ـ[أحاول أن]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 07:50 ص]ـ
الأخت الفاضلة أحاول أن
أشكر لك تعليقك، وفقك الله ورعاك.
ولعل خير الأقوال في إعراب (إذا السماء انشقت)
إذا أداة شرط، وربط
السماء فاعل مقدم
انشقت فعل ماض.
(إذا أنت لم تشرب)
إذا أداة شرط وربط
أنت فاعل مقدم (ولذلك ظهر الضمير في صورته المنفصلة)
لم حرف نفي وجزم.
تشرب فعل مضارع مجزوم بلم وفاعله مقدم هو (أنت).
جزاكم الله خيرا كثيرا وأحسن إليكم .. ولكن ما يربك فهم المتعلم أننا نقول: أنت فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده والتقدير إذا لم تشرب أنت لم تشرب .. لاتباع قاعدة أن إذا لا يليها إلا فعل وإن جاء بعدها اسم فهو فاعل لفعل محذوف ..
وشكر الله لكم عطاءكم ..
ـ[ضاد]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 09:19 ص]ـ
أشكرك أستاذي الفاضل على طرح هذا الموضوع. واسمح لي بأن أنقاشك في هذه المسألة خطوة خطوة.
إن الجملة الاستفهامية التي يسأل فيها مثلا عن أحد عنصريها هي جملة تفتقد ذلك العنصر, ولذلك فهو غير موجود فيها. وإن السائل عند السؤال يلجأ إلى عملية تحويلية (وقد ذكرت هذا في مشاركة أخرى) يحذف فيها المسؤول عنه من الجملة:
الأصل: كتب الكاتب كتابا.
الحذف 1: كتب x كتابا.
الحذف 2:كتب الكاتب x.
ماذا يحدث بعد الحذف؟ يحول السائل العنصر المحذوف إلى حرف استفهام ويحركه إلى المقدمة, فيقول:
من + كتب كتابا؟
ماذا + كتب الكاتب؟
والحرفان "من" و"ماذا" قاما مقام المسؤول عنهما في الجملتين, الفاعل والمفعول به. الآن الإشكال القائم, كيف نعرف أنهما فعلا قاما مقامهما وليسا خارج الإعراب كما قال به الأستاذ؟
القول بمجهولية العنصر المحذوف قول سليم, ولكن ليس دائما. فالسائل يمكن أن يعرف جنس الفاعل مثلا فيقول:
من كتبت كتابا؟
ويمكنه أن يعرف عدده, فيقول:
من كتبوا كتابا؟
فتصريف الفعلين في الجملتين الأخيرتين دليل على أن الفاعل المحذوف ليس مجهولا تماما لدى السائل.
وهناك أسلوب استفهامي يبرز لنا أن هذه الحروف تقوم مقام العناصر المحذوفة, وهو أن يستفهم السائل من المسؤول عن جواب قاله هذا الأخير ولم يسمعه السائل جيدا, وفي هذا الأسلوب يرجع السائل الحروف إلى مكانها الأصلي فيقول:
زيد: ماذا كتب الكاتب؟
عمرو (بصوت منخفض): كتابا.
زيد (مستفسرا عن الكلمة التي لم يسمعها): كتب ماذا؟
أو أن يستنكر زيد أن يكون الكاتب كتب كتابا فيقول:
زيد (غير مصدق): كتب ماذا!
ففي المثالين السابقين يرجع السائل الحرف إلى مكان العنصر المحذوف ليبرز لنا أنه يقوم مقامه. ويظل السؤال, أهذا الأسلوب ممكن مع "من"؟
زيد: من كتب كتابا؟
عمرو (بصوت منخفض): أحمد.
زيد (مستفسرا أو مستنكرا): كتبه من؟ (كتبه من!)
ونرى أن ذلك ممكن. وهناك اختبار آخر تتجلى فيه بوضوح وظيفة الترتيب في إبراز وظائف حروف الاستفهام, وهي السؤال عن كل عناصر الجملة, وهذا ممكن, كقولنا:
من فعل ماذا؟
فالسائل هنا يعلم أن أحدا ما فعل شيئا ما, ولكنه يجهل هوية الفاعل وما فعله, فيسأل عن ذلك بتلك الصيغة. ولو كان حرف الاستفهام "ماذا" خارج الإعراب لما جاء في المكان المخصص للمفعول به. وفي قولنا:
مَن قابل مَن؟
نعرف أن "من" الثانية في مقام المفعول به وكان لزاما أن تأتي في مكانه من الجملة.
المشكلة الآن أن هذه الحروف أو الأسماء الاستفهامية لا تحتمل حركات الإعراب, ولكن ذلك ليس بذنبها, ذلك لأن اللغة جعلتها مبنية جامدة, ولو كانت غير ذلك لكانت تأخذ حركة (ولنا في الألمانية مثال حيث يحمل حرف الاستفهام إعراب المسؤول عنه). غير أن ثمة في العربية حرف استفهام قابلا لحمل حركة إعراب وهو "أيّ", وهو بذلك دليل أن هذه الحروف داخلة في الإعراب وعدم ظهور الحركة عليها سببه بناؤها وليس لأنها خارج الإعراب.
أيُّ كاتب كتب كتابا؟
أيَّ كتاب كتب الكاتب؟
ففي الأولى سؤال عن جزء من الفاعل لأن فاعل الكتابة مذكور, والجزء المسؤول عنه هو التحديد, إما بصفة أو باسم أو بأي شيء آخر محدِّد. وبما أن الجزء يأخذ حكم الكل في الصفات والأبدال, فإن "أي" جاءت مرفوعة على حركة الفاعل. وكذلك الشأن في الجملة الثانية, فأيّ أخذت حركة المفعول به, فكيف نقول أنها لا محل لها من الإعراب؟
¥