أ- كقوله تعالى: ((أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)). " العنكبوت آية 51 "
ب- وقوله تعالى: ((وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك)). " سورة القصص آية 86 "
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أدع على المشركين، قال: (إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
" انظر أضواء البيان للشنقيطي 4/ 694 "
وأما الطبري فقال ما خلاصته: أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به وأدخله ـ بالإيمان به وبما جاء من عند الله ـ الجنة، وأما كافرهم فقد دفع عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة لرسلها من قبله.
5 - وأما قول المؤلف: وهو (أي الرسول) نور وضياء كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)).
" الأحزاب آية 45 - 46 "
فإني أنقل للقاريء ما قاله المفسرون:
أ - قال ابن كثير في تفسيره:
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه وسراجاً منيراً بالقرآن.
فقوله تعالى: ((شاهداً)) أي لله بالوحدانية، وأن لا إله غيره، وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة.
((وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)) " النساء "
وقوله عز وجل: ((ومبشراً ونذيراً)) أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من ويل العقاب.
وقوله جلت عظمته: ((وداعياً إلى الله بإذنه)) أي داعياً للخلق إلى عباده ربهم عن أمره لك بذلك.
وقوله تعال: ((وسراجاً منيراً)) أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. " انظر تفسير ابن كثير جـ3/ 497 "
ب - وقال ابن الجوزي في تفسير زاد المسير:
((وسراجاً منيراً)) أي أنت لمن اتبعك (سراجاً) أي كالسراج المضيء في الظلمة يهتدى به. " جـ 6/ 400 "
ج- وقال الطبري في تفسيره: ((وسراجاً منيراً)) ضياء لخلقه بالنور الذي أتيتهم به من عند الله وإنما يعني بذلك أنه يهدي به من اتبعه من أمته. " نقلاً عن الطبري باختصار "
6 - وقال المؤلف في كتابه (في مدرسة النبوة):
وفي روايات متعددة يصف الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بأنه: " رحمة مهداة " إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها، وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).
" أخرجه ابن عساكر "
(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "
(إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
أقول: إن كلام المؤلف (أحمد محمد جمال) عليه ملاحظات:
أ) لم يذكر المؤلف دليلاً على كلامه سوى ما أورده من حديث: (إنما أنا رحمة مهداة) وقد تقدم تفسير الرحمة في الآية للعلامة الشنقيطي، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم.
ب) وأما قول المؤلف: (ليخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور .. ) فليته رجع إلى تفسير ابن كثير حيث قال فيها:
((ليخرج الناس من الظلمات إلى النور)). " سورة إبراهيم آية 1 "
أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد، قال الله تعالى:
((هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور)). " الحديد آية 9 "
فالآيات صريحة بأنه أخرج الناس من الظلمات إلى النور بالقرآن المنزل عليه.
ج- وأما قول المؤلف: (ويشفي قلوبها وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً) ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم!
فلم يأت بدليل صريح على ذلك، علماً بأن الشافي للأمراض هو الله وحده، قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
((إذا مرضت فهو يشفين)) " الشعراء "
أكد بالضمير المنفصل، ليؤكد على أن الشافي هو الله وحده، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً). " أخرجه البخاري "
¥