تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كيف نحلل الجملة الاستفهامية تحليلاً إعرابيًّا؟ ونحن نعلم أن أدوات الاستفهام حرفان وجملة من الأسماء حسب تصنيف النحويين لها. وليس في إعراب ما دخلت عليه أحرف الاستفهام عندي إشكال لأنها لا تغير التكوين الداخلي للجملة الداخلة عليها، فأنت تقول: أزيدٌ قادمٌ، فحرف الاستفهام لا محل له من الإعراب، وأما زيدٌ فمبتدأٌ، وقادمٌ خبر. وتقول: أقدم زيدٌ، أو هل قدم زيدٌ، فحرف الاستفهام لا محل له من الإعراب، وقدم فعل ماض مبني على الفتح وزيد فاعل مرفوع.

ويظهر الإشكال عندي في إعراب الجمل الاستفهامية ذات أسماء الاستفهام، إذ يجعل النحويون لهذه الأسماء محلاً من الإعراب لأنها صنفت في دائرة الأسماء، ولم ينظروا للناحية الوظيفية التي تؤديها في الجملة تأدية الحروف لها، فعلى الرغم من بنائها بناء الحروف لم تصنف تصنيفه من حيث الإعراب. يعرب النحويون الجملة: ما عندك؟ فيعدون (ما) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، و (عندك) متعلق بالخبر أو في محل رفع خبر. وهذا التحليل الإعرابي شكلي بحت لا ينظر إلى المعنى الذي تؤديه الجملة بل كأنه يحول الجملة الاستفهامية إلى جملة خبرية، وهم في حقيقة الأمر يعممون نمط الجملة الخبرية البسيطة على سائر أنماط الجمل. وحجتهم أن ما يكون اسم الاستفهام سؤالا عنه يعرب بإعرابه، فإن يكن سؤالاً عن المبتدأ فهو مبتدأ وإن يكن سؤالاً عن الخبر فهو خبر. والذي أراه خروجًا من هذا الإشكال أن نحلل الجملة الاستفهامية تحليلاً مختلفًا يناسب مكوناتها، ففي الجملة السابقة نقول: (ما) اسم استفهام عن المبتدأ لا محل له من الإعراب، و (عندك) متعلق بخبر المبتدأ المجهول. ويعرب النحويون الجملة: من صديقك؟ على أن (من) في محل رفع خبر و (صديقك) مبتدأ. والذي أراه أن يعرب (من) اسم استفهام عن الخبر لا محل له من الإعراب، و (صديقك) خبر المبتدأ المجهول. ويتجلى الإشكال في إعراب هذه الجملة: من جاء؟ فعلى الرغم من أنّ (من) هو في حقيقة أمره سؤال عن فاعل الفعل بعده نجدهم يعربونه مبتدأً؛ لا لشيء سوى وجوب تصدره وتقدمه على الفعل فلا يصلح أن يكون فاعلاً لما قرروا من أحكام الفاعل التي منها وجوب تأخر الفاعل عن فعله. ومعنى ذلك أنك إذا أردت تحويل الجملة الخبرية الفعلية (جاء زيد) إلى جملة استفهامية بالسؤال عن الفاعل حولتها إلى جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ هو اسم الاستفهام وخبره الجملة الفعلية بعده، وهذا أمر غريب كما ترى. وللخروج من هذا الإشكال أرى أن نعرب (من جاء) كالآتي: (من) اسم استفهام عن الفاعل لا محل له من الإعراب، و (جاء) فعل ماض مبني وفاعله مجهول. ولكن بعض جمل الاستفهام تتصدرها معربات كما في مثل: أيُّ رجلٍ أكرمَ زيدًا؟ أيَّ رجلٍ أكرمَ زيدٌ؟ فالجملة الأولى سؤال عن فاعل الفعل أكرم، ورفع لأنه سؤال عن الفاعل، وأما فاعل الفعل أكرمَ فهو مجهول. وفي الجملة الثانية نجد (أيَّ) نصبت لأنها سؤال عن المفعول ومفعول الفعل أكرمَ مجهول. ونحو هذا الإعراب يقال عن الجمل: صديقُ من أكرمَ زيدًا؟ وصديقَ من أكرمَ زيدٌ. والجملة الأولى سؤال عن المضاف إليه الفاعل ولذلك رفع المضاف، والجملة الثانية سؤال عن المضاف إليه المفعول به، والفاعل والمفعول في الجملتين مجهولان.

أستاذنا أبا أوس:

1 - ماذا تقول في قول الله تعالى: {أنى لك هذا}{يسأل أيان يوم القيامة}{عمّ يتساءلون}؟ وفي قولنا: متى وصلت؟ وغيره كثير.

2 - أستاذنا الكريم: أي العلماء قال هذا؟ أليست " أيّ " مضافة؟! وهل المضاف لا محل له من الإعراب؟؟!!

3 - ماذا في قول السابقين من تعقيد؟ ماذا هنا لا محل لها؟! والأمثلة لا حصر لها.

4 - لست أرى في كلام السابقين تعقيدًا (ولا أدعي عصمتهم) إنهم بشر يخطئون ويصيبون.

5 - لن أطيل النقاش اعذرني فلست إلا طالبا صغيرا أتطفل على موائد أمثالكم، فقط أسألك سؤالا (ولا تظنّن بي سوءا) لو قال النحاة أصلا: أسماء الاستفهام لا محل لها من الإعراب، أسماء الإشارة لا محل لها من الإعراب ... هل كنت ستنزل على رأيهم من بدء الأمر أو أنك كنت ستخالفهم وترى أنّ لها محلاًّ، بل وتجعل لها ما جعلوا من محٍّل؟؟!!

6 - لعل لي عودة حين يتيسر لي.

حفظك الله

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 11:41 ص]ـ

أخي الأستاذ ضاد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير