تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "]

ـ[شرف الدين]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:47 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود وقال:

962 - عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" إن مِنْ أفضل أيامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه قُبِض، وفيه

النَّفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم

معروضة علي ".

قال: قالوا: يا رسول الله! وكيف تعْرَضُ صلاتنا عليك وقد أرَمْتَ؟!

قال: يقولون: بَلِيت! فقال:

" إن الله عز وجل حَرَّمَ على الأرض أجسادَ الأنبياءِ ".

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: " صحيح على

شرط البخاري "! ووافقه الذهبي! وصححه ابن حبان أيضا والنووي).

إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا حسين بن علي عن عبد الرحمن بن

يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأبو الأشعث الصنعاني: اسمه

شراحيل بن آده؛ وقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد".

والحديث أخرجه المصنف في "الاستغفار" (1370) من طريق أخرى عن

حسين بن علي.

وأخرجه أحمد (4/ 8): ثنا حسين بن علي الجُعْفِيُ. 0. به.

وأخرجه النسائي (03/ 21)، والدارمي (1/ 369) وابن ماجه (1/ 336 -

337 و 502)، وابن حبان (550)، والحاكم (1/ 278)، والبيهقي (3/ 248) من

طرق عن حسين بن علي ... به. وقال الحاكم:

" صحيح على شرط البخاري "! ووافقد الذهبي!

وإنما هو على شرط مسلم؛ لما ذكرنا في أبي الأشعث.

وقد أعِل الحديث بعلة غريبة، ذكرها ابن أبي حاتم في "العلل " (1/ 197)،

وخلاصة كلامه: أن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر- وهو شامي- لم يحدتْ عنه

أحد من أهل العراق- كالجعفي-، وأن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي

واحد، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو ضعيف؛ وعبد الرحمن بن يزيد بن

جابر ثقة، وهذا الحديث منكر، لا أعلم أحداً رواه غير حسين الجعفي!

قلت: ويعني: أنه أخطأ في قوله: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ وإنما هو:

عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ الضعيف!

وهذه علة واهية كما ترى؛ لأن الجعفي ثقة اتفاقاً؛ فكيف يجوز تخطئته لمجرد

عدم العلم بأن أحداً من العراقيين لم يحدِّث عن ابن جابر؟! وما المانع من أن يكون

الجعفي العرافي قد سمع من ابن جابر حين نزل هذا البصرة قبل أن يتحول إلى

دمشق، كما جاء في ترجمته؟! وتفرد الثقه بالحديث لا يقدح؛ إلا أذا يثبت خَطَأهُ

كماهو معلوم.

وقد أشار إلى هذه العلة الحافظ المنذري في "مض ت ص ره " (2/ 4)، وفي

"الترغيب " (1/ 249) أيضا! وأطال الكلام في نقدها الحافظ الناجي فيما كتبه

عليه- أعني: "الترغيب "-، وليس كتابه في متناول يدي الأن؛ فإنه من

محفوطات المكتبة المحمودية في المسجد النبوي، وأنا أكتب الأن في دمشق، ولكنه

ختم كلامه بقوله:

" ليست هذه بعلة قادحة ".

ويؤيد ذلك تصحيح من صححه من الأئمة المتقدمين، وقد صححه النووي

أيضا في "رياض الصالحين " (ص 428).

وللجعفي حديث آخر بهذا الإسناد، ذكرته تحت الحديث المتقدم (373).

وللحديث شواهد يتقوى بها، تجد بعضها في "فضل للصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

لإسماعيل القاضي رقم (23 و 28 و 29)، والتعليق على حديث الباب منه رقم

(22 - طبع المكتب الإسلامي- بتحقيقي).


وهذا الحديث ذكره ان أبي حاتم في العلل.
علل الحديث لابن أبي حاتم - (1/ 197)
565 - وسمعت أبي يقول: عبد الرحمان بن يزيد بن جابر، لا أعلم أحدا من أهل العراق يحدث عنه، والذي عندي أن الذي يروي عنه أبو أسامة، وحسين الجعفي، واحد، وهو عبد الرحمان بن يزيد بن تميم، لأن أبا أسامة روى عن عبد الرحمان بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، خمسة أحاديث أو ستة، أحاديث منكرة، لا يحتمل أن يحدث عبد الرحمان بن يزيد بن جابر مثله، ولا أعلم أحدا من أهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الأحاديث شيئا.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير