تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 04:39 م]ـ

أخي الحبيب ضاد

قبل أن تقنعني بهذا القول حاول إقناع النحويين أن ثمة جملة عربية (جاء من؟)

ثم أقنعهم أن (من) في (من جاء) فاعل.

أخي الكريم لا أستطيع أن أفهم أن في الجملة فاعلاً وأنا أسأل عنه. وأقول إنك تختلف في تحليلك عن تحليلي فأنا أفرق تفريقًا جذريًّا بين الجملتين.

إذا وصلنا إلى اتفاق على أن "من" قائمة مقام الفاعل, فإن إعرابها لن يكون صعبا, حيث إذا تقدم الفاعل على فعله في العربية أعربه النحو التقليدي مبتدأ. بكل بساطة. بوركت أستاذي الفاضل وزادك الله فضلا واعذر لي كل مرة تطاولي على مقامك العلمي.

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 04:51 م]ـ

أخي الكريم أبا أوس:

قياسا على ما تحته خط كيف نفهم أن في الجملة فعلا ونحن نسأل عن وقوع الفعل نفسه، في نحو: هل جاء زيد؟ فطرد القياس على ما تحته خط يوجب علينا القول: بأن (جاء) هنا ليس بفعل، لأنه لم يحدث مجيء أصلا، لأن الكلام استفهام عن حدوث المجيء، فكيف نقول: جاء فعل ماض؟ أليس علينا أن نقول: جاء: لفظ ليس بفعل ماض ولا مضارع ولا أمر وإنما هو لفظ مستفهم به عن وقوع فعل؟

وفي الجملة المنفية: ما جاء زيد، ننفي الفعل والفاعل، فعلينا بحسب معنى النفي أن نقول: جاء: لفظ دال على فعل نفي وقوعه، وليس بفعل ماض، وزيد: لفظ لا محل له من الإعراب لأنه دال على شخص نفي عنه القيام بفعل، فهو ليس بفاعل.

الأمر كما ذكره الأخ ضاد: التركيب الإسنادي يوجب أن يكون للفعل جاء فاعل يعود لـ (من) وإلا صار التركيب غير مفيد، وإن كان المعنى المراد هو الاستفهام عن الفاعل.

مع شكري وتقديري.

بوركت أستاذي الفاضل. وجب كذلك أن نفرق بين الإضمار للفاعل والغياب الكلي له, فالإضمار يكون في السياق الذي يكون فيه الفاعل معروفا ويقدر حسب تلك المعرفة, أما الغياب فعندما يكون الفاعل مسقطا من الجملة ولا قرينة سياقية ولا لفظية على نوعه.

كمن يقول: "جاء." ويسكت في مقام لا يعرف فيه أحد من الذي جاء, فتصبح جملته غير مفيدة ناقصة الإسناد.

وأود أن أشير كذلك إلى ظاهرة ربما تدخل في هذا المجال من النقاش وهي ما تسميه اللسانيات Dummy Subject وبالعربية "فاعل دمية" ومعناها "فاعل صوري" وهو أن تضطر اللغة إلى إضافة فاعل صوري لا شخصي وغير حقيقي لإتمام التركيب الإسنادي لأن النظام اللغوي يستلزم في الجملة فاعلا, وهو مثل ما يحدث في الإنغليزية:

It's raining أي: إنها تمطر

حيث أن الضمير It فاعل صوري غير حقيقي لا معنى له غير أنه في الجملة لإتمام التركيب الإسنادي. وكادت الجملة العربية "إنها تمطر" أن تكون على ذلك لولا تأول "السماء" فيها "إن السماء تمطر". وقد قرأت مرة عنوانا لبحث في "االضمائر اللاشخصية في العربية" ولم يستن لي قراءة البحث.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:09 م]ـ

أخي الكريم أبا أوس:

قياسا على ما تحته خط كيف نفهم أن في الجملة فعلا ونحن نسأل عن وقوع الفعل نفسه، في نحو: هل جاء زيد؟ فطرد القياس على ما تحته خط يوجب علينا القول: بأن (جاء) هنا ليس بفعل، لأنه لم يحدث مجيء أصلا، لأن الكلام استفهام عن حدوث المجيء، فكيف نقول: جاء فعل ماض؟ أليس علينا أن نقول: جاء: لفظ ليس بفعل ماض ولا مضارع ولا أمر وإنما هو لفظ مستفهم به عن وقوع فعل؟

وفي الجملة المنفية: ما جاء زيد، ننفي الفعل والفاعل، فعلينا بحسب معنى النفي أن نقول: جاء: لفظ دال على فعل نفي وقوعه، وليس بفعل ماض، وزيد: لفظ لا محل له من الإعراب لأنه دال على شخص نفي عنه القيام بفعل، فهو ليس بفاعل.

الأمر كما ذكره الأخ ضاد: التركيب الإسنادي يوجب أن يكون للفعل جاء فاعل يعود لـ (من) وإلا صار التركيب غير مفيد، وإن كان المعنى المراد هو الاستفهام عن الفاعل.

مع شكري وتقديري.

أخي الحبيب د. الأغر

معاودة المناقشة مفاجأة سارة لي فقد توهمت أنك سكت عني، أما القياس فهو مع الفارق كما تعلم فالسؤال في (هل جاء زيد) ليس عن الفعل ولا عن الفاعل بل عن النسبة فهل هنا ليست لتعيين مجهول لا نجد لفظه في الجملة بل للتصديق وهذا متعلق بالخارج فالمخاطب يجيب بنعم أو لا. أما في جملة (ما جاء زيد) فالفاعل فعل فعلا وهو عكس المجيء، فالمعنى تخلف زيد.

أشكرك على المحاورة، والله الموفق.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:18 م]ـ

بوركت أستاذي الفاضل. وجب كذلك أن نفرق بين الإضمار للفاعل والغياب الكلي له, فالإضمار يكون في السياق الذي يكون فيه الفاعل معروفا ويقدر حسب تلك المعرفة, أما الغياب فعندما يكون الفاعل مسقطا من الجملة ولا قرينة سياقية ولا لفظية على نوعه.

كمن يقول: "جاء." ويسكت في مقام لا يعرف فيه أحد من الذي جاء, فتصبح جملته غير مفيدة ناقصة الإسناد.

وأود أن أشير كذلك إلى ظاهرة ربما تدخل في هذا المجال من النقاش وهي ما تسميه اللسانيات dummy subject وبالعربية "فاعل دمية" ومعناها "فاعل صوري" وهو أن تضطر اللغة إلى إضافة فاعل صوري لا شخصي وغير حقيقي لإتمام التركيب الإسنادي لأن النظام اللغوي يستلزم في الجملة فاعلا, وهو مثل ما يحدث في الإنغليزية:

It's raining أي: إنها تمطر

حيث أن الضمير it فاعل صوري غير حقيقي لا معنى له غير أنه في الجملة لإتمام التركيب الإسنادي. وكادت الجملة العربية "إنها تمطر" أن تكون على ذلك لولا تأول "السماء" فيها "إن السماء تمطر". وقد قرأت مرة عنوانا لبحث في "االضمائر اللاشخصية في العربية" ولم يستن لي قراءة البحث.

أخي الحبيب ضاد

لا أظن أننا نناقش جملا مثل (جاء) بلا فاعل لأن الهدف مناقشة الجمل المفيدة، أما ما في اللغة الإنجليزي فلست من يحكم في قصدهم بالضمير ولكن حسب فهمي وما يتبادر إلي حين أسمع أنها تعني (السماء) أو (السحابة).

وليست المشكلة مشكلة هيئة الفاعل صوري أو حقيقي أو غير ذلك، المشكلة أن الجملة ركبت للسؤال عن الفاعل لأنه غير معروف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير