تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - ما رواه البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به قال: قال نافع وكان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه، ووصله ابن خزيمة (1/ 318 - 319) والدارقطني (1/ 344) والبيهقي (2/ 200) والحاكم (1/ 348 - 349) والطحاوي (1/ 254)، وعزاه المزي في تحفة الأشراف (6/ 156 - 157) إلى سنن أبي داود من طريق عبد العزيز الدراوردي به.

3 - ما أخرجه الدارقطني والحاكم في مستدركه مرفوعا بلفظ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد يضع يديه قبل ركبتيه) وقال هو على شرط مسلم.

4 - قالوا إن ركبتي البعير في يديه، وقد يقال لذوات الأربع كلها، فهو إذا برك وضع ركبتيه أولا وهذا هو المنهي عنه

5 - قالوا إن معنى البروك من (بَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي استناخ وأبرَكته أنا فبَرَكَ وهو قليل والأكثر أنَخْتُه فاستناخ وبَرَكَ ألقى بَرْكَهُ بالأرض وهو صدره. لسان العرب - (8/ 396) ووجب البعير: برك حتى سمع صوت كركرته أساس البلاغة - (2/ 10) الجِرَانُ من البَعِيرِ: مُقَدَّمُ عُنُقِه إلى مَنْحَرِه. فإذا بَرَكَ ومَدَّ عُنُقَه قيل: ألْقَى جِرَانَه. المحيط في اللغة - (2/ 110) وابْتَرَكَ الرجل، أي ألقى بَرْكَهُ. الصحاح في اللغة - (1/ 40) وبَرَكت الإبل تَبْرُك بُروكا، وبرَّكت. قال الراعي: وإن برَّكت منها عَجاساءُ جِلَّة ... بمَحْنِية أشلى العِفَاس وبَرْوعا. وأبركها هو. وكذلك: النعامة: إذا جَثَمَت على صدرها.المحكم والمحيط الأعظم - (3/ 175) بَرَكَ الْبَعِيرُ بُرُوكًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَقَعَ عَلَى بَرْكِهِ وَهُوَ صَدْرُهُ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (1/ 273) وبَرَكَ بُرُوكاً: ثَبَت وأَقامَ وهو مأْخوذٌ من بَرَك البَعِيرُ إِذا أَلْقَى بَركَه بالأَرضِ أي صَدْرَه تاج العروس - (1/ 6647)، فاتضح من هذه المعنى للبروك انه إلقاء بنفسه على الأرض،وهذا الإلقاء هو المنهي عنه في الحديث، والذي يدل عليه آخر الحديث حيث قال صلى الله عليه وسلم (وليضع يديه قبل ركبتيه) والوضع يخالف البروك لأن الوَضْعُ ضدّ الرفع وضَعَه يَضَعُه وَضْعاً ومَوْضُوعاً لسان العرب - (8/ 396) (وَضَعَ) الشَّيْءَ خِلَافُ رَفَعَهُ المغرب - (5/ 362) والتَّوْضِيعُ: رَثْدُ النَّعامِ بَيْضَها ونَضْدُهَا لَهُ أي: وَضْعُ بَعْضِهِ فَوْقَ بَعْضٍ وهُوَ بَيْضٌ مُوَضَّعٌ: مُنَضَّدٌ تاج العروس - (1/ 5605) ومِنَ المجازِ: تَوَاضَعَ الرَّجُلُ: إذا تَذَلَّلَ وقيلَ: ذَلَّ وتَخاشَعَ وهُوَ مُطَاوِعُ وَضَعَه يَضَعُهُ ضَعَةً ووَضِيعَةً تاج العروس - (1/ 5606).

قلت: وإذا رجعت إلى جل المعاجم اللغوية لا تجدها تذكر في البروك انه وضع، بل يقولون إلقاء، والإلقاء يخالف الوضع، قال تعالى عن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام (وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه000) الآية، قال القرطبي (وقد تقدم عن ابن عباس أن الألواح تكسرت) وفي هذا دليل على أن الإلقاء فيه قوة، وقال الطبري (أن موسى نبي الله ألقى الألواح من الغضب) وذكر أيضا (أنه ألقى الألواح فتكسرت)، والذي يلقي من الغضب غير الذي يضع من الرضا، فتنبه لهذا، وعليه فالواضح من الوضع أن فيه من الليونة والخفة ما لا يخفى فإذا اتضح هذا الفرق بان لك أن الحديث سليم وليس فيه قلب، فإنه نهى عليه الصلاة والسلام عن الإلقاء وأمر بالوضع (وليضع يديه قبل ركبتيه).

المناقشة:

ناقش الجمهور أدلة أصحاب القول الثاني من عدة وجوه:

1 - قالوا إن حديث أبي هريرة ضعيف، وذلك لتفرد الدراوردي به عن محمد بن الحسن، قال الإمام احمد: إذا حدث من حفظه يهم، وقال أبو زرعه الرازي: سيئ الحفظ، فتفرد الدراوردي مورث للضعف، وقال البخاري: محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه، وقال لا أدري اسمع من أبي الزناد أم لا؟ قاله في التاريخ الكبير (1/ 139) وكذا أعله الدارقطني والحازمي كلهم بالتفرد، وأعله حمزة بن محمد الكناني بأنه منكر كما في فتح الباري لابن رجب (7/ 218).

وأجيب عنه: بأنه لم يتفرد به الداروردي و إنما تابعه عليه عبد الله بن نافع عند أبي داود والنسائي والترمذي بنحوه، وعلى فرض انه تفرد به الداروردي فإنه ممن يحتج به، ولهذا أخرج له مسلم وكذلك البخاري مقرونا بعبد العزيز بن أبي حازم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير