من أخوك؟ نعرف المبتدأ (أخوك) ولا نعرف الخبر ولذلك نسأل عنه باسم الاستفهام (من). فنحن أمام تركيب مؤلف من ركنين (استفهام+مستفهم عنه)
وتقول: من أكرمَ أبوك؟ فالفعل والفاعل معروفان والمفعول به مجهول ولذلك فمن اسم مستفهم به عن المفعول به. وإن اشتهى أحد القول إنه في محل نصب لأن سؤال عن مفعول به فله هذا.
لعل هذه الطريقة التي ترمي إليه بمِشية واثقة لا مشية غراب.
وفقك الله ورعاك، ويكفيني أنك تجد الأمر محتملاً وأن التفكير فيه وارد.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 05:29 م]ـ
أستاذنا الفاضل الدكتور أ. د. أبو أوس
أقدر لك إعادة توضيح رأيك، و ليس بمستغرب منكم.
كما بدا لي خلطي في بعض المصطلاحات فالشكر لكم.
ما أود قوله: لماذا لا يعامل المبني معاملة المعرب، فأي معربة (تظهر عليها الحركات) و أنتم قلتم في معرض ردودكم (رفعت لأنها سؤال عن المبتدأ المطلوب تحديده لأنه مجهول) و قلتم: (وجوابي أنها نصبت لأنها أضيفت إلى المفعول به المطلوب تحديده لأنه مجهول.) فبما أن الجهالة باقية مع الإضافة و الجملة على إنشائتها، فلماذا ساغ أن نقول في (أي) رفعت و نصبت لأنها سؤال ... ، و لم نقل في (من) في محل رفع لأنها سؤال عن خبر مجهول (إنما قصدت في رأيكم، فأنتم لم تمانعوا من الصيغة التي ذكرت)
فما خرجت به من مناقشتكم في المسألة:
أولاً: بما أن أي معربة تختلف علاماتها باختلاف العوامل يلزم أن يكون لبقيت أسماء الاستفهام محل من الإعراب قياساً عليها و لا أرى للإضافة أثر لبقاء الجهالة (رأي السلف و من وافقهم من الأعضاء).
ثانياً: بما أن المستفهم عنه مجهول لا أرى أن يكون اسم الاستفهام خبراً أو مفعولاً (رأي الأستاذ الدكتور أبي أوس)
ثالثا ً: الصيغة الأسلم عندي هي: اسم استفهام في محل رفع أو نصب أو جر لأنها سؤال عن خبر أو مفعول أو مجرور (لم يمانع منها الدكتور و استخدمها في إعراب أي و سكت عنها الأعضاء)
سأتابع بقية مناقشاتكم فلعلي أظفر بغنيمة باردة و أنسبها إلى نفسي.
مراجعة قواعد النحو اعتبرها من مناقب الدكتور فما الذي يفرق قواعد النحو عن قواعد الإملاء، و لو كنت القائم على هذه الشبكة لما فوت الفرصة وقد خصها بهذه المراجعات في إنشاء مجلة تابعه لها أدون فيها خلاصة هذه المراجعات و المناقشات، ثم استئذان أصحاب هذه المناقشات في إخراجها في كتاب ينتفع منه أهل اللغة.
و دمتم في حفظ الله و رعايته.
ـ[ضاد]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 05:42 م]ـ
أشكرك أخي طاوي ثلاث على ما تفضلت. وأنا أجمع بين الرأيي فأقول: "اسم استفهام قائم مقام ... مقدّم للاستفهام", والإشكال هو تحديد المقام, أهو مثلا الفاعل أم المبتدأ في قولنا "من جاء"؟ أعود بإذن الله.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 09:56 م]ـ
أخي طاوي ثلاث
ليس المعرب والمبني هو مشكلتنا هنا بل المشكلة هي في تحديد الوظيفة النحوية لاسم الاستفهام فالنحويون يرون (من) في (من جاء) مبتدأ والفاعل ضمير مستتر يعود إلى الاسم المبهم (من)، ويجعلون (من) مفعولا به في (من أكرم زيدٌ) ولست أعدها كذلك، فالفاعل في (من جاء) غير موجود، والمفعول به في (من أكرم زيدٌ) غير موجود.
والله وحده الموجود المعبود.
وتحيتي لك أيها الأخ الودود.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 11:30 م]ـ
أستاذي الفاضل أ. د. أبو أوس
يبدو أنني لم أوفق في عرض وجهة نظري، فأنا أعلم أن المعرب و المبني ليس المشكلة، و لكن لا بد أن نبني الحكم على أصل فلا يتصور أنه من أجل إشكال في تركيب جملة معينة، نلغي المحل الإعرابي في أسلوب بأكمله فيه جمل يحتملها المحل بل ويظهر في أخواتها فلا يمكن التصور أن نتحدث عن محل أسماء الاستفهام و نتجاهل الربط بين المعرب و المبني منها.
أما جملة من جاء؟ فبدل أن نلغي محل أسماء الاستفهام لأجلها قد نقول: من اسم استفهام في محل رفع لأنها سؤال عن مبتدأ، (و الاسم هنا مقدم عند السائل على الفعل لأنه هو محل عنايته فوقوعه موقع المبتدأ أولى عندي) أما جاء فهو فعل ماضٍ فاعله مجهول يطلبه السؤال المتقدم، فلا نجعله ضمير يعود على مجهول و لا فاعل متقدم و لا نلغي محل الاستفهام.
أعذر لي أستاذي جدلي و أبشرك و بقيت الأعضاء فلقد فرغت جعبتي.
و لعل الأستاذ ضاد أدرك وجهة نظري و بما أن له عودة حول جملة (من جاء؟)
فلا بد أن تصلا إلى نقطة اتفاق. و لا يفوتني أن أشكره على تعليقه و أترقب بشغف مداخلة الدكتور الأغر.
ألهمكم الله جميعاً الصواب ووفقكم إلى حسن الجواب إنه ولي ذلك و القادر عليه، و دمتم في حفظ الله و رعايته.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 10 - 2008, 03:32 ص]ـ
و أترقب بشغف مداخلة الدكتور الأغر.
.
أخي الكريم طاوي .. حفظه الله
أشكر لك حرصك على مداخلتي .. ولكني لا أرى من فائدة في الاستمرار في هذا الحوار .. فقد فهم من فهم وجهل من جهل .. واتضحت الأمور ..
أخي الكريم ..
أسماء الاستفهام وأسماء الشرط وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة والضمائر كلها أسماء مبهمة لها محل من الإعراب لأنها تؤدي ما تؤديه الأسماء الصريحة في الجمل المفيدة، فقولنا: من عندك؟ جملة تامة مؤلفة من مسند ومسند إليه، فهي في الصناعة النحوية مثل: زيد عندك، كل ما في الأمر أن (من) اسم مبهم أدى وظيفتين وظيفة أداة الاستفهام وهي طلب التعيين ووظيفة الدلالة على شخص غير معين، فـ (من عندك؟) يشبه: أزيد أوعمرو أوسعد .. أو ... أو ... عندك؟ أما (زيد) فليس مبهما وإنما هو اسم شخص معين. ولكن كل اسم منهما قد أسند إليه، وقد استغنى بما أسند إليه، وصار كلاما تاما يحسن السكوت عليه.
ولا أدل على أن لها محلا من الإعراب من ظهور علامات الإعراب على (أي) ودخول حروف الجر على (أي) و (من) و (ما) وغيرها، كما تأتي مضافا إليها، كما تقول: غلامُ من عندك؟ فمن هنا مضاف إليه، فكل هذه أدلة لا تندفع على أن لها محلا من الإعراب، ولا إشكال في ذلك مطلقا، بل كل الإشكال في قول المخالف.
مع التحية الطيبة.
¥