تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس: عن النبي صلى الله عليه و سلم (في الكبائر) قال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور قال وفي الباب عن أبي بكرة و أيمن بن خريم و ابن عمر

قال أبو عيسى حديث أنس حديث حسن صحيح غريب "

....... إلخ

الأدلة كثيرة

أما إن أفرد مصطلح " غريب "

فالمراد الضعف وفي الحديث الذي أوردته في أول الصفحةقال حسن غريب فلا يدل قوله غريب هنا على الضعف

"

لكن ننبه إلى أن الغربة عن الترمذي تنقسم إلى أربعة أقسام هو ذكره نفسه في كتابه العلل الصغير.

أربعة أقسام للغريب عند الترمذي:

القسم الأول: ما لا يروى إلا من وجه واحد.

قال: ولذلك صورتان - لهذا القسم فرعان - الفرع الأول: إسناده غريب لا يروى به إلا حديث واحد - إسناد واحد ليس له مثيل - لا يروى بهذا الإسناد إلا حديث واحد، قال:

عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَارِمِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ?? قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ - التي هي النحر- قَالَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَ عَنْكَ ??. طبعاً الحديث ضعيف.

المقصود أنه هذا الإسناد لا يروى حديث بهذا الإسناد إلا هذا الحديث هناك أحاديث أخرى روية لكنه الصحيح أنه لم يثبت من رواية أبي العشراء الدارمي عن أبيه إلا هذا الحديث فهو حديث غريب سندًا ومتنًا، ولا يرى بهذا السند إلا هذا المكان فقط هذه الصورة الأولى.

الصورة الثانية: أن يكون إسناد الحديث مشهوراً بمعنى أنه تروى به أحاديث كثيرة إسناد حديث تروى به أحاديث كثيرة لكن يتفرد أحد هذه الأسناديد أو هذه النسخة تتفرد بمتنٍ لا يروى إلا بهذا الإسناد.

مثاله: عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر هذا إسناد مشهور مروي به أحاديث كثيرة لكن هناك حديث واحد رواه عبد الله بن دينار عن ابن عمر وتفرد به لم يروي أحد غيره وهو حديث أن الرسول (?? نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَهِبَتِهِ ??.

فمع كونه إسناد مشهور ومتداول وتروى به أحاديث كثيرة لكن هناك متن من هذه المتون لم يروى إلا من خلال رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر هذا نوع الغربة الأول.

نوع الغربة الثاني: ما نسمي نحن في اصطلاحنا " زيادة الثقة ".

وهو أن ينفرد راوي مقبول الرواية عن غيره بزيادة في متن الحديث وضرب لذلك مثالاً بحديث زكاة الفطر: ?? فَرَضَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ ... عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنْ الْمُسْلِمِينَ ??.

كلمة " من المسلمين " زيادة زادها الإمام مالك، وتفرد بها فيما قيل عن دون أيوب بن أبي تميمة، ودون عبيد الله بن عمر العمري كلاهما رواه عن نافع من دون هذه الزيادة وتفرد مالك برواية هذا الحديث عن نافع عن بن عمر بهذه الزيادة فالنوع الثاني من الغربة زيادة الثقة فيصح أن يقال عن زيادة الثقة الحديث الذي فيه زيادة ثقة أنه حديث غريب وهذا يجب أن ينتبه إليه وهذه أحد وجوه الغربة التي نص عليها الترمذي.

الوجه الثالث: من وجه الغربة أن يكون للحديث طرقاً معروفة فيروى عن أحد الصحابة بسندٍ غريب يعني أن يكون الحديث معروف من حديث عددٍ من الصحابة، لكن يأتي راوي من الرواة ويتفرد براويته عن صحابي آخر غير الصحابة الذين عرف الحديث من طريقهم.

مثال ذلك: حديث أَبِي أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ?? الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ ??.

هذا الحديث لم يروى عن أبي موسى إلا من هذا الوجه عن رواية أبي أسامة عن أبي بريد بن عبد الله بن أبي بردة مع أن الحديث صحيحاً من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر في الصحيحين عن حديث بن عمر لكنه غريب من حديث أبي موسى الأشعري. المتن مشهور برواية عدد من الصحابة لكن من رواية واحد منهم يعتبر غريبًا فقد يوصف الحديث بالغربة من هذا الوجه.

القسم الرابع من الغربة وهي أيضاً فرعان:

الفرع الأول: يكون الحديث مشهوراً عن صحابي من طريق ويستغرب عنه من وجه آخر.

يكون الحديث رواه عن الصحابي عدد من الناس مثلاً حديث معروف عن الصحابي مشهور عنه يأتي راوي آخر وينفرد بهذا الحديث من وجه آخر دون هذا الوجه الذي اشتهر عن واحد من الصحابة مثال ذلك حتى تتضح الصورة حديث السائب عن عائشة مرفوعًا ?? مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُقْضَى قَضَاؤُهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ??. يعني: له الأجر.

قال الترمذي عقبة: غريب من حديث السائب معروف من حديث عائشة من وجوهٍ عنها.

إذًا: هو غريب من جهة رواية السائب بن يزيد عن عائشة ذلك الوجه هو الغريب، لكن هناك طرق أخرى عن عائشة سوى هذا الطريق.

الفرع الثاني: أن يخالف أحد الرواة برواية الحديث متصلاً وهو إنما يعرف مرسلاً.

يكون الحديث معروف مرسلاً ويأتي راوي واحد ويرويه متصلاً إلى النبي (وهذا وجه من وجوه الغربة وهو نوع من أنواع النكارة والشذوذ أيضًا عند الحافظ ابن حجر وهو نوع من أنواع المخالفة والوهم والخطأ.

مثال ذلك: حديث المغيرة بن أبي قرة السدوسي عَنْ أنس يَقُولُ: ?? قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ??.

هذا الحديث قال الترمذي في عقبه: " وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا ".

عمر بن أمية تابعي فبين إنما هو معروف ومشهور مرسلاً، وأما الرواية المتصلة فهي رواية غريبة، وأشار بذلك إلى وهمها وخطئها هذه هي مقاصد الترمذي بالحكم على الحديث بالغربة."

انظر مصادر السنة للشريف حاتم 5/ 32

هذا والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير