تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 11:51 ص]ـ

أشكرك أستاذي الفاضل.

رغم كل محاولات التبسيط إلا أني لم أوفق فيه.

على كل حال, سأحاول مرة أخرى وأسأل الله التوفيق.

إن المساواة بين الخبرية والاستفهامية ليس في المعنى ولا في النغم, بل هو في التركيب, إذ كلتا الجملتين ينقصها فاعل صريح (دعنا نتفق أن الفاعل المذكور هو فاعل صريح).

إن تقدير "شخص" ليس حكرا على الخبرية فقط, بل هو ممكن حتى في الاستفهامية:

من الشخص الذي جاء؟

ولذلك فمن السهل التقدير والبناء عليه, غير أني لا أحب ذلك, إذ أسعى إلى التعامل مع البنية كما هي.

قولي بالقوالب التي لا تقبل التفسير لا ينافي مسعاي إلى إعراب الجملة الاستفهامية, إذ أن الجملة الاستفهامية ليست قالبا بل هي صيغة قابلة للتغير التركيبي واللفظي, عكس القوالب التي منها لا يقبل التغير اللفظي ومنها ما لا يقبل التركيبي.

أستاذي الفاضل, أهم نقطة في النقاش هي التفريق بين الفاعل الصريح والفاعل التركيبي, فالفاعل الصريح هو الفاعل المعنوي الحقيقي والفاعل التركيبي هو العنصر الذي يتعلق بالفعل تعلقا تركيبيا فيتصرف الفعل حسبه. وهذه نقطة ربما تختلط على ممارس النحو, إلا أني أعلم أنك أستاذي الفاضل تعرف الفرق بينهما جيدا. وعلى هذا, فالجملة الاستفهامية هي جملة تفتقد فاعلها الصريح (في حال سألنا فيها عن الفاعل) ولكنها لم تعدم فاعلا تركيبيا, فالفاعل الصريح في "من جاء؟ " مجهول مسؤول عنه, والفاعل التركيبي هو العنصر الذي يتعلق بالفعل "جاء" في الجملة سواء كان معروفا حقيقة أو مجهولا, ولا تهم هذه النقطة التركيبَ بصفته المجردة من المعنى في شيء, وهو هنا "من" مثلما هو "من والذي" في الجملة الخبرية و"من" في الجملة الشرطية. والفاعل التركيبي في الجملة الاستفهامية ضرورة "تركيبية بحتة" لبناء الجملة ولتمام الإسناد وهو يقوم مقام الفاعل الصريح فيه وفيها, وتقدمه إلى الصدارة في الجملة هو قانون نحوي في العربية. وإذا قلنا ذلك بلسان اللسانيات فإن الفاعل في البنية السطحية غير موجود, وهذا الذي تريد أستاذي الفاضل أن تحلل من خلاله الجملة الاستفهامية, والفاعل في البنية العميقة هو عنصر حل محل الفاعل الصريح يتعلق بالفعل.

بتوضيح أكثر:

http://xs232.xs.to/xs232/08414/subject805.jpg

ولا ينبغي الاقتصار على البنية السطحية في تحليل الجمل, لأنها نتيجة مصوغة حسب قواعد وقوانين لا نستشفها إلا بالولوج إلى البنية العميقة التي تكشف لنا التغيرات والتحولات التي طرأت. آمل أن أكون أوضحت وبينت, ويسعدني النقاش والتفاعل أكثر من أن أضطرك إلى قبول رأيي.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 01:16 م]ـ

أخي الحبيب ضاد

قبل أن تقنعني بهذا القول حاول إقناع النحويين أن ثمة جملة عربية (جاء من؟)

ثم أقنعهم أن (من) في (من جاء) فاعل.

أخي الكريم لا أستطيع أن أفهم أن في الجملة فاعلاً وأنا أسأل عنه. وأقول إنك تختلف في تحليلك عن تحليلي فأنا أفرق تفريقًا جذريًّا بين الجملتين.

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 01:31 م]ـ

أستاذي الفاضل, ليس هناك جملة "جاء من" (رغم إمكان وجودها في سياق أوضحته في أول مشاركة). "جاء من" مرحلة في تكون جملة الاستفهام, نصل إليها عن طريق إعادة البناء Reconstruction أو التتبع الرجعي. الفاعل الذي تعنيه أنت هو الفاعل الصريح, والفاعل الذي أعنيه أنا هو فاعل تركيبي, فاعل موجود ضرورة لإتمام التركيب الإسنادي, وهو اسم الاستفهام. هذا هو الفرق. لا أريد أن أتشعب وأخرج عن الجملة الاستفهامية ولكني أريد أن أذكرك بالجملة المبنية للمجهول حيث لإتمام التركيب الإسنادي اضطرت اللغة في غياب الفاعل إلى تحويل المفعول به إلى قائم مقامه, وهو نائب الفاعل, وهذه كلها عمليات تحويلية يجب تناولها من خلال التحليل التركيبي المجرد لا من خلال المعنى العام. بوركت أستاذي الفاضل.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 04:29 م]ـ

أخي الحبيب ضاد

قبل أن تقنعني بهذا القول حاول إقناع النحويين أن ثمة جملة عربية (جاء من؟)

ثم أقنعهم أن (من) في (من جاء) فاعل.

أخي الكريم لا أستطيع أن أفهم أن في الجملة فاعلاً وأنا أسأل عنه. وأقول إنك تختلف في تحليلك عن تحليلي فأنا أفرق تفريقًا جذريًّا بين الجملتين.

أخي الكريم أبا أوس:

قياسا على ما تحته خط كيف نفهم أن في الجملة فعلا ونحن نسأل عن وقوع الفعل نفسه، في نحو: هل جاء زيد؟ فطرد القياس على ما تحته خط يوجب علينا القول: بأن (جاء) هنا ليس بفعل، لأنه لم يحدث مجيء أصلا، لأن الكلام استفهام عن حدوث المجيء، فكيف نقول: جاء فعل ماض؟ أليس علينا أن نقول: جاء: لفظ ليس بفعل ماض ولا مضارع ولا أمر وإنما هو لفظ مستفهم به عن وقوع فعل؟

وفي الجملة المنفية: ما جاء زيد، ننفي الفعل والفاعل، فعلينا بحسب معنى النفي أن نقول: جاء: لفظ دال على فعل نفي وقوعه، وليس بفعل ماض، وزيد: لفظ لا محل له من الإعراب لأنه دال على شخص نفي عنه القيام بفعل، فهو ليس بفاعل.

الأمر كما ذكره الأخ ضاد: التركيب الإسنادي يوجب أن يكون للفعل جاء فاعل يعود لـ (من) وإلا صار التركيب غير مفيد، وإن كان المعنى المراد هو الاستفهام عن الفاعل.

مع شكري وتقديري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير