يعرب النحويون الجملة: ما عندك؟ فيعدون (ما) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، و (عندك) متعلق بالخبر أو في محل رفع خبر. وهذا التحليل الإعرابي شكلي بحت لا ينظر إلى المعنى الذي تؤديه الجملة بل كأنه يحول الجملة الاستفهامية إلى جملة خبرية، وهم في حقيقة الأمر يعممون نمط الجملة الخبرية البسيطة على سائر أنماط الجمل. وحجتهم أن ما يكون اسم الاستفهام سؤالا عنه يعرب بإعرابه، فإن يكن سؤالاً عن المبتدأ فهو مبتدأ وإن يكن سؤالاً عن الخبر فهو خبر. [/ size][/font]
أستاذي الكريم، أسماء الاستفهام تحل محل الاسم المستفهم عنه، فـ من " في قولنا: " من عندك؟ " هي مقابلة للاسم في جوابنا " عندي محمد "، و" من في قولنا: " من جاء؟ " هي مقابلة للاسم في جوابنا: " زيد جاء " فأين الإشكال؟ بارك الله فيك.
وقلت:
والذي أراه خروجًا من هذا الإشكال أن نحلل الجملة الاستفهامية تحليلاً مختلفًا يناسب مكوناتها، ففي الجملة السابقة نقول: (ما) اسم استفهام عن المبتدأ لا محل له من الإعراب، و (عندك) متعلق بخبر المبتدأ المجهول. ويعرب النحويون الجملة: من صديقك؟ على أن (من) في محل رفع خبر و (صديقك) مبتدأ. والذي أراه أن يعرب (من) اسم استفهام عن الخبر لا محل له من الإعراب، و (صديقك) خبر المبتدأ المجهول. [/ size][/font]
أستاذي الفاضل أولا: كما قلت لا أرى إشكالا حتى نخرج منه.
ثانيا: تعلم حفظك الله أن الاستفهام قد يخرج من معناه الحقيقي إلى معنى بلاغي
كقولنا لمن تكبر وتجبر: " من ربك؟ " وقولنا " من خلقك؟ " فماذا سيكون إعرابها في هذه الحالة، وهل المبتدأ أو الفاعل هنا مجهول؟
وقلت نفع الله بك:
ويتجلى الإشكال في إعراب هذه الجملة: من جاء؟ فعلى الرغم من أنّ (من) هو في حقيقة أمره سؤال عن فاعل الفعل بعده نجدهم يعربونه مبتدأً؛ لا لشيء سوى وجوب تصدره وتقدمه على الفعل فلا يصلح أن يكون فاعلاً لما قرروا من أحكام الفاعل التي منها وجوب تأخر الفاعل عن فعله. ومعنى ذلك أنك إذا أردت تحويل الجملة الخبرية الفعلية (جاء زيد) إلى جملة استفهامية بالسؤال عن الفاعل حولتها إلى جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ هو اسم الاستفهام وخبره الجملة الفعلية بعده، وهذا أمر غريب كما ترى. [/ size][/font]
لا أرى في الأمر غرابة حفظك الله، إذ جملة " من جاء؟ " تختلف عن جملة " جاء زيد " فالأولى جملة اسمية انشائية والثانية جملة فعلية خبرية
وللخروج من هذا الإشكال أرى أن نعرب (من جاء) كالآتي: (من) اسم استفهام عن الفاعل لا محل له من الإعراب، و (جاء) فعل ماض مبني وفاعله مجهول. [/ size][/font]
ولم الفاعل مجهول، ونحن نعرف أن الفاعل يكون ضميرا مستترا جوازا تقديره " هو " إذا كان يعود على اسم قبله؟
ولكن بعض جمل الاستفهام تتصدرها معربات كما في مثل: أيُّ رجلٍ أكرمَ زيدًا؟ أيَّ رجلٍ أكرمَ زيدٌ؟ فالجملة الأولى سؤال عن فاعل الفعل أكرم، ورفع لأنه سؤال عن الفاعل، وأما فاعل الفعل أكرمَ فهو مجهول. وفي الجملة الثانية نجد (أيَّ) نصبت لأنها سؤال عن المفعول ومفعول الفعل أكرمَ مجهولونحو هذا الإعراب يقال عن الجمل: صديقُ من أكرمَ زيدًا؟ وصديقَ من أكرمَ زيدٌ. والجملة الأولى سؤال عن المضاف إليه الفاعل ولذلك رفع المضاف، والجملة الثانية سؤال عن المضاف إليه المفعول به، والفاعل والمفعول في الجملتين مجهولان.
[/ size][/font]
أستاذي الكريم، لاأرى فرقا بين المستفهم عنه في " أي " المعربة وبقية أسماء الاستفهام، فنقول " أي رجل أكرم زيدا " و نقول: " من أكرم زيدا " فكلاهما سؤال عن الفاعل وكلاهما الفاعل مجهول كما عبرت عنه حفظك الله مع أني لا أراه مجهولا إلا للمستفهم.
هذا والله أعلم.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 06:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا أبا أوس حياكم الله، تقبل الله طاعتك وعملك وقولك.
أستاذنا الكاتب 1: حياك الله وأشكرك على ردك وأؤيدك وأشد على يديك.
¥