ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 05:43 ص]ـ
"إن" مهملة بدليل دخول اللام على الخبر (لساحران)، وذلك عند البصريين أما الكوفيون فأجازوا دخولها في خبر لكن واستشهدوا بالبيت:
يلومونني في حب ليلى عواذلي ** ولكنني من حبها لعميد
شيخنا الأغر، بارك الله فيك ..
ما يدعم حجة كون (إن) غير عاملة، هو ورودها كذلك في قراءة .. وعليه تكون غير عاملة، وقد ذكر ابن مالك ما نصه:
وخففت إن فقل العمل ** وتلزم اللام إذا ما تهمل
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 08:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا لا أعرف أحمد مكي الأنصاري ولم أقرأ له، ولكني كرهت عنوان كتابه هذا لأنه سلك النحويين مع المستشرقين، والمستشرقون كما نعلم يطعنون القرآن، وأجدر بصاحب هذه المقالة ألا يلتفت لقوله، ولو قال أحدهم إن هذا الرجل لم يفهم النحو لما كان في نظري مجافيا للصواب .. نعوذ بالله من الزلل والخطل في القول والعمل.
أما عن (إن بك زيد مأخوذ) فنص سيبويه عن الخليل صريح على أنه على إضمار الشأن، وليس الأمر كما فهم أخونا حرف فالتخفيف المشار إليه خاص بلكن وليس بإن.
وأما ورود إن بمعنى أجل فثابت لا ريب فيه، قال سيبويه: وأما قول العرب في الجواب: إنه، فهو بمنزلة أجل، وإذا وصلت قلت: إن يا فتى.
فهذا نص على ورود إن بمعنى نعم في الجواب، ولا يجوز لأحد إنكار هذا لأن سيبويه ذكر أن العرب تقول ذلك في الجواب، يعني لو قيل: هل جاء زيد، جاز أن تقول: إن يا أخي، أي: أجل يا أخي، وليس هذا محل اجتهاد، بأن يخرج ويوجه على غير هذا التفسير، والقول بأن هذا شيء اخترعه النحاة أشبه بالهذر الذي لا يلتفت إليه.
مع التحية الطيبة.
أستاذنا الجليل د. الأغر
كم تمنيت أن أقرأ لك غير ما سطرته عن أستاذ جليل مثل الدكتور أحمد مكي الأنصاري الذي تحكم عليه قبل أن تقرأ له وترد كتابه لأنك كرهت عنوان كتابه ولم تلتفت إلى جهوده في الدفاع عن لغة القرآن.
أما نص سيبويه على قول الخليل بأن (إن بك زيد ... ) على إضمار ضمير الشأن فليس بملزم لأحد فهو قول يمكن أن يقبل أو يرفض كما هو الشأن في تفسير أي نص أو ظاهرة. فليس قول الخليل أو سيبويه مما يتعبد به بل يقبل منهما ويترك.
أما رواية سيبويه عن العرب أنهم يقولون إن في الجواب فلا ندفعه من حيث هو رواية ولكن الذي يمكن أن يدفع أن تكون مرادفة للحرف نعم، وذلك أن من الممكن أن نفهم أن هذا الجواب جاء على الحذف اختصارًا بإيراد الحرف إن وحذف بقية الجملة. وأما أنه ليس محل اجتهاد فهو أمر متوقف فيه فإن تفسير الظواهر وتعليلها وتحليلها محل اجتهاد وسيظل كذلك.
أما وصفك القول بأنه شيء اخترعه النحويون بالهذر فغريب كل الغرابة ففهم بعض النحاة مرادفة إن للحرف نعم قول نحوي قاله النحويون فهم ابتدعوه واخترعوه، ومن يقول هذا يمكن أن يكون جادًا في قوله وليس يهذر أو يلغو.
أستاذنا د. الأغر نقدر لك حبك لسيبويه وغيره من النحويين ونحن نحبهم ونقدرهم ولكن هذا لا يمنعنا من مخالفتهم أصبنا أو أخطأنا فنحن وهم بشر نصيب ونخطئ.
تقبل تحياتي وكل عام وأنت بخير.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 11:55 ص]ـ
فنحن وهم بشر نصيب ونخطئ.
الله المستعان.
بل ما نحن منهم إلا كفقع بأصل نخل طوال.
ولسنا ننكر مخالفتهم في الرأي يرونه، وإنما نقول: لا يرد على المجتهد إلا مجتهد مثله في العلم والحفظ والفهم، أو قريب منه في ذلك.
أما من لم يستكمل أداة الاجتهاد فما عليه إلا أن يلزم غرز القوم، ويفني عمره في تتبع أقوالهم، ومحاولة فهم مداركهم، فلعله أن يأتي منه شيء من الخير ينفع الله به الأمة.
غفر الله لك يا دكتور!
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 12:58 م]ـ
ونحن نحبهم ونقدرهم ولكن هذا لا يمنعنا من مخالفتهم أصبنا أو أخطأنا فنحن وهم بشر نصيب ونخطئ.
.
شكر الله لك أستاذ عصام البشير تعقيبك السابق على هذه العبارة؛
وللأسف الشديد هذه العبارة قد تكررت مرات من إخوة أفاضل، ولي تعقيب عليها.
إن كان المقصود أن الخطأ والإصابة من الصفات اللازمة للإنسان، فكل يصيب ويخطئ، فهذا صحيح لا مرية فيه، لكن الظاهر من سياق الحديث أن هذا المعنى غير مراد.
وإن كان المعنى أننا بلغنا مبلغهم في النظر والاجتهاد، فحُق لنا أن نطاولهم الكلام ونصاولهم الأفهام، ونرد أقوالهم ولو كانت من قَبِيل المجمع عليه؛ فهذا مردود غير مقبول.
ورحم الله أمَّنا عائشة ورضي عنها حينما رأت أبا سلمة بن عبد الرحمن ينازع الكبار حديثهم فقالت له " هل تدري ما مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها "
وعيد مبارك على الجميع، وكل عام وأنتم بخير.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 02:09 م]ـ
الله المستعان.
بل ما نحن منهم إلا كفقع بأصل نخل طوال.
ولسنا ننكر مخالفتهم في الرأي يرونه، وإنما نقول: لا يرد على المجتهد إلا مجتهد مثله في العلم والحفظ والفهم، أو قريب منه في ذلك.
أما من لم يستكمل أداة الاجتهاد فما عليه إلا أن يلزم غرز القوم، ويفني عمره في تتبع أقوالهم، ومحاولة فهم مداركهم، فلعله أن يأتي منه شيء من الخير ينفع الله به الأمة.
غفر الله لك يا دكتور!
وغفر الله لك يا أخي
لا تحسبن أني لا أدرك مقدار جهلي إلى علمهم ولا أنكر أنا عالة عليهم ولكن ذلك لا يمنع من الاجتهاد قدر الطاقة كل بحسبه وبمقداره، ولو كان الإنسان سيقف عند علم الأوائل ما كانت حضارته اليوم التي ننعم بمنجزاتها، وإن من الخير معالجة الأفكار بدلا من الخوض في حوار جانبي لا يسمن ولا يغني من جوع.
¥