[" داعية المشرق " أبو الحسن الندوي " صاحب كتاب " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين "]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 06 - 08, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
عالم رباني، وداعية مجاهد، وأديب تميز بجمال الأسلوب وصدق الكلمات، إنه الداعية الكبير ورباني الأمة الشيخ أبو الحسن الندوي ـ رحمه الله ـ صاحب كتاب من أشهر كتب المكتبة الإسلامية في هذا القرن وهو كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين".
ولقد سهل الشيخ الإمام أبو الحسن رحمه الله الطريق على من يريد الكتابة عن سيرته، مما سطره قلمه البليغ من مفكرات، شملت مراحل حياته منذ طفولته وذلك في كتابه (في مسيرة الحياة) في ثلاثة أجزاء. وفي كتب أخرى مثل (مذكرات سائح في الشرق العربي) الذي كتبه بعد زيارته للحجاز ومصر وسورية وغيرها من بلاد العرب سنة 1951م. وكذلك كتبه الأخرى التي كان ينشرها بعد رحلاته إلى ا لأقطار المختلفة.
نسبه ونشأته وتعليمه:
هو أبو الحسن على بن عبد الحي بن فخر الدين الحسني، ولد في شهر المحرم سنة 1332هـ ـ بقرية تكيه بمدينة راي بريلي التي تبعد عن لكهنو ثمانين كيلو مترا في بلاد الهند.
وأسرته من أصل عربي، لا تزال تحافظ على أنسابها وصلاتها بأصلها العربي، وإن كانت تعيش في الهند منذ قرون، وتمتاز بتمسكها بالشريعة الإسلامية وبذل الجهد في نشر العلم وخدمة الإسلام والعمل لخير المسلمين.
وينتهي نسب أسرته إلى (محمد بن عبد الله الحسني المثنى بن الإمام الحسن ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ولذلك اشتهرت الأسرة بالحسنية.
كان والده علامة الهند ومؤرخها، وكانت والدته من السيدات الفاضلات تحفظ القرآن الكريم وتقول الشعر، وتؤلف الكتب، وقد توفي والده وهو دون العاشرة فأشرف أخوه الكبير "الدكتور عبد العلي الحسني" على تربيته. وقد كتب مقالاً نشرته له مجلة المنار المصرية (التي يديرها محمد رشيد رضا) وهو ما يزال في الثانية عشرة من عمره.
حفظ القرآن الكريم في صغره، كما تعلم الأردية والإنجليزية والعربية، وفي عام 1929 التحق بدار العلوم بالهند المعروفة باسم "ندوة العلماء"، ثم التحق بمدرسة "الشيخ أحمد علي" في لاهور حيث درس علوم الحديث والتفسير والفقه وتخصص في علم التفسير.
وحضر دروس الحديث الشريف للعلامة المحدث حيدر حسن خان، وكان قد درس كتاب الجهاد في صحيح الإمام مسلم على شيخه خليل الأنصاري ولازمه سنتين كاملتين؛ فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي حرفاً حرفاً، وقرأ عليه دروساً في تفسير البيضاوي أيضاً، وقرأ على الشيخ الفقيه المفتي شبلي الجيراجبوري الأعضمي بعض كتب الفقه.
تلقى تفسير سور مختارة من شيخه خليل الأنصاري، ثم تلقى دروساً في التفسير من الشيخ عبد الحي الفاروقي، وحضر دروس البيضاوي للمحدث حيدر حسن خان، ودرس في التفسير لكامل القرآن الكريم، حسب المنهج الخاص للمتخرجين في المدارس الإسلامية، على العلامة المفسر أحمد علي اللاهوري في "لاهور" عام 1351هـ / 1932م.
و أقام عند العلامة المجاهد حسين أحمد المدني عام 1932م في دار العلوم ديوبند عدة أشهر، وحضر دروسه في صحيح البخاري وسنن الترمذي، واستفاد منه في التفسير وعلوم القرآن الكريم أيضاً، كما استفاد من الشيخ الفقيه الأديب إعزام علي في الفقه، ومن الشيخ المقرئ أصغر علي في التجويد على رواية حفص.
حياته الدعوية والعملية والعلمية:
في عام 1934 عُين مدرساً في دار العلوم "ندوة العلماء"، وأثناء ذلك كان يتابع دراسة بقية العلوم الدينية إضافة للأدب العربي. وفي عام 1939 م بدأ الشيخ رحلاته الدعوية في الهند، ثم أسس في عام 1943 م مركزاً للعلوم الإسلامية. ورحل أبو الحسن إلى الحجاز مرات وإلى مصر والمغرب والشام وتركيا وزار أمريكا والدول الأوربية وطاب أكثر العواصم الإسلامية.
¥