ بعدَ العيدِ إلى هذا الموضوع إن شاءَ الله تعالَى.
ـ[حرف]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 06:13 ص]ـ
أستاذي د. علي:
أستأذنك وأستأذن الإخوة بطرح عدد من النقاط فيما يخص هذا الموضوع وأمثاله:
1 - أحسبُ جميع المنتسبين إلى هذا المنتدى المبارك غيورين على لغة القرآن مهتمِّين بها تعلُّمًا وتعليمًا يشدُّون أسبابها ويذودون عن حياضها ويسعون إلى الرفع من مكانتها لتستعيد قوتها وسيادتها ولهم في ذلك طرائق مختلفة وأساليب متنوعة وهم في سعيهم هذا معرَّضون للخطأ والصواب فمنهم من يرى ضرورةالتمسُّك بما وصلنا عن أئمة النحاة وعلمائهم وعدم جواز الخروج عن ذلك أو مخالفته لأنَّ في ذلك ضياع للغة وهدم لقواعدها، ومنهم من يرى أنَّ إعادة النظر ببعض ما ورد عن هؤلاء العلماء أمرٌّ لا بأس فيه لأنَّ هذه اللغة لغة حيَّة قابلة للتغيير والتجديد وفي ذلك أيضًا ما يحفز العقول ويشحذ الهمم للبحث والتفكير في أسرار هذه اللغة العظيمة.
2 - أنْ ما يُطرح في هذا المنتدى من آراء تُخالِف الإجماع ويراها البعض مصدرًا لإثارة البلبلة حول ما وضعه العلماء من قواعد نحوية أو صرفية تكون عادة مصحوبة بحجج أو أدلة - بغض النظر عن قوتها أو ضعفها وصحتها أو عدمه - ولذلك فإنَّ من الواجب على كلِّ مَنْ يرى خطورة هذه الآراء أو فسادها أنْ يردَّ على هذه الشبه والآراء بالدليل النقلي والعقلي والحجة والبرهان مبيِّنًا فسادها وموضِّحًا بطلانها مُقارعًا الحجِّة بالحجَّة والدليل بالدليل ولايكون ذلك بالانتقاص من الآخرين ولا من علمهم ولا بتسفيههم لأنَّ ذلك قد يُوهم بالضعف وعدم القدرة على النقاش والحوار ....
3 - ينبغي على من يرى خطر هذه الآراء و بطلانها أنْ يتذكر أنَّ هذا المنتدى منتدى عام يتابعه المئات بل الآلاف من طلاب العلم وهم متفاوتون في درجة علمهم لذلك ينبغي عليه تحرِّي الدِّقة والوضوح والبيان عند الردِّ ليقنع الآخرين بما يراه وإنْ لم يقتنع المخالِف فالمشاركون قليل ولكنَّ المتابعون كُثر ولا يكفي في ردِّها كلامًا عامًّا - كأن يُقال: إنَّ هذا القول مخالف لإجماع النحاة - بل لابدَّ من التفصيل والتحليل والاستدلال.
4 - وأخيرًا فإنِّي أرى أنَّ احترام آراء علمائنا القدامى والسير على خطاهم ونهج سبيلهم هو المقدَّم على كلِّ ما سواه، غير أنِّي لا أرى مانعًا من محاولة الاجتهاد في بعض المسائل خاصةً إنْ كان هناك رأي لأحد العلماء القدامى فيها، ولا يخفى عليكم ما تتمتع به لغتنا العربية من نظام فريد بديع يجعلها قابلةً للتطوِّر واستيعاب كلِّ جديد.
والله أعلم.
¥