ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 02:21 م]ـ
شكر الله لك أستاذ عصام البشير تعقيبك السابق على هذه العبارة؛
وللأسف الشديد هذه العبارة قد تكررت مرات من إخوة أفاضل، ولي تعقيب عليها.
إن كان المقصود أن الخطأ والإصابة من الصفات اللازمة للإنسان، فكل يصيب ويخطئ، فهذا صحيح لا مرية فيه، لكن الظاهر من سياق الحديث أن هذا المعنى غير مراد.
وإن كان المعنى أننا بلغنا مبلغهم في النظر والاجتهاد، فحُق لنا أن نطاولهم الكلام ونصاولهم الأفهام، ونرد أقوالهم ولو كانت من قَبِيل المجمع عليه؛ فهذا مردود غير مقبول.
ورحم الله أمَّنا عائشة ورضي عنها حينما رأت أبا سلمة بن عبد الرحمن ينازع الكبار حديثهم فقالت له " هل تدري ما مثلك يا أبا سلمة مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها "
وعيد مبارك على الجميع، وكل عام وأنتم بخير.
بارك الله فيك يا ابن القاضي قضيت فحكمت.
ولأن أكون فروجًا أصرخ حين أسمع الديكة تصرخ أحب إلي من أن أكون بلا فكر يفكر يتأمل ويحاول ويجتهد، أحب إلي من أن أكون مستقبلا لا يحسن التصدير، مستهلكًا لا يحسن الإنتاج. مسيرة النحو العربي مسيرة اجتهاد أفأتيتم اليوم لتقفلوا باب الاجتهاد وتكمموا الأفواه؟ هي أفكار تقال فناقشوها اقبلوها أو ارفضوها تبينوا ما فيها من صواب وبينوا ما فيها من خطأ ولكن لا تقتلوا الفراريج.
وعيدك مبارك إن شاء الله.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 02:24 م]ـ
أستاذنا الجليل د. الأغر
كم تمنيت أن أقرأ لك غير ما سطرته عن أستاذ جليل مثل الدكتور أحمد مكي الأنصاري الذي تحكم عليه قبل أن تقرأ له وترد كتابه لأنك كرهت عنوان كتابه ولم تلتفت إلى جهوده في الدفاع عن لغة القرآن.
أخي الكريم .. استاذنا الكبير أبا أوس حفظه الله ..
كما أعطى هذا الرجل الحق لنفسه فصنف النحويين مع المستشرقين في الهجوم على القرآن، ولم يقدر قيمة جهود النحويين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة القرآن الكريم فأنا أعطي لنفسي الحق أن أصنف هذا الرجل مع المستشرقين في الإساءة لا أقول للقرآن ولكن للغة القرآن.
أخي الكريم: مثل هذا الرجل لا يخلو شأنه من أمرين إما أنه جاهل بما كتبه النحويون فحكم على عمل النحويين بأنه هجوم على القرآن لذلك صنفهم مع المستشرقين، وإما أنه مغرض هدفه هدم ما بناه النحويون لصيانة اللغة لذلك صنف النحويين مع المستشرقين ليكره الناس صنيع النحويين، واخترت له الأمر الأول وهو أنه لم يفهم ما كتبه النحويون لأن الأمر الثاني لا يمكن تصور وقوعه من إنسان مسلم.
أما نص سيبويه على قول الخليل بأن (إن بك زيد ... ) على إضمار ضمير الشأن فليس بملزم لأحد فهو قول يمكن أن يقبل أو يرفض كما هو الشأن في تفسير أي نص أو ظاهرة. فليس قول الخليل أو سيبويه مما يتعبد به بل يقبل منهما ويترك.
أخي الكريم ..
لا تفهم من كلامي أنني أجعل قول سيبويه مما يتعبد به، ولكن قول سيبويه مبني على دراسة مستفيضة لنصوص اللغة وله نظائر فإضمار الشأن مع إن ورد في غير هذه العبارة التي ورد اسم إن فيها بالنصب عند الأكثرين وبالرفع عند بعضهم، وذلك كما في قوله:
إن من يدخل الكنيسة يوما ... يلق فيها جآذرا وظباء
وقد جاء ضمير الشأن ملفوظا به كقوله تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) فحمل الخليل هذه العبارة على نظائرها ولم يضع لها قاعدة مناقضة لقاعدة نصب إن للاسم، والمعنى لا ينقض مع هذا التوجيه، أليس هذا أفضل من أن نجعل إن مرة ناصبة رافعة، ومرة ناصبة ناصبة ومرة رافعة رافعة .. أليس هذا هذرا؟
أما رواية سيبويه عن العرب أنهم يقولون إن في الجواب فلا ندفعه من حيث هو رواية ولكن الذي يمكن أن يدفع أن تكون مرادفة للحرف نعم، وذلك أن من الممكن أن نفهم أن هذا الجواب جاء على الحذف اختصارًا بإيراد الحرف إن وحذف بقية الجملة. وأما أنه ليس محل اجتهاد فهو أمر متوقف فيه فإن تفسير الظواهر وتعليلها وتحليلها محل اجتهاد وسيظل كذلك.
أخي الكريم أبا أوس
¥