ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 11:59 ص]ـ
حياك الله أستاذنا الفاضل الدكتور الأغر وإنه ليسعدني أن يجد قولي المتواضع التفاتة منكم ومراجعة وسأجيب عن أشياء بمداد مختلف لأني لا أحسن الاقتباس المتعدد
أخي الكريم أبا أوس
بناء على قولك:
كان عليك أن تقول في (ما عندك): ما اسم استفهام في محل رفع لأنه استفهام عن المبتدأ.
أخي الكريم:
إن قولك السابق دليل على أن أسماء الاستفهام لها محل من الإعراب، فأي اسم استفهام، وقد رفع مرة ونصب مرة ويجر أيضا فتقول: بأي كتاب أم بأية سنة .. ؟ وبقية الأسماء مبنية فلم تظهر عليها علامات الإعراب،
المقصود بقولي معربة أي غير مبنية وكونها ذات حركات إعرابية متعددة لا يعني عندي أنّ لها وظيفة أعرابية، فالمعنى هو المحدد للوظائف.
أما من حيث المعنى فمعلوم أن أسماء الاستفهام أدوات للاستفهام والاستخبار، فجعل اسم الاستفهام مبتدأ لا يخرج الجملة من الاستفهام للخبر، بيان ذلك أن اسم الاستفهام يقوم مقام شيئين: حرف الاستفهام واسم مبهم، ففي قولنا: من جاء؟ من: فيها معنى الاستفهام مع الدلالة على شخص مبهم غير معين كأننا قلنا: شخص (مستفهم عن هويته) جاء، وهذا لا يتكلم به كما يقول سيبويه وإنما هذا تقريب لمعنى اسم الاستفهام، فدلالة (من) على الاستفهام لا يزول عنه بجعله مبتدأ.
هذا محل النزاع فعدهم أسماء الاستفهام مبتدأ في مثل (من عندك؟) يعني أن هناك خبرًا عن (من) وأنك تخبر عن (من) أنه عندك، وليس هذا غرض السؤال.
فإن كان الإشكال عندك في نحو: من جاء؟ أنهم يجعلون (من) مبتدأ مع أنه استفهام عن الفاعل، فهذا لا إشكال فيه فهو كقولنا: زيد جاء، مع أن زيدا فاعل في المعنى.
نعم هو إشكال ولا يحله القول بأن زيدًا مبتدأ مع أنه فاعل لأنه في الحقيقة فاعل تقدم على فعله.
ولي عودة إن شاء الله للتعليق على كلام أخينا جلمود إن شاء الله.
وفقك الله ورعاك وسدد خطاك. واغفر لي تجاوزي في النظر إلى التراكيب على غير المعهود فلست أريد من ذلك سوى الخير والفائدة.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 12:16 م]ـ
أخي العزيز الكاتب 1
سأحاول الإجابة عما أستطيع بالكتابة بمداد مختلف.
أستاذي الفاضل.
أولا: الأسماء لابد أن يكون لها وظيفة إعرابية، وإلا ماالفرق بينها وبين الحروف؟
الفرق بينها وبين الحروف أنها قد تكون معربة وقد تكون مبنية، وقد تكون ذات وظيفة إعرابية وقد لا تكون فأسماء الاستفهام أقرب إلى الحروف وظيفيًّا ولذلك لا أجد مشكلة إن قلت إنها لا محل لها من الإعراب.
ثانيا: هل ما قلته عن أسماء الاستفهام ينطبق على أسماء الشرط وكم الاستفهامية؟
نعم هو كذلك
ثالثا: لو أخذنا بهذا القول فما قولك في " تقديم الخبر إذا كان مما له الصدارة كأسماء الاستفهام وأسماء الشرط، يقول ابن مالك:
كذا إذا يستوجب التصديرا ... كأين من علمته نصيراً
أشار في هذه الأبيات إلى القِسْمِ الثالث، وهو وُجُوب تقديم الْخَبَرِ، فذكر أنه يجب في أربعة مواضع منها أن يكون الخبر له صَدْرُ الكلام، وهو المراد بقوله: «كذا إذا يستوجب التصديرا»، نحو: «أيْنَ زَيْدٌ» فزيد::ّمبتدأ مؤخر، وأين: خبر مقدم، ولا يُؤَخَّرُ، فلا تقول: «زَيْدٌ أيْنَ» لأن الاستفهام له صَدْرُ الكلام، وكذلك «أيْنَ مَنْ علمته نَصِيراً؟» فأين: خبر مقدم، ومَنْ: مبتدأ مؤخر، «وعلمته نصيراً»
فهل نضرب عنها صفحا ونغير هذا المفهوم
لا مشكلة عندي في الظاهرة بل تفسير الظاهرة فأسماء الاستفهام أو أدوات الاستفهام أو حروف الاستفهام كما يسميها حرف واجبة الصدارة.
رابعا: لم لم يقل به أحد من علماء النحو الأولين والمتأخرين؟
ولا أظن أنهم قد جهلوا هذه المسألة وهذا الرأي أو غفلوا عنه بارك الله فيك ونفع بعلمك.
لا أعلم لم لم يفعلوا ذلك؟ ولا أعلم لم يسأل مثل هذا السؤال؟
وأما عن ظنك فلعلهم كذلك ولكنهم لم يريدوا أن يقولوا بهذا، ولكن لا مانع أن يأتي من بعدهم فيقول ما علموه ولم يغفلوا عنه وهو بهذا يكون وفيًّا لهم مكملا ما بدأوا به.
خامسا: أسماء الاستفهام قد تدخل عليها حروف الجر، نحو: (عمَّ تسأل، وبم تفسر هذا القول؟) فكيف نعربها؟
أعربها كما تعرب الجار والمجرور، لا مشكلة.
سادسا: قلت رحمك الله
وقلت غفر الله لك
لأنها تحل محل الاسم بعكس الحروف التي لاتستقل بذاتها
وقلت بارك الله فيك:
أستاذي الكريم، أسماء الاستفهام تحل محل الاسم المستفهم عنه، فـ من " في قولنا: " من عندك؟ " هي مقابلة للاسم في جوابنا " عندي محمد "، و" من في قولنا: " من جاء؟ " هي مقابلة للاسم في جوابنا: " زيد جاء " فأين الإشكال؟ بارك الله فيك.
وقلت:
أستاذي الفاضل أولا: كما قلت لا أرى إشكالا حتى نخرج منه.
ثانيا: تعلم حفظك الله أن الاستفهام قد يخرج من معناه الحقيقي إلى معنى بلاغي
كقولنا لمن تكبر وتجبر: " من ربك؟ " وقولنا " من خلقك؟ " فماذا سيكون إعرابها في هذه الحالة، وهل المبتدأ أو الفاعل هنا مجهول؟
وقلت نفع الله بك:
لا أرى في الأمر غرابة حفظك الله، إذ جملة " من جاء؟ " تختلف عن جملة " جاء زيد " فالأولى جملة اسمية انشائية والثانية جملة فعلية خبرية
ولم الفاعل مجهول، ونحن نعرف أن الفاعل يكون ضميرا مستترا جوازا تقديره " هو " إذا كان يعود على اسم قبله؟
أستاذي الكريم، لاأرى فرقا بين المستفهم عنه في " أي " المعربة وبقية أسماء الاستفهام، فنقول " أي رجل أكرم زيدا " و نقول: " من أكرم زيدا " فكلاهما سؤال عن الفاعل وكلاهما الفاعل مجهول كما عبرت عنه حفظك الله مع أني لا أراه مجهولا إلا للمستفهم.
هذا والله أعلم.
¥