والآن, هل يمكن القول أن جملة يسأل عن فاعلها فيها فاعل؟ أو يسأل عن مفعولها فيها مفعول؟ أرى أن ذلك غير ممكن لأن العنصرين إذا كانا مجهولين تماما فلا يمكن معرفة شيء عنهما (التذكير في السؤال عن الفاعل لا يعني أن الفاعل مذكر حقيقة, والتأنيث يعني أن الفاعل مؤنث حقيقة). أرى القول بأن هذه الحروف قامت مقام العناصر المحذوفة في السؤال, وهي مثل حروف الوصل التي تأخذ مقام عنصر من عناصر الجملة الموصولة:
كتب الكاتب الذي تخرج العام الماضي كتابا.
كتب الكاتب الذي تعرفه كتابا.
وهي بذلك تتصدر الجملة وعلى قول اللسانيات تصير رأسها.
يتبع.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 10:29 ص]ـ
أخي الكريم أبا أوس
بناء على قولك:
ولكن بعض جمل الاستفهام تتصدرها معربات كما في مثل: أيُّ رجلٍ أكرمَ زيدًا؟ أيَّ رجلٍ أكرمَ زيدٌ؟ فالجملة الأولى سؤال عن فاعل الفعل أكرم، ورفع لأنه سؤال عن الفاعل، وأما فاعل الفعل أكرمَ فهو مجهول. وفي الجملة الثانية نجد (أيَّ) نصبت لأنها سؤال عن المفعول ومفعول الفعل أكرمَ مجهول.
كان عليك أن تقول في (ما عندك): ما اسم استفهام في محل رفع لأنه استفهام عن المبتدأ.
أخي الكريم:
إن قولك السابق دليل على أن أسماء الاستفهام لها محل من الإعراب، فأي اسم استفهام، وقد رفع مرة ونصب مرة ويجر أيضا فتقول: بأي كتاب أم بأية سنة .. ؟ وبقية الأسماء مبنية فلم تظهر عليها علامات الإعراب، أما من حيث المعنى فمعلوم أن أسماء الاستفهام أدوات للاستفهام والاستخبار، فجعل اسم الاستفهام مبتدأ لا يخرج الجملة من الاستفهام للخبر، بيان ذلك أن اسم الاستفهام يقوم مقام شيئين: حرف الاستفهام واسم مبهم، ففي قولنا: من جاء؟ من: فيها معنى الاستفهام مع الدلالة على شخص مبهم غير معين كأننا قلنا: شخص (مستفهم عن هويته) جاء، وهذا لا يتكلم به كما يقول سيبويه وإنما هذا تقريب لمعنى اسم الاستفهام، فدلالة (من) على الاستفهام لا يزول عنه بجعله مبتدأ.
فإن كان الإشكال عندك في نحو: من جاء؟ أنهم يجعلون (من) مبتدأ مع أنه استفهام عن الفاعل، فهذا لا إشكال فيه فهو كقولنا: زيد جاء، مع أن زيدا فاعل في المعنى.
ولي عودة إن شاء الله للتعليق على كلام أخينا جلمود إن شاء الله.
ـ[الكاتب1]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 04:21 م]ـ
كونها أسماء لا يلزم بأن يكون لها وظيفة إعرابية سوى الاستفهام فهي هنا أداة وظيفتها الاستفهام. بمعنى أن علينا أن نغير هذا المفهوم وهو أنه يجب أن يكون للاسم محل من الإعراب.
أستاذي الفاضل.
أولا: الأسماء لابد أن يكون لها وظيفة إعرابية، وإلا ماالفرق بينها وبين الحروف؟
ثانيا: هل ما قلته عن أسماء الاستفهام ينطبق على أسماء الشرط وكم الاستفهامية؟
ثالثا: لو أخذنا بهذا القول فما قولك في " تقديم الخبر إذا كان مما له الصدارة كأسماء الاستفهام وأسماء الشرط، يقول ابن مالك:
كذا إذا يستوجب التصديرا ... كأين من علمته نصيراً
أشار في هذه الأبيات إلى القِسْمِ الثالث، وهو وُجُوب تقديم الْخَبَرِ، فذكر أنه يجب في أربعة مواضع منها أن يكون الخبر له صَدْرُ الكلام، وهو المراد بقوله: «كذا إذا يستوجب التصديرا»، نحو: «أيْنَ زَيْدٌ» فزيد::ّمبتدأ مؤخر، وأين: خبر مقدم، ولا يُؤَخَّرُ، فلا تقول: «زَيْدٌ أيْنَ» لأن الاستفهام له صَدْرُ الكلام، وكذلك «أيْنَ مَنْ علمته نَصِيراً؟» فأين: خبر مقدم، ومَنْ: مبتدأ مؤخر، «وعلمته نصيراً»
فهل نضرب عنها صفحا ونغير هذا المفهوم
رابعا: لم لم يقل به أحد من علماء النحو الأولين والمتأخرين؟
ولا أظن أنهم قد جهلوا هذه المسألة وهذا الرأي أو غفلوا عنه بارك الله فيك ونفع بعلمك.
خامسا: أسماء الاستفهام قد تدخل عليها حروف الجر، نحو: (عمَّ تسأل، وبم تفسر هذا القول؟) فكيف نعربها؟
سادسا: قلت رحمك الله
فعلى الرغم من بنائها بناء الحروف لم تصنف تصنيفه من حيث الإعراب.
لأنها تحل محل الاسم بعكس الحروف التي لاتستقل بذاتها
وقلت بارك الله فيك:
¥