وحدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ويزيد بن محمد عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء: أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فذكرنا صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال أبو حميد الساعدي «أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته».
وسمع الليث يزيد بن أبي حبيب، ويزيد من محمد بن حلحلة، وابن حلحلة من ابن عطاء. قال أبو صالح عن الليث «كل فقار».
وقال ابن المبارك عن يحيى بن أيوب قال حدثني يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن عمرو حدثه «كل فقار».
ـ التعليق: هذه الرواية كذلك ليست على شرط البخاري؛ لأنه أوردها معلقةً.
10) قال البخاري في " صحيحه " (5310): حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن ابن عباس:
أنه ذُكر التلاعن عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف، فأتاه رجل من قومه يشكو إليه أنه قد وجد مع امرأته رجلا، فقال عاصم: ما ابتليت بهذا إلا لقولي.
فذهب به إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبره بالذي وجد عليه امرأته، وكان ذلك الرجل مصفرا قليل اللحم سبط الشعر، وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله خدلا آدم كثير اللحم، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - «اللهم بين». فجاءت شبيها بالرجل الذي ذكر زوجها أنه وجده. فلاعن النبي صلى الله عليه و سلم بينهما.
قال رجل لابن عباس في المجلس: هي التي قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - «لو رجمت أحدا بغير بينة رجمت هذه»؟ فقال: لا، تلك المرأة كانت تُظهر في الإسلام السوء.
قال أبو صالح وعبد الله بن يوسف «آدم خدلا».
ـ التعليق: هذه الرواية كذلك معلقة، فليست على شرط البخاري.
ـ قلت (أبومعاوية): الذي يصفوا لنا من هذه الروايات أن البخاري لم يروي " لأبي صالح " إلاروايةً واحدةً موصولةًً؛ وهي الرواية الثالثة من الروايات التي أوردتها، والباقي أورده معلقاً، ومن المعلوم أن المعلقات ليست من شرط الصحيح.
وإذا كان البخاري لم يروي عنه إلا روايةً واحدةً، وعلق باقي الروايات عنه، فهذا يدل على أن البخاري لا يرى الاحتجاج بروايته، وإنما يستشهد بها، أو يوردها في المتابعات؛ كما هو ظاهر كلام ابن حجر الذي ذكرته سابقاً.
ثم قال الحافظ ابن حجر في " هدي الساري " (13 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13) مُبَيِّناً لماذا يُكثر البخاري عنه من التعليق، فقال ـ رحمه الله ـ «ذلك أن البخاري إنما صنع ذلك لما قررناه أن الذي يورده من أحاديثه صحيح عنده قد انتقاه من حديثه لكنه لا يكون على شرطه الذي هو أعلى شروط الصحة فلهذا لا يسوقه مساق أصل الكتاب وهذا اصطلاح له قد عرف بالاستقراء من صنيعه فلا مشاحة فيه»
ـ قاعدة ذكرها ابن حجر في روايات " عبدالله بن صالح المصري " في هدي الساري" (14) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14): قال ـ رحمه الله ـ «كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط، فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه والأحاديث التي رواها البخاري عنه في الصحيح بصيغة حدثنا أو قال لي أو قال المجردة قليلة» والله اعلم.
ـ كلام لبعض الأئمة بشأن رواية البخاري ل" لعبدالله بن صالح المصري "؛ قال الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في " ميزان الاعتدال " (15) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15) « وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح ولكنه يدلسه فيقول حدثنا عبد الله ولا ينسبه وهو هو»
قلت (أبومعاوية): والرد على كلام الإمام الذهبي يكون من وجهين:
¥