ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 04:25 م]ـ
كل شيء قابل للحكاية. والحكاية تعامل كتلة واحدة في علاقتها بعناصر الجملة الأم وتحل محل أحد عنصريها, الفاعل أو المفعول به.
ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 04:39 م]ـ
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ما أجمل النفاش حين يكتنفه احترام شخص المناقَش ومقارعته الحجة بالحجة والدليل بالدليل دون تسفيه وتشهير.
بوركتم جميعا وزادكم الله علما.
ـ[حرف]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 05:04 م]ـ
السلام عليكم
اجتمع إلى شواغلي انقطاع خدمة الاتصال بالشبكة لمدة أسبوع وكنت قد أعددت للمشاركة في هذه النافذة، ولكن لم أطبعه بعد، وأود هنا أن أنبه إلى أمر غاب عمن أنكر اجتماع التأكيد مع السبك، وهو أن التقدير في نحو: أعجبني أن زيدا مجتهد، هو في الحقيقة: أعجبني تأكد اجتهاد زيد، وليس أعجبني اجتهاد زيد، وإنما لم يذكر النحاة هذا الأمر لوضوح التأكيد في المصدر المنسبك من أن ومعموليها، فلا ينكر أحد أن قولنا: يعجبني أن زيدا مجتهد، يختلف في المعنى عن: يعجبني اجتهاد زيد، ففي الأول تأكيد لثبوت نسبة الاجتهاد لزيد، ولا تأكيد في الثاني لثبوت هذه النسبة، ولذلك خص صاحب البسيط أن (أنّ) علامة لسبك (إنّ) مع معموليها، أي أن التأكيد الملحوظ في (يعجبني أن زيدا مجتهد) هو لـ (إن) المكسورة، فلما أريد سبك مصدر من العبارة المؤكدة (إنّ زيدا مجتهد) جيء بأن المفتوحة، وهذا تفسير قوله:
فقوله: (لكنَّ فتحها يكون لصيرورتها في تأويل المفرد المؤكَّد ثبوته) يؤكد أن التقدير الدقيق في نحو: علمت أن زيدا منطلق، هو: علمت تأكيد ثبوت الانطلاق لزيد واقعا. وليس كما يتبادر إلى الذهن أنه لا فرق بين المصدر المنسبك هذا والمصدر الصريح.
لكن يشكل على صاحب البسيط أنه يجعل (أن) للسبك فقط، ويجعل التأكيد الملحوظ لـ (إن) التي هي في نظره أصل لـ (أن)، لذلك كان عليه أن يقول: إن فتح الهمزة فقط هو علامة للسبك وتبقى أن كأصلها دالة على التوكيد أيضا، فلا تعارض بين دلالتها على السبك ودلالتهاعلى التوكيد على ما بينا، هذا ما أردت بيانه الآن، ولي عودة للموضوع إن شاء الله.
د. الأغر: بارك الله فيك على مشاركتك وإثرائك الموضوع، واسمح لي أنْ أطرح عليك هذا السؤال:
هل ترى أنَّ (أنَّ) المفتوحة الهمزة وُضعت هكذا أصالة، أم هي منقلبة عن (إنَّ) المكسورة و متفرعة عنها وفُتحت همزتها للسبك ولذلك كان فيها معنى التأكيد.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 05:29 م]ـ
السلام عليكم
ليعذرني أستاذنا الدكتور الأغر بالرد ولست أهله
لست مع من يرى أن (أنّّ) لا تفيد توكيدًا، ولو رجعنا لرأي سيبويه وغيره لرأيناه يعد الحروف النواصب خمسة ولا يذكر منها (أنّ) لأنها عنده فرع عن (إنّ). وفي هذا إجابة لأخي حرف.
والله أعلم.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 03:00 ص]ـ
بارك الله فيكم، والقول ما قاله د. الأغر، لأن التوكيد يكون للمسند إليه "زيد زيد قائم"، ويكون للمسند "زيد قائم قائم"، ويكون للنسبة (الإسناد) "لزيد قائم"
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[30 - 09 - 2008, 01:02 م]ـ
ومع احترامي للجميع فالقول بأنها للتوكيد أمر لا دليل عليه فما يفعل من يريد أن يسوق الكلام بلا توكيد. وهل من المقبول أن يكون (علمت قدوم زيد) الذي بلا تأكيد مؤكدًا إن قلت علمت أن زيدًا قادم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[01 - 10 - 2008, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير أساتدتي وأحبتي في الفصيح جميعا.
لا أظن صور المصدر متطابقة تماما، فليس بالضرورة أن يؤدي المصدر الصريح ما يؤديه المؤول بالضبط، وليس بالضرورة أن يؤدي المصدر المؤول من (أن والفعل) ما يؤديه المصدر المؤول من (أنّ ومعموليها) تماما، وإنما تعددت الصور ليختار المتكلم منها ما يفي بغرضه ويبين مراده.
مثلا:
إذا لم يرد المتكلم التوكيد، ولم يكن يخشى حصول اللبس من حيث أصل المضاف إليه استعمل المصدر الصريح في مثل:
(يعجبني اجتهادك)، أو أن يقول لضيفه الذي هو في منزله: (شرفتُ بزيارتك).
فإذا لم يرد التوكيد لكنه خشي حصول اللبس في المضاف إليه فلا يُدرى أفاعل هو أم مفعول به في الأصل استعمل المؤول من (أن والفعل) كأن يقول لصديقه في موقع العمل: (يشرفني أن تزورني)، أو (يشرفني أن أزورك)، حسب المراد؛ لأنه لو استعمل الصريح فقال: (تشرفني زيارتك)، لما عُرف الزائر من المزور.
وإذا أراد التوكيد استعمل (أنّ ومعموليها) فيقول: (يشرفني أنك تزورني)، أو (يشرفني أني أزورك)، حسب المراد؛ لأنه لو استعمل إحدى الصورتين السابقتين لما تحقق له التوكيد.
وهكذا تكون صور المصدر خيارات يتخير منها المتكلم ما يؤدي غرضه، ولا أرى دقة في المساواة بين (قدوم زيد) و ( ... أنّ زيد قادم).
وعلى الرغم من هذا الفرق الأساسي نص النحويون [حسب المرادي] على أن المفتوحة تفيد التوكيد كإنّ المكسورة. ولكنه ذكر أن بعضهم استشكل ذلك. وحجتهم قوية في نظري لأنهم يقولون:"لأنك لو صرحت بالمصدر المنسبك منها لم يفد توكيدًا". وردّ المرادي قولهم ولكنه لم يدل بحجة.
لا أرى هذه حجه لأن التصريح بالمصدر يعني ذكر المعنى بصورة أخرى لا توكيد فيها، والتوكيد بجميع صوره زيادة يمكن الاستغناء عنها كأن تستغني عن إن المكسورة في (إن زيدا قائم) فتقول (زيد قائم) فالمعنى هو هو إلا أنه غير مؤكد، ومثل ذلك التصريح بالمصدر لأنه استغناء عن المؤكِّد وهو (أن) والاستغناء عنه يقتضي التصريح بالمصدر خاليا من التوكيد.
تحياتي ومودتي.
¥