تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" وذكر حديثاً طويلاً مشهوراً تركت ذكره لشهرته "، ثم ساق إسناده.

وأقره الذهبي في " الميزان "، والحافظ في " اللسان ".

وبجرح ابن حبان المذكور أعله ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (210 - 211/ 1166)، وكالعادة تعامى الغماري عن متابعة ابن الجوزي والعسقلاني لابن حبان؛ فخص رده على ابن حبان والذهبي بقوله (40 - 41):

" ولا معنى لإيراد الحديث في ترجمته؛ لأنه لم ينفرد به ... ".

قلت: وهذه مغالطة لها قرنان - كما يقال في بعض البلاد -؛ فإن من كان " منكر الحديث جداً "؛ فهو بمثابة قولهم: " ضعيف الحديث جداً ".

فلا يستشهد به - كما هو ظاهر لا يخفى على اللبيب -!

وإن من تمويهاته وتضليلاته أنه تشبث بقول ابن حبان " " تركت ذكره لشهرته ". فقال:

" وما كان مشهوراً لا يتهم به واحد؛ فقد تابعه هلال بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله المديني عن علي بن زيد ".قلت: وهذه مكابرة أخرى؛ فإن سياق كلام ابن حبان إنما يعني: أنه تركه لشهرته بالنكارة؛ ولذلك تابعه النقاد الثلاثة الذين سبق ذكرهم، وكأنه لا يعلم الكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة مثل " المقاصد الحسنة " وغيره مما هو معلوم لدى المبتدئين بالعلم. وصدق الله إذ يقول: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

ومن أكاذيبه تمويهاً على قرائه أنه قال عن ابن حبان: أنه ذكر جملة من الحديث نحو عشرة أسطر .. والواقع أنها سطران إلا قليلاً!

وأما المتابعة التي أشار إليها فستعلم نبأها قريباً إن شاء الله، وأنها لا تساوي شيئاً.

5 - هلال بن عبد الرحمن: قال العقيلي:

" منكر الحديث ".

ثم ذكر له ثلاثة أحاديث، منها هذا بطرفه الأول، ثم قال:

" كل هذا مناكير لا أصول لها ".

وأقره الحافظ في " اللسان "، ومن قبله الذهبي في " الميزان " وقال:

" الضعف على أحاديثه لائح؛ فليترك ".

وعارضهم الغماري - كعادته، وخالف القواعد العلمية - فقال (ص 41):

" وهو كلام مردود على العقيلي بوجود الأصول، والمتابعات الكثيرة له على هذا الحديث ".قدمنا مراراً بيان وهاء المتابعات الكثيرة التي يتبجح بها الغماري، وعلاوة على ذلك فإنها مختلفة جداً في سياقها للحديث طولاً وقصراً، وحسبك دليلاً على ذلك مما مر رواية أبي نعيم عن علي بن بشر وغيرها مما يأتي.

وأما احتجاجه بـ (الأصول) فلا شيء - كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى -.

6 - أبو عبد الله المديني، عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب ... أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " (403 - 405)؛ أخرجه من طريق حمَّادة بنت شهاب بن سهل بن عبد الله بن الأخنس الأسدية أم بدر الجوهرية

قالت: حدثني أبو عبد الله المدني ...

سكت عنه الغماري (ص 42) - كما هي عادته اذ لم يجد في السند ما يتقوى به -! وهو إسناد مظلم؛ أبو عبد الله المديني: مجهول - كما قال الذهبي في " المغني " -.

وحفادة بنت شهاب: لم أجد لها ترجمة.

7 - عبد الرحمن بن أبي عبد الله: تقدم (ص 1231) ما يدل على أنه غير معروف.

8 - هلال أبو جبلة عن سعيد بن المسيب ... يرويه بشر بن الوليد عن فرج ابن فضالة، ذكره الغماري من طريق الخرائطي في "المكارم "، وأبي موسى المديني في " الترغيب والترهيب وقال:

" قال أبو موسى المديني: هذا حديث حسن جداً، رواه عن سعيد بن المسيب وعمر بن ذر جماعة؛ منهم علي بن زيد بن جدعان ".قلت: انظر إلى أبي موسى كيف قال:

" حديث حسن جداً "؛ فهو لا يعني أنه حسن بمجموع طرقه - كما هو المعلوم اصطلاحاً -، وإنما يعني أنه حسن لغة، وهذا استعمال معروف عند بعض الحفاظ؛ ومنهم أبو عمر بن عبد البر، حتى ولو كان من رواية بعض الوضاعين مثل: (تعلموا العلم؛ فإن تعليمه للناس خشية ... ). قال فيه أبو عمر:

" وهو حديث حسن جداً، ولكن ليس له إسناد قوي ".

وهو مخرج في " الأحاديث الضعيفة " برقم (5293)، ويؤيده أن (هلالاً أبا جبلة): نكرة لا يعرف - كما نقله الغماري عن ابن القيم -. على أن الراوي عنه (فرج بن فضالة): ضعيف، وبهما أعله ابن الجوزي؛ فقال له - بعد أن ساقه من طريقه (1)، وطريق مخلد بن عبد الواحد المتقدم -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير