تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 09:52 ص]ـ

أشكر الإخوة الأساتذة الكرام:

عبد العزيز بن حمد العمّار

ضاد

حرف

الذين عقّبوا على كلامي هنا, أشكرهم على حسن أدبهم , ودماثة أخلاقهم, وأحبّ أنْ أقول لهم: إنّي لم أقصد أعيان الأشخاص, لكنْ قصدتُّ الفعلَ؛ فمن أتاه؛ فهو مردودٌ عليه كائنًا من كان!

و إذا كانت (غيرة) الأخوين العمّار و حرف ـ بمخالفة أسلوب الحوار؛ فأين وجدا هذا من كلامي؟! و أين المبالغة المزعومة؟!

ثمّ ما قولكما ـ و أنتما تحملان هذا الحماس لأدب الحوار و الغيرة على أسلوبه ـ في رأيٍ معاصرٍ لا يثبتُ أمام النظر الصحيح, و لا يقوم على حجّةٍ واضحةٍ, و لا يستند إلى شاهدٍ يُحتجُّ به؛ يَحكُم بخطإ النحويين جميعًا, و فيهم من تعلمون! بل يرى أن النحو العربي جملةً و تفصيلًا يحتاج إلى إعادة نظر؟!

مالكم كيف تحكمون؟!

أمّا ما سألتما عنه؛ فلا أجدُ له جوابًا بغير ما تقدّم من كلامي؛ فليُرجَع إليه؛ فإنّ فيه البيان الشافي لمن أراده!

و أسأل الله أن يجمع لي و لكم إلى حسن الخلق ـ حُسنَ التبصُّر!

و كل عام و أنتم و الفصحاء جميعًا بخير, و تقبّل الله منّا ومنكم!

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 10:42 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أحسنَ اللهُ إليكم، ورفعَ اللهُ قدرَكم.

دكتورُ عليٌّ، جزاك اللهُ خيرًا؛ فلقد نصحتَ فصدقتَ، فباركَ اللهُ فيكَ.

إنما تحدثتُ الآنَ لأنك فتحتَ للمشرفِ نافذةً رأيتُها في مشاركتِك النفيسةِ.

دكتورُ عليٌّ، قبلَ أنْ أتحدثَ أعترفُ أنني من طلابِ العلمِ الصغارِ الذين لا يصلونَ إلى مستواكم، فأنا أعرفُ قدري، وأقفُ عندَه.

ولكنْ من حقي في طلبِ العلم ِ أنْ أسألَ، وأناقشَ، وهذا أمرٌ مُسلَّمٌ به.

قبلَ البدء ِ في الحديث ِ أنا أتفق ُ معَك في كلِّ ما قلتَ، وأحبُّ أن أسألَك في بعض ٍ منه، فلي رأيٌ أرجو أن تقبلَه:

دكتورُ عليٌّ، لو فتحتُ نافذة ً، وكتبتُ:

إنّ الفاعلَ في اللغةِ العربيةِ منصوبٌ.

أليسَ من واجبِ العلماء ِ أن يردوا عليّ بالحجةِ والدليل ِ بالعنايةِ واللطف ِ؟!

أكانَ يقتضي جهلي أن تسفهوني، وتجعلوني لا شيءَ؟!

هذا إذا كانَ السائلُ طالبًا صغيرًا.

وحينَ يذكرُ المسألة َ رجلٌ مثلُك أستاذ ٌ جامعيٌّ باحثٌ من وجهة ِ نظرِه أليسَ من الأولى أن نفكرَ معًا إنْ كانَ الأمرُ يقتضي تفكيرًا، أو نناقشَ صاحبَ وجهةِ النظرِ بما تقتضيه وجهة ُ النظرِ حتى نصلَ إلى الصوابِ إنْ كانَ معَه، أو كانَ معَ غيرِه بدون ِ تجريح ٍ وتسفيه ٍ.

لماذا لا نفكرُ؟!

إذا كانتْ وجهة ُ النظر ِ - كما رأيتَها بالرأي ِ الفطير ِ تجوز ُ على الغرِّ الصغير ِ - لماذا لا نردُّ بالحجةَ ِ المقنعة ِ حتى يتأصلَ فينا فهمُ القاعدة ِ؟

ثم إنّ مَن يطرحُ وجهة َ نظرِه معروفُ السيرة ِ والمنهج ِ والطريقة ِ.

بالله ِ عليكَ - يا دكتورُ عليٌّ - أتَرَى الدكتورَ أبا أوس ٍ يصدقُ عليه هذا: (

إنّ المخالفة في ذاتها ليست أمرًا منكرًا, ولكن المُنكَرَ منها هو ما لايقوم على أصلٍ من أصول النظر في العربيّة, و لا يَستَمسِك بعروةٍ من عُراها؛ فذاك أقرب إلى التخليط منه إلى الاجتهاد في العلم؛ فكيف إذا فُتِح هذا الباب لكلِّ أحدٍ أنْ يقول في اللسان العربي بما ليس من أصول اللسان العربي, فيَحُلَّ عُراه عروةً إِثْرَ أخرى , ويَنقُضَ أصولَه أصلًا بعد أصل؛ حتى لا يبقى للعربية عروةٌ يُستمسك بها, و لا أصلٌ يُرجعُ إليه؛ و أنْ يُفضي ذلك إلى أنْ يصير اللسان العربيّ الذي به يُفهم كلامُ الله العربيّ المبين و كلامُ رسوله العربيّ الفصيح =محكومًا بأصول الإفرنجة و قواعد لغاتهم؟! إنّ هذا لشىءٌ عُجاب!).

نحنُ إخوة ٌ، ونحبُّ أبا قصي ٍّ والأستاذ َ أبا أوس ٍ، ولكننا نكرهُ الخروجَ عن مسار ِ النقاش ِ بما لا يليقُ بالنقاش ِ العلمي ِّ.

أخيرًا، حينَ جاءَ الأعرابيُّ إلى رسول ِ الله ِ - صلى اللهُ عليه وسلمَ -، وقالَ: ائذنْ لي بالزنا.

ماذا قالَ الرسولُ - صلى اللهُ عليه وسلمَ -؟!

وكيفَ تعاملَ معَه؟

حينَ بالَ الأعرابيُّ - أجلكم اللهُ - كيفَ تعاملَ معَه النبيُّ؟

أرجو أن يتسعَ صدرُك لكلامي، فنحن إخوةٌ مسلمونَ، وليسَ منا ولا فينا من يريدُ أن ينقضَ عرى الإسلام ِ، وأراك قد بالغتَ كثيرًا في الحديث.

سأعتبرُ نفسي مخطئًا جملة ً وتفصيلا، وأريدُ الصوابَ منك.

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

أخي العزيز عبد العزيز, شكر الله لك حسن أدبك, و لك بمثل ما دعوت, بارك الله فيك!

وقد أحلتُك في ردّي السابق على كلامي الأول, وهو كافٍ لمنْ تأمّله, غير أنّي أحبُّ أنْ أؤكد أُخرى على أهمّ ما فيه.

أخي الكريم: قد رأيتَ من جاء ليحاور بالحجّة و الدليل؛ فلم يَجِدْ ما أراد!

وقد أشرتُ في كلامي الأسبق في هذه النافذة إلى ما صنع الفاضلان أبو قصي و عصام البشير؛ فدونكه ثمّ هات التفسير!

أخي الحبيب عبد العزيز: لمْ أُردْ بكلامي ـ عَلِمَ اللهُ ـ إلا بيانَ الحقّ, و تنبيهَ الغافل, ونصرة هذه اللغة الشريفة؛ فإن كنتَ تراني بالغتُ في حبِّها؛ فكيف ترى من بالغ في تغيير قواعدها و أصولها؟! و هل ترى عُرى الدين في معزلٍ عن عرى العربيّة و أصولها؟!

فإنْ كُنتَ في حاجةٍ إلى مزيدِ بيانٍ لهذه الصّلة؛ فسآتيك به ـ إن شاء الله ـ بعد العيد؛ بلسان العلماء الثقات, لا بلسانِ طالبِ علمٍ مثلي ترى أنّه بالغ في بيان حُرْمَة هذه اللغة!

لقد أجمع الثقاتُ من الأوائل و الأواخرعلى أنّ العربيّة والإسلام (القرآن) وجهان لشيءٍ واحدٍ, و لا يسوغ الفصلُ بينهما أبدا؛ فكلُّ ما يَقدَح في أصول العربيّة يقدح في ديني و دينك؛ و مَنْ سيعقِلُ مرادَ الله تعالى ـ بعد أن يُتركَ الأمرُ لمن شاء أنْ يُفسدَ قواعدَها, و يغيّر معالمَها؛ حتى إذا خَلَفَ من بعدنا خَلْفٌ أضاعوا الأصولَ واتّبعوا اجتهادَ كلِّ مجتهدٍ ـ بغير علمٍ ـ لمْ يجدوا ما به يسترشدون, و لا ما إليه يرجعون؟!

وفقنا الله و هدانا إلى سواء السبيل!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير