تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ المقرئ الداعية المنسي محمد كتو - رحمه الله-]

ـ[سمير زمال]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:19 ص]ـ

الشيخ المقرئ الداعية محمد كتو (1333 – 1417 هـ، 1915 – 1999 م).

الكثير من الجزائريين البالغين سن الثلاثين فما فوق يتذكرون الشيخ محمد كتو الذي كان يسمعنا بصوته الجهوري العذب " الحديث الديني " صباح كل يوم على الساعة السابعة في الإذاعة الجزائرية، كما كان يطل علينا بطلعته البهية كل يوم اثنين و جمعة في التلفزة الجزائرية يقدم حصة تدوم نصف ساعة بنفس العنوان فكان يشرح للجزائريين أمور دينهم بأسلوب جذاب، و بلغة سهلة بسيطة يفهما العامي و المثقف، فكانت الأسر الجزائرية تتعلم منه و تتفقه عليه فجزاه الله خيرا و رحمه الله رحمة واسعة.

نسبه و مولده و أصله:

هو محمد بن الشيخ احمد بن محمد بن الحاج السعيد كتو من قرية تيفريت نايت الحاج من قرى أزفون في منطقة القبائل الكبرى، هاجر والده الى تونس سنة 1890 م فرار بدينه و لغته من مضايقات و ظلم الاستعمار الفرنسي الغاشم، حيث استقر بقرية (بجاوة) التابعة لمدينة ماطر التي تبعد عن العاصمة تونس بحوالي 60 كلم، أين ولد مترجمنا يوم 15 ديسمبر 1915 م ففتح عينيه على المصحف الشريف و أذنه على صوت أبيه و هو يرتل القرآن الكريم أناء الليل و أطراف النهار لان والده الشيخ كان من مقرئ القرآن الكريم و من المداومين على قراءته و ترتيله، فحفظ القرآن الكريم و هو في ما يوال طفلا، و لما اتسعت مداركه قليلا اخذ والده يعلمه مبادئ اللغة العربية و تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، و بعد ان تعلم المبادئ الأساسية للفقه المالكي، و حفظ بعض المتون، ألحقه والده بجامع الزيتونة المعمور ليتابع مختلف العلوم و الفنون و تخصص في القراءات و التجويد الذي ولع بهما ولعا شديدا و تعلق بهما حتى كان لا يرى إلا وهو يطالع الكتب المتعلقة بهما و يهتم اهتماما كبيرا بكل ما يتعلق بهذين الفرعين الشريفين، و نظرا لسيرته الحسنة و لجده و اجتهاده فقد كان محبوبا من طرفا أساتذته في الزيتونة، محترما من طرف زملائه،

شيوخه:

تلقى العلم على يد شيوخ أجلاء بجامع الزيتونة الاعظم، لكننا نلاحظ انه من المشائخ الذين بقي يذكر فضلهم و يشيد بجهودهم العلمية و بمساعدتهم له في دروسه و تحصيله العلمي و يذكرهم بكل إعجاب و تقدير:

- الشيخ عبد الواحد المرغني

- الشيخ البيجاني زفزون.

- الشيخ علي التريكي.

- الشيخ صالح الكسراوي

و كل هؤلاء من شيوخ القراءات.

و من المعلوم ان عنايته بعلوم القرآن الكريم و القراءات و التجويد جعلته لا يذكر مشايخه في علوم العربية و الشريعة إلا قليلا.

عودته الى ارض الوطن:

بالرغم من استقرار الأسرة في تونس و تكيفها مع الحياة و تطلعها الى غد مشرق، لكنه آثر ان يعود الى بلاده و بالضبط إلى مسقط راسه، و قد أصبح حديث أهل قريته بعد أن القى درسا بزاوية القرية (تيفريت نايت الحاج) باللغة العربية الفصحى، حيث ان الناس في تلك الأيام رغم أنهم امازيغ لا يتكلمون إلا اللهجة الامازيغية إلا أنهم كانوا يقدسون و يعشقون اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم و يبالغون في تقدير و احترام كل من يحسنها و يجيدها و ينظرون اليه نظرة اكبار و احترام و لو كانوا لا يفهمون منها إلا القليل، فقد استمع إليه المصلين الذين حضروا درسه و راحو يحدثون عائلاتهم و أسرهم بكل دهشة و انبهار عن هذا الشاب الذي جاء من تونس و خطب فيهم دون أن يتلعثم أو يتلكأ و الذي لم يحضر معه ورقة أو كتاب ينظر إليه.

اجازاته:

اجازه علماء اجلاء من تونس و الجزائر لما علموه منه من انه علَمَ على ثروة فخمة من علوم القرآن الكريم و الحديث الشريف، تجمعت له بالحفظ و الدرس و التحصيل و التمحيص، و مجالسة اعلام هذا الفن، اضافة الى ذلك كله انه كان ثقة فيما ينقل و ما يقول، جيد النفكير سليم المنطق، بعيدا عن التكلف و التطبع، شديد الرغبة في نفع الناس و افادتهم،

فمن اجازه أستاذه العلامة الشيخ عبد الواحد المرغني المدرس بجامع الزيتونة الذي اجازه في علم القراءات

العلامة الشيخ الشاذلي النيفر الأستاذ بجامع الزيتونة الذي أجازه بكل مروباته.

العلامة الشيخ علي بن خوجة المفتي بالديار التونسية الذي أجازه برواية صحيح البخاري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير