تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أديب بشير]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:11 م]ـ

- أولا أحببت أن أنقل نص الحديث الذي أشار اليه الأخ محمود المدني كاملا من صحيح البخاري:

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد ويقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن أخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون، وقال النبي يوما لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا أبدا فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها حتى قضى النبي مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئا أبدا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات} إلى قوله {الرحيم.

- و مما يدل على أن الصحابة كانت تفوتهم بعض المشاهد ما جاء في تفسير سورة التحريم:

عن عمر بن الخطاب قال: كنتُ أنا وجارٌ لي من الأنصارِ في بني أميّة بن زيد وهم من عوا لي المدينة، وكنّا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم، فينزل يومًا وأنزل يومًا، فإذا نزلتُ جيئتُه بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك.

فهذا عمر بن الخطاب خير هذه الأمة بعد نبيها و أبي بكر رضي الله عنه يحضر مجلس النبي يوما و يغيب عنه اخر فما بالك بالباقين؟

- الرجال أكثر ملازمة وحضورا لمجلس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من النساء و هذا أمر طبيعي، وفي عصرنا هذا فان تلاميذ كبار العلماء من الرجال أعلم بفتاويهم من بناتهم. ثم ان الرجال أكثر حفظا (أن تضل احداهن) وأكثر تبليغا لأمر الدعوة، بل و للعلوم الدنيوية (فلا تقارن فاطمة رضي الله عنها بأبي هريرة)، ثم ان زوجة الرجل أخص به من بنته و لا سيما ان كانت تحت رجل اخر، و كان النبي اذا خرج من المدينة صحبته احدى نسائه، فانظر ما يفوت باقيهن.

- يتفاوت الناس في تبليغ العلم و تدريس الاخرين، و قد يمتهن بعضهم التدريس، و قد انشغل علي رضي الله عنه بولاية المسلمين

- قد يهيئ الله للرجل من يأخذ عنه و ينشر علمه ما لا يهيئ لاخر، فاذا كان من قائل " الليث أعلم من مالك" فليس الليث اليوم من الأئمة المتبوعين

- أبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و ان تأخر اسلامه، فلا مانع أن تفاصيل التشريع التي بينتها السنة في المعاملات و خلافه في أخريات عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت أكثر منها في أوله، فكلنا يعلم ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مكث في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو الى التوحيد، و قد كانت كلمة التوحيد و مقتضياتها مفهومة للعرب من لغة القران.

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:22 م]ـ

.

و أذكر أن الشيخ الحويني -حفظه الله- ذكر حديثا في فضل أبي هريرة، حيث روى النسائي في سننه في باب العلم أن رجلا أتى إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا جالس و أبو هريرة و فلان في المسجد ذات يوم ندعو الله و نذكره إذ خرج علينا النبي صلى الله عليه و سلم حتى حضر إلينا مسكنا فقال: عودوا للذي كنتم فيه. فقال زيد: فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة، و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة، فقال اللهم إني أسألك ما سألك صاحبي و أسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم آمين، فقلنا: يا رسول الله نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال سبقكم بها الغلام الدوسي.

و الله تعالى أعلم

أورده الامام الذهبي في ترجمة ابي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقال تفرد به الفضل بن العلاء وهو صدوق.كما جود اسناده الحافظ ابن حجر في الاصابة.

قال ابو العلياء: قد قال الطبراني: (لا يروى عن زيد بن ثابت إلا بهذا الاسناد) ا. ه وإذا كان كذلك فإن والد محمد بن قيس مجهول!!

فائدة:

قال القاضي عمر بن حبيب العدوي: حضرت مجلس الرشيد، فجرت مسألة فتنازعها الحضور و علت أصواتهم، فاحتج بعضهم بحديث يرويه أبو هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم فدفع بعضهم الحديث، و زادت المدافعة و الخصام حتى قال قائلون منهم: لا يحمل هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أبا هريرة متهم فيما يرويه،

و صرحوا بتكذيبه، و رأيت الرشيد قد نحا نحوهم، و نصر قولهم، فقلت أنا: الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أبو هريرة صحيح النقل صدوق فيما يرويه عن نبى الله صلى الله عليه وسلم، و عن غيره. فنظر إلى الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس، فانصرفت إلى منزلى، فلم ألبث حتى قيل صاحب البريد بالباب، فدخل على، فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول و تحنط و تكفن.

فقلت: اللهم إنك تعلم أنى دفعت عن صاحب نبيك و أجللت نبيك أن يطعن على أصحابه فسلمنى منه. فأدخلت على الرشيد، و هو جالس على كرسى من ذهب حاسر عن ذراعيه

بيده السيف و بين يديه النطع، فلما بصر بى، قال: يا عمر بن حبيب ما تلقانى أحد من الرد و الدفع لقولى بمثل ما تلقيتنى به. قلت: يا أمير المؤمنين إن الذى قلته و جادلت عليه فيه إزراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على ما جاء به ; إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة، و الفرائض و الأحكام فى الصلاة و الصيام و الطلاق و النكاح و الحدود كله مردود غير مقبول. فرجع إلى نفسه، ثم قال لى: أحييتنى يا عمر بن حبيب أحياك الله أحييتنى يا عمر بن حبيب أحياك الله. ثم أمر لى بعشرة الآف درهم.)

قال ابو العلياء: فلا يطعن في ابي هريرة إلا زنديق يطرق بذلك الى هدم الشريعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير